on
اللواء محمد الحاج علي لـ (كلنا شركاء): أعتقد أننا لا نستطيع التوحد دون تدخل إقليمي ودولي
إياس العمر:
شغل الشارع السوري خلال الأيام الماضية الحديث عن خطوات لتوحيد تشكيلات الجيش السوري الحر تحت مظلة واحدة، عقب خسارته عدداً من المناطق في الشمال والجنوب السوري لصالح قوات النظام والميلشيات المالية له والمدعومة بغطاء جوي روسي.
اللواء محمد الحاج علي أحد أبرز الضباط المنشقين عن النظام وصاحب فكرة تشكيل الجيش الوطني منذ أعوام والتي لم تر النور بعد، تم طرح اسمه من جديد من أجل العمل على توحيد تشكيلات الجيش الحر في الشمال والجنوب السوري.
وفي حديث لـ “ ” قال الحاج علي إنه ومنذ أكثر منذ ثلاث سنوات والحديث عن توحيد التشكيلات على الأرض مستمر حتى الآن، وأعتقد أنه سيبقى وسيستمر، وأسباب استمراره كثيرة أهمها ظروف نشأة الفصائل وخلفية الذين حملوا السلاح في بداية الثورة المسلحة الفكرية والثقافية والمستوى الاجتماعي لهم، والموقف السلبي من تشكيل مؤسسة عسكرية على أسس مهنية سواء أكان ذلك على المستوى الداخلي للثورة أو على المستوى الإقليمي، والرفض المطلق لهذه الخطوة من الجانب الأمريكي (الجيش الوطني مثلاً).
وأضاف بأن من أسباب استمرار الحديث عن توحيد التشكيلات العسكرية أيضاً وقوف معظم التنظيمات الحزبية والقادة الميدانيين الموقف المعادي لتولي الضباط المسؤولية في إدارة القوى الثورية المسلحة، مع أنهم بأمسّ الحاجة لخبراتهم، وهذا يعود إلى خوفهم من إعادة التجارب السابقة في ممارسة الجيش للسياسة في سورية، ودور الداعمين كان سبباً رئيسياً في منع الوحدة بحثاً عن أمجاد واتباع وتحويل الثورة من وطنية إلى إسلامية، منفذين بذلك خطة النظام الذي سعى لها منذ بداية الثورة، إضافة إلى دخول تنظيمات متطرفة تحت عناوين مختلفة وبأجندات استخباراتية دولية لتخريب الثورة، وأسباب أخرى كثيرة.
وأشار إلى أنه يعتقد بأن السوريين لا يستطيعون تحقق التوحد دون تدخل إقليمي ودولي، وفي حال حصل ذلك سيتغير كل شيء على الأرض، وإذا تم تشكيل قيادة عسكرية محترفة قادرة على إعادة تنظيم هذه التشكيلات وتدريبها والتخطيط القتالي لها وقيادة عملياتها العسكرية وفق متطلبات وضرورات الحرب، عندها سيتغير كل شيء، وسيهزم النظام وأعوانه من روس وإيرانيين مهما امتلكوا من أسلحة وعتاد.
وعن دور التحالف الإسلامي قال الحاج علي إن فشل الحل العسكري للأسباب المذكورة أعلاه ودخول أطراف إقليمية ودولية عسكرياً بشكل مباشر، عقد المشهد السوري وصعب عملية إجراء التغيير في نظام الحكم وإدخال الصراع في مرحلة جديدة أجبرت دول المنطقة أن تفكر كثيراً في مصالحها وأمنها القومي الذي أصبح مهدداً، خاصة أن مفردات الصراع في سورية أوجدت تنظيمات عسكرية متطرفة (داعش والقاعدة)، ودخول تنظيمات شيعية (حزب الله وفيلق القدس وتنظيمات شديدة التطرف الطائفي، وتعمل لحساب مصلحة إيران في المنطقة العربية) لذلك استدعى وجوب وجود تحالف عربي إسلامي للحد من الغلو الطائفي، خاصة بعد استيلاء الحوثيين على اليمن بدعم من إيران وأتباعها في المنطقة.
أما بشأن فعالية وقف إطلاق النار، قال الحاج علي إنه لا وجود لوقف إطلاق النار، وكل ما تم الاتفاق عليه هو وقف العمليات العدائية، وحاولت أن أتفهم الفرق بينهما (وقف إطلاق النار ووقف العمليات العدائية) لكنني عجزت، وأتمنى ممن يعرف أن يخبرني، لكن تقديري أن الاتفاق ترك مبهماً لأسباب أجهلها، وأظن أنها مساحة للمناورات الروسية على عملية وقف إطلاق النار من جهة، ومن جهة أخرى لا نعرف مصداقية القوى الكبرى وأتباعها في الالتزام.