on
بعد 20 يوماً من سوقهم للاحتياط… 32 شاباً دمشقياً يعودون جثثاً إلى ذويهم
دمشق – محمد القاسم:
استلم أهالي حيي كفرسوسة والميدان في العاصمة دمشق خلال الأيام القليلة الماضية ما يقارب 32 جثة لأبنائهم الذين تم سحبهم للخدمة الاحتياطية في صفوف قوات النظام في حملة الاعتقالات الأخيرة التي قام بها النظام بالتعاون مع ميليشيا الدفاع الوطني في دمشق وريفها.
وسلّمت قوات النظام الأهالي الجثث بعد فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز العشرين يوماً من تاريخ اعتقالهم وسوقهم للاحتياط، ليدعم بهم الجبهات ويسد الفراغ في الجيش، ويستخدمونهم كدروع بشرية للاقتحامات على الجبهات مع الثوار.
وقال قريب أحد القتلى، رفض ذكر اسمه خوفاً من بطش النظام، لـ “ ”، إن أحد الحواجز التابعة للنظام في دمشق اعتقل قريبه دون ان يتم تسليمه برقية أو إعلامه مسبقاً أنه سيتم سوقه للاحتياط، وبعد 17 يوماً تواصلت قوات النظام مع ذويه ليخبروه بأن انبنهم قد قتل خلال تأديته واجبه الوطني في حي جوبر الدمشقي مع عدد كبير من رفاقه، جراء كمين نصبه الثوار لهم أودى بحياتهم، وأجبرت قوات النظام أهالي القتلى على دفنهم دون تشييع أو إحداث جلبة، وحضر الصلاة عليهم في (التربة) عدد من أقارب القتلى.
وأكد عدد من أهالي القتلى من أبناء ركن الدين، رفضوا ذكر أسمائهم، نفس الرواية، وأضافوا بأن قوات النظام تعيد أبناءهم من الطائفة السنية بعد أسابيع من سوقهم للاحتياط، وقوات النظام تحضر الجثث قبل صلاة المغرب بقليل ويأمرون أهاليهم بتغسيلهم مباشرة، وفي الليل يسمحون لخمسة أو ستة أشخاص بالصلاة عليها وحمل النعوش ودفنهم.
وقال والد أحد القتلى “الله ينتقم منون يقتلون القتيل ويمشون بجنازته، ومنعونا من إقامة جنازة أو عزاء خوفاً من انتشار أخبار عودة قتلى للنظام من الطائفة السنية”.
وأضاف بأنه وخلال الفترة الماضية بدأت قوات النظام بإخراج جثث القتلى من برادات مستشفيات النظام وتسليمها لذويها على دفعات، محاولين امتصاص غضب الأهالي.
وقال أبو سعيد أحد الشباب الذين يخدمون في إحدى الثكنات العسكرية بريف دمشق لـ “ ”، إنه ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر تم سحبه للاحتياط من أحد الحواجز العسكرية في مدينة دمشق، وقام بدفع رشوة كبيرة لأحد الضباط لعدم رميه على الجبهات، ويتقاضى هذا الضابط الفاسد 150 ألف ليرة سورية شهرياً من هذا الشاب، حتى لا يزج به على الجبهات مع الثوار.
وأفاد ناشطون داخل دمشق عن قيام قوات النظام بزج موظفي الدوائر الحكومية في الأعمال العسكرية، وإجبارهم على عمل دورات عسكرية والوقوف على الحواجز والترغيب في التطوع للقتال مع قوات النظام، ومنع الموظفين من أخذ إجازات بلا أجر أو تقديم استقالتهم، وطرد الموظفين الطالبين للإجازات أو الذين يمددون إجازاتهم من الخارج.
ويذكر أن قوات النظام في الآونة الأخيرة تدفع بالشباب الدمشقي القادرين وغير القادرين على حمل السلاح على جبهات بعيدة في ريف حماة وحلب والقامشلي ودير الزور، ويستخدمونهم كدروع بشرية في الخطوط الأولى برشاش خفيف وتدريب متواضع ينتهي بأغلب الأحيان بمقتل غالبيتهم، ليتقدم على جثثهم جيش النظام والعناصر المرتزقة من شيعة إيران والعراق ولبنان المختبئون في الخطوط الخلفية، ومن ثم يعلنون سيطرتهم على أحد المناطق، و يستطيع من له قدرة على دفع الرشاوي وله علاقات طيبة بمسؤولي الدولة أن يخفف الأمر ويجعل ابنه على جبهة قريبة هادئة، لا يعلم أحد متى ستشتعل مرةً أخرى.