اقترب اليوم الفصل.. السعودية وتركيا في مواجهة روسيا وإيران


رائحة الحرب تفوح من كل مكان، مع ازدياد تسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، السعودية ترسل بطائراتها الحربية لقاعدة إنجيرلك الحربية التركية، القوات المسلحة التركية تدك مواقع لتنظيمات إرهابية في سوريا كحزب الاتحاد الديموقراطي PYD  المتواطئ مع نظام الأسد وروسيا في بح الشعب السني العربي السوري، أمير قطر تميم بن حمد يزور أنقرة ويتباحث مع قيادتها قضايا عدة، أهمها التدخل في سوريا، أنقرة تعلنها بشكل صريح “سنتخذ كل التدابير للدفاع عن حدودنا إذا هوجمنا من طرف سوريا”، أردوغان يهدد الغرب بفتح أنهار اللاجئين صوب أوروبا، ويهدد امريكا بالاختيار بين صداقة تركيا الحليفة وبين الإرهاب. مفاوضات جنيف تفشل، وروسيا تزيد من جرعة الموت التي تصبها على شعب سوريا

يأتي ذلك بعيد أسابيع من تشكيل تحالف استراتيجي بين السعودية وتركيا، سبقه بأيام قليلة ما أعلنت عنه الرياض من تحالف إسلامي ضم 36 دولة إسلامية.

الطبخة باتت جاهزة الآن، السعودية تستند إلى ركن شديد إذا، المنطقة باتت على شفير حرب شبه محتمة، وطبور الحرب تقرع وتسمع من كل مكان، لقد نفذ صبر أنقرة، وقد نفذ صبر السعودية أيضا، لم يعد بمقدور السعودية الصمت أكثر حيال الدور الإيراني الفاشي التوسعي في المطقة، ولم تعد تقبل بأن يفرض الفرس حصارهم على الجزيرة العربية من كل الجهات، شمال وشرق وجنوب، اليمن، والعراق وسوريا ولبنان.

أنقرة أيضا لم يعد بوسعها الصمت على الاستفزاز الروسي والوحشية التي تمارسها ضد التركمان خاصة والمدنيين السوريين عامة بهدف إغراق تركيا باللاجئين وتغيير الخارطة الديموغرافية في سوريا، عدا عن الانتهاكات المستمرة للأجواء التركية، لا يعني هذا بأن تركيا ستدخل في حرب مباشرة مع روسيا، بل ستسقي روسيا من ذات الكأس الذي أسقتها منه، وهو الكأس السوري، إذا كانت روسيا تضغط على تركيا وتستفزها بالملف السوري وبمئات آلاف اللاجئين، فإن تركيا سترد لها الصاع صاعين، من خلال نفس الساحة، ربما تدعم المعارضة السورية بأسلحة نوعية ومضادات للطائرات وغيرها من الأساليب.

طبعا أنقرة ذكية بما فيه الكفاية لكي لا تتورط في أتون حرب في سوريا قد تعرف بدايتها دون نهايتها، وهي تدرك تماما أن أول من يقف في وجهها سيكون محور أمريكا وأتباعها من العرب، لذلك فهي تقدم السعودية وتسند ظهرها بكل ما أوتيت من قوة، وذلك لأن التدخل السعودي مقبول أكثر بكثير من التدخل التركي، حيث هناك شبه إجماع عربي على الدور السعودي المتصاعد في المنطقة.

لقد ثبت نجاح ذلك في اليمن، فقد تمكنت السعودية من قيادة تحالف عربي ضد الحوثيين في اليمن، وقد وجهت أقسى الضربات لإيان وتحدتها ومرغت أنفها في التراب، وهذا نجاع سعودي لا يمكن الاستهانة به، نجاح آخر حققته السعودية ضد إيران، وهو أنها تمكنت من حشد أكبر تحالف دبلوماسي عربي وإسلامي ضد طهران، حيثت أعلن عدد كبير من الدول العربية والإسلامية سحب سفرائهم من طهران وطرد سفرائها أو استدعائهم.

الشاهد في القول أن الموقف السعودية موقف قوي ومدعوم بقوة ومن قبل عدد من الدول العربية وعلى رأسها مصر وقطر والسودان، وكذلك من دول إسلامية قوية جدا كباكستان وتركيا.

حشود عسكرية سعودية وعربية غير مسبوقة، وها هي تركيا توفر كل ما يلزم من الدعم وتفتح مطاراتها وقواعدها العسكرية من أجل توجيه ضربة قوية، في ظاهرها ضد داعش الإرهابي، لكن في باطنها لنظام الأسد الفاشي ومن خلفه روسيا وإيران.. حانت ساعة الصفر، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

وكالة طه التركية العربية


المركز الصحفي السوري