ناشطون في عيد الحب: دماء السوريين ليست نبيذا أيها العالم المتحضر


66

القدس العربي – محمد إقبال بلو

بابتسامة ساخرة قال «خالد» الشاب الذي كان يحلم يوماً أن يحب ويتزوج كما يفعل شبان العالم: «عيد الحب؟ عن أي حب وعن أي عيد تسألني، وهل تبقى في هذه الدنيا شيء يسمى الحب؟ لا أرى من اللون الأحمر سوى أحمر دمائنا وإذا كان العالم يحتفل بنزيف الدم السوري وبلون دمائنا حين تصبغ التراب والصخر والجدران، فتباً للحب الذي يحتفلون به».
ويضيف «لا يحق لعالم يصمت أمام قتل أطفال سوريا بأحدث الأسلحة أن يحتفل بالحب أو يتحدث عنه، فما بالك إن كانت تلك الدول التي تدعي المحبة ونشر العدالة والتسامح والمحافظة على حقوق الإنسان هي الدول نفسها التي تقتلنا كل يوم أو تساهم في ذلك بشكل غير مباشر؟ منذ خمس سنوات وأنا أحمل بندقيتي لأحارب النظام بدلاً من أن أعيش الحب وأتزوج وأنجب كما يفعل كل الشبان، وللأسف في النهاية تبين أننا لا نحارب النظام فقط، بل نحارب مصالح دولية متشابكة لن تتحقق إلا بهزيمتنا أو موتنا».
يرى الشبان السوريون والذين من المفترض أنهم معنيون بالحب وعيده، أن اللون الأحمر مختلف الدلالات في يوم عيد الحب، فالأحمر العالمي يختلف تماماً عن الأحمر السوري، ويقول الناشط وسام الحلبي «مع ارتداء العالم لأحمر الحب، تستمر آلة النظام السوري العسكرية بقتل المدنيين في سوريا، لتصطبغ الأرض السورية بدماء المدنيين العزل، وبخاصة ريف حلب الشمالي الذي يتعرض لحملة عسكرية شرسة من قبل قوات النظام وميليشياته الشيعية على الأرض، فيما يستكمل الروس ما لم يتمكن النظام من إنجازه من قتل وتدمير حتى اللحظة».
ويردف «اللون الاحمر يملأ العالم في هذه الايام، ولكن اللون في سوريا له دلالة خاصة، فإن كان الأحمر العالمي يعبر عن الحب، فإن الأحمر السوري يعبر عن سياسة كره وتطهير عرقي اتبعها ذاك العالم المحتفل بالحب، وإن دماء ودموع الجرحى والنازحين على حدود الدول مازالت بانتظار من يعالجها ببعض الحب المفقود، دماؤنا ليست نبيذ الاحتفالات أيها العالم المتحضر».
سوري نازح بالقرب من الحدود التركية أراد أن يوجه رسالة للعالم بهذه المناسبة فقال «إلى العالم الذي يحتفل بعيد الحب، إلى الدول التي تقتل الشعب السوري بسلاحها وصمتها ثم تستعد للاحتفال بعيد يتعلق بالمحبة، لا نريد منكم وروداً حمراء أو صناديق إغاثة أو خيمة، فقط أوقفوا قتل أطفالنا وتهجيرهم، كل ما نريده هو أن ننعم بحياة تشبه الحياة فقط».
خليل المصري ناشط إعلامي ورسام كاريكاتير من مدينة القصير في ريف حمص والتي تسيطر عليها ميليشيات حزب الله، يعتقد أن كلمة الحب مفردة مسلوبة المعنى، ولن يشعر بها أي سوري هجر من دياره، ويقول المصري: «إن يوم الحب بالنسبة لنا هو يوم العودة إلى أرضنا المحتلة من قبل ميليشيات حزب الله اللبنانية، ومن يعلم قد نعود يوماً، كيف سيشعر بالحب من يدرك أنه محاط بكل الكراهية التي في الوجود، أتمنى أن يتحقق وقف إطلاق نار حقيقي في سورية ليس لأن هذا النظام الإجرامي قابل للمهادنة، بل كلي أمل أن يعود اللاجئون إلى بلداتهم ومدنهم السورية، حينها سيكون للحب وقع حقيقي ممزوج بدموع كثيرة وذكريات».
بينما يرى الصحافي «عبد الوهاب عاصي» في عيد الحب أن ما يعيشه السوريون منذ أعوام هو نقيض الحب الذي لا يتجسد لديهم إلا بالحرية والكرامة المنشودة، وقال: «طالما أن الحب نقيض الكره الذي يعتبر القتل تنفيذاً عملياً لأعلى مراتبه، يمكن القول إننا في سوريا نواجه منذ خمس سنوات معركة ضد أشد أنواع الكره، معركة بين الحب الذي أطره السوريون بالحرية والكرامة وبين الحقد الأعمى الذي فسره الأسد بآلاف المجازر وبصور التنكيل بالمعتقلين».
وأضاف «أقول للعالم في هذا اليوم، بالنسبة لي كجزء من المجتمع السوري أصبحت أنظر إلى الحب على أنه تحقيق الحرية والكرامة، التي ستنعكس على طبيعة علاقة المجتمع أفراده بعضهم ببعض، الحب لخصه أحد المقاتلين في المعارك ضد الميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب النظام برسالة لزوجته «لما موت تذكري إني عمقاتل لأجلك ولأجل أطفالنا… بحبك كتير».

ناشطون في عيد الحب: دماء السوريين ليست نبيذا أيها العالم المتحضر المصدر.


المصدر : الإتحاد برس