ظروف وأسباب التدخل المحتمل لتركيا والسعودية بسوريا


قال الدكتور أحمد التويجري رئيس منظمة العدالة الدولية عضو مجلس الشورى السعودي السابق إن التدخل السعودي التركي المحتمل في سوريا يهدف إلى محاربةتنظيم الدولة الإسلامية وما أسماها الفرق الإرهابية التي جاءت من العراق وأفغانستان وإيران وباكستان وروسيا، إضافة إلى عملاء النظام السوري في الداخل، لأن “الإرهاب لا يمكن تجزئته”.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن السعودية سترسل طائرات حربية وقوات برية إلى قاعدة إنجيرلك الجوية جنوب تركيا. وأضاف أن أنقرة والرياض ستشاركان في أي عملية برية في شمال سوريا، في حال وجود خطة لذلك.

وقال التويجري لحلقة (13/2/2016) من برنامج “ما وراء الخبر” إن التدخل المحتمل سيكون من أجل تصحيح الأوضاع في سوريا وإعادة المياه إلى مجاريها، وإن هناك “مؤامرة كبيرة” تجري على الأرض السورية أطرافها روسيا وإيران والنظام الفاسد في دمشق بهدف تدمير الثورة السورية، واتهم روسيا بقصف المعارضة السورية وليس تنظيم الدولة.

وأوضح أن روسيا وإيران تفاجأتا بالموقف الحازم للسعودية وتركيا، وأشار إلى أن الأرض هي التي ستحسم.

الكاتب والباحث السياسي التركي محمد زاهد غل قال إن هناك أسبابا موضوعية تدفع الرياض وأنقرة ودولا أخرى للقيام بعمل بري داخل سوريا، ولكن ليس بشكل منفرد، وإنما تحت مظلة دولية وبقيادة أميركية، وتحدث عن الرؤية التركية التي قال إنها لطالما أشارت إلى أن الإستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب لن تحقق نتائج ملموسة على الأرض ما لم تكن مدعومة بتحرك بري.

ومن الأسباب التي ذكرها ما عده التدخل العسكري الروسي السافر، الذي غيّر الكثير من موازين القوى على الأرض، وتسبب في كارثة إنسانية لم تعد تحتمل، وأكد أنه في حال استمرت الضربات الروسية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب فقد يصل عدد اللاجئين إلى خمسمئة ألف.

غير أن الضيف التركي كشف أن التدخل التركي السعودي المحتمل داخل سوريا سيستهدف المناطق الحدودية التي يتواجد فيها تنظيم الدولة ولا يستهدفها القصف الروسي، وأنه سيقتصر في هذه المرحلة على تنظيم الدولة دون غيره.

ووصف تصريحات رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف بشأن تحذيره من حرب عالمية ثالثة بأنها تثير الضحك وغير واقعية، وقال إن الروس لا يريدون أي تدخل في سوريا لا من طرف تركيا والسعودية ولا من طرف الأميركيين.

تحذير
أما مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون ريتشارد وايتز فحذر من مخاطر أي تدخل بري في سوريا، بحجة أن الوضع بات أكثر تعقيدا هناك بعد التدخل العسكري الروسي، وأن موسكو لا تريد أي تدخل “في ظل ما تحققه من نجاحات على الأرض”.

وبحسب هدسون، فإن واشنطن رحبت من حيث المبدأ بالموقف السعودي التركي، لكنها تريد التفكير بشكل معمق، مشيرا إلى أن هذا التدخل المحتمل في سوريا كان يمكن أن يكون مناسبا لو حدث قبل سنة أو أكثر، ورجح أن يكون دافع السعودية والرياض هو إرغام الأميركيين على اتخاذ موقف أكثر حزما بشأن الأزمة السورية.

تقرير حلقة برنامج ما وراء الخبر ـ قناة الجزيرة


المركز الصحفي السوري