هل وصلت أمريكا لمبتغاها في سوريا؟


لعبت الولايات المتحدة الأمريكية على وتر إدخال تركيا في النزاع السوري بشكل وحيد من خلال تقديم العديد من الإغراءات التي مررتها من تحت الطاولة كما يقال أو بشكل غير علني إلا أن الحكومة التركية كانت واعية للمخطط الأمريكي وذلك بطلب تركيا من حلف الناتو نشر منظومات دفاع جوية داخل الأراضي التركية القريبة من الحدود السورية، حيث تم نشر صواريخ الباتريوت على طول الحدود السورية التركية.

كما لم تتوانى الولايات المتحدة الأمريكية في إغراق كل من إيران والميليشيات العراقية واللبنانية في المستنقع السوري الذي حولته لدوامة من الاقتتال الطائفي في سوريا لكسب تاييد هذه الميليشيات الطائفية ومن يقف إلى جانبها، وبحجة حماية الأقليات والمزارات والمراقد الشيعية! على امتداد الأراضي السورية، فبتنا لا نرى على الساحة السورية إلا عددا قليلا من قوات النظام الأسدي، و اكثر من يقاتل على الأرض هم عناصر ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وعناصر من باكستان وعناصر الميليشيات الطائفية العراقية بالإضافة لحزب الله اللبناني.

بعد نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في توريط كل من إيران ومرتزقتها والميلشيات العراقية وحزب الله اللبناني، وعدم تحقيقهم نتائج على الأرض وازدياد تقدم الثوار(قوات المعارضة السورية) والسيطرة على مناطق واسعة من الأراضي السورية وانهيار قوات النظام الأسدي وأعوانه أمام الثوار، ووصول النظام السوري إلى مرحلة الأنفاس الأخيرة، دخلت القوات الروسية البرية والجوية بإيعاد من الولايات المتحدة الأمريكية لمحاولة إطالة عمر النظام السوري، إلا أن استخدام روسيا لإمكانياتها البرية والجوية الغير مسبوق لم يساعدها على تحقيق أهدافها، بل على العكس أغرقها أكثر فأكثر، الأمر الذي أدى إلى زيادة مدة تواجد القوات الروسية على الأراضي السورية، وامام ذلك تضاعفت التكلفة المادية لهذه القوات، مما أدى إلى زيادة النفقات العسكرية الذي كان له الأثر الكبير في تدهور العملة الروسية أمام الدولار وإغلاق أكثر من 10 مصارف كبيرة في روسيا وإعلانها الإفلاس بسبب انخفاض سعر الروبل الروسي، وهذا ما ارادته الولايات المتحدة الأمريكية من دخول روسيا في المستنقع السوري لفرض الحلول التي تراها مناسبة لها، وبما يحقق مصالحها على الأمد الطويل، ولتبقى مسيطرة على دول العالم كافة وتبقى اللاعب الوحيد المسيطر والمتحكم .

ولكي لا تظهر أمريكا إلى جانب أحد اطراف النزاع دون الآخر ومصالحها مع الأطراف الأخرى في النزاع السوري، نجحت بتشكيل ما يسمى التحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفائها من دول الخليج والعالم الاسلامي، وادخاله في النزاع السوري من البوابة الشمالية والجنوبية لسوريا، لخلق نوع من التوازن العسكري(توازن القوى) على الساحة السورية لإنهاك جميع الأطراف في الحرب السورية وعدم سيطرة طرف دون الطرف الآخر.

ويبقى السؤال الأهم هل اقتربت نهاية الحرب السورية بعد نجاح أمريكا بإغراق كل الأطراف وتدميرهم اقتصاديا وعسكريا ؟ أم ما زال هناك حسابات أخرى على حساب دم الشعب السوري ودمار ما تبقى من سوريا؟
المركز الصحفي السوري – أحمد اسماعيل


المركز الصحفي السوري