‘كتب عبدالجليل السعيد: جنيف ٢ وجنيف ٣ ” مقارنة سريعة “’

14 فبراير، 2016

 

لعل المقارنة والمقاربة للحالة السورية بكل تفاصيلها دوماً معقدة لكن لأباس بتسليط الضوء أحيانا حول نقاط الفشل والنجاح في أداء المعارضة السياسية السورية حيال أكثر المحافل الدولية قرباً من الشأن السوري خصوصاً مفاوضات جنيف ٢ وجنيف ٣

أولاً : طبيعة تشكيل الوفود :
١- في جنيف ٢ وفد النظام السوري كان يترأسه وزير الخارجية ” وليد المعلم ” وضم في عضويته ” لونا الشبل ” مدير المكتب الإعلامي لـ بشار الأسد و ” بثينة شعبان ” مستشارته لنفس الشأن إضافة إلى وزير الإعلام ” عمران الزعبي ” ونائب وزير الخارجية ” فيصل المقداد ”
٢- وفد المعارضة السورية كان ترأسه ” أحمد الجربا ” بصفته رئيس الإئتلاف وضم في عضويته عدداً لابأس به من السياسيين والدبلوماسيين المعارضين المعروفين
٣- في جنيف ٣ وفد النظام ترأسه سفير برتبة شبيح ” بشار الجعفري ” وضم في عضويته رجال أمن ومرتزقة من الدرجة العاشرة في صفوف أزلام النظام ، وخلا الوفد من أي وزير أو حتى نائب وزير ، وكان وفداً وضيع المستوى بالمعنى الدبلوماسي ٤- وفد المعارضة ترأسه ” رياض حجاب ” وضم أعداداً كبيرة من الشخصيات المغمورة التي لا علاقة لها بالسياسة أو العمل الدبلوماسي
٥- طبيعة تشكيل الوفود كانت تدلل على عدم جدية النظام في جنيف ٣ مقارنة مع خوفه من سخط الدول في جنيف ٢

ثانياً : الواقع الإعلامي
١- في جنيف ٢ استطاع ” الجربا ” أن يَصْل إلى قلوب وعقول الناس والمجتمع الدولي في كلمته البسيطة والمؤثرة خلال الجلسة الإفتتاحية واضطر النظام السوري لنقلها عبر قنواته الرسمية ، وكانت هناك خطة إعلامية قوية استطاع عبر تحجيم ” ممثل النظام وليد المعلم ” وإظهاره أمام الجميع بصورة قبيحة ومقززة تعكس ماهية النظام الذي يمثله ، ناهيك عّن تعيين ناطق رسمي واحد للوفد ” لؤي الصافي ” وعدم توزيع التصريحات الخلبية يميناً وشمالاً
٢- في جنيف ٣ فشل وفد المعارضة بتوحيد خطابه وبدت حالات الإرتباك واضحة والتصريحات متناقضة والثلاثي التائه ( مسلط – ماخوس – آغا ” ناهيك عّن ” فرح الآتاسي ”

ثالثاً : مهنية تفاوضية
١- في جنيف ٢ عين ” الجربا ” السيد ” هادي البحرة ” كبيراً للمفاوضين ولم يباشر هو بصفته ” الرئيس ” دور التفاوض ، وابتعد عن واجهة العمل وفضل العودة إلى الداخل السوري ، وأحرج وفد النظام الذي لم يكن مستوعباً لتلك الخطوة ، وبعيداً عّم رأي البعض بأداء ” البحرة ” الذي اختاره منتقدوه أنفسهم خلفاً لـ ” الجربا ” في رئاسة الإئتلاف
٢- في جنيف ٣ كان وفد المعارضة متحمساً لإنتقاد طبيعة الضيافة السويسرية والخدمات الأممية و ” المشاوير السياحية ” ناهيك عّن إلتقاط الصور التذكارية

رابعاً : خيارات القيادة وحدود المفاوض
١- في جنيف ٢ كان ” الجربا ” يترأس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ، أي أنه يستطيع أن ينتقل فوراً لخيارات المقاومة والدفاع عن النفس ودعم الثوار واستمرارية الثورة ، فالإئتلاف الذي يترأسه يضم لجنة عسكرية وتتبع له هيئة أركان الجيش الحر ويرتبط به القادة العسكريون ، أما في جنيف ٣ فحدود ” حجاب ” معروفة هو منسق لهيئة مفاوضات وليدة لهذا الغرض ولا يستطيع أن ينبس ببنت شفة أمام الدول أو الإعلام حتى من ناحية ” طلب السلاح النوعي ” أو إمداد الثوار به .

كتب عبدالجليل السعيد: جنيف ٢ وجنيف ٣ ” مقارنة سريعة “ المصدر.

المصدر : الإتحاد برس