الغارديان: واشنطن فقدت الكثير من رأس مالها السياسي في سوريا


اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت الكثير من رأس مالها السياسي في سوريا بفعل التدخل الروسي الذي نجح في تغيير موازين القوى لصالح النظام السوري.

وقالت إن الطيران الروسي واصل عملياته وقصفه لمواقع تابعة للمعارضة السورية على الرغم من الحديث عن وقف لإطلاق النار جرى الاتفاق عليه في مؤتمر ميونيخ يوم الخميس الماضي، مشيرة إلى أن نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطموحاته تصاعدت في أعقاب تدخله بسوريا على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد بسبب أسعار النفط.

الغارديان قالت في تحليل إخباري لها نشر في عددها الصادر الأحد 10 فبراير/ شباط، إنه وعلى الرغم من الحديث عن أن الغارات الروسية سوف تسمح لتنظيم “الدولة” بالتمدد إلا أن ذلك لم يحصل حتى الآن حيث حاول التنظيم استغلال الضربات الروسية للتقدم في إدلب وحلب الغربي، إلا أن ذلك لم يحصل، وإن كان الأمر قد يكون ممكناً مع استمرار القصف الروسي.

وترى الصحيفة البريطانية أن الروس تمكنوا من انتزاع العديد من التنازلات على طاولة المفاوضات بفعل التدخل العنيف، إذ إن الضربات الجوية الروسية لم تتوقف لمدة أسبوعين قبل وبعد وأثناء محادثات جنيف 3 التي فشلت في التوصل إلى شيء.

فصائل المعارضة السورية مازالت متمسكة بمطالبها بأنها لا يمكن أن تقبل بوقف لإطلاق النار دون أن يتوقف القصف الروسي.

وتنقل الغارديان عن عضو بارز في أحد الجماعات الإسلامية المعارضة قوله “من المؤكد أن روسيا ستواصل مهاجمتنا في الوقت الذي تدعي فيه إنها تهاجم مواقع تابعة لجبهة النصرة، زعموا أن تدخلهم العسكري جاء لضرب تنظيم “الدولة”، ولكن حتى الآن كانت 85% إلى 90% من الضربات كانت تستهدف الجماعات الثورية المعتدلة التي تحتوي على نسبة عالية من الأهداف المدنية”.

ما تكشف خلال مؤتمر ميونخ، تقول الغارديان، أوضح أن روسيا عادت كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط، في حين تبدو واشنطن خانعة أمام هذا التدخل، حتى إن رئيس الوزراء الروسي ديفيد ميدفيديف قال إن الحرب الباردة بين روسيا والغرب عادت من جديد.

وتضيف الغارديان، أن الولايات المتحدة فقدت الكثير من رأس مالها السياسي، لا سيما بعد الضربات الجوية الروسية التي دفعت بالعديد من فصائل المعارضة السورية المعتدلة إلى ترك الأرض.

ويرى محللون أن أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا لا تبدو واضحة، لا سيما وأن الكرملين نفسه قد لا يكون يملك رؤية واضحة لسوريا أكثر من حماية هيبة ونفوذ روسيا.

الخليج أونلاين


المركز الصحفي السوري