معركتان قد تحسم فيهما النصرة وبقية الفصائل الصراع في حلب

16 شباط (فبراير - فيفري)، 2016

5 minutes

المصدر | عبد الوهاب عاصي

فيما تحدد مسودة بيان ميونخ الذي أقرته المجموعة الدولية لدعم سوريا عدم وصولها لاتفاق يقضي بوقف لإطلاق النار في البلاد، واعتمادها مبدأ وقف العمليات العدائية؛ وهي هدن جزئية تهدف إلى التمهيد لاستئناف المباحثات السياسية بين الأطراف السورية في جنيف3 في 25 شباط/ فبراير الجاري، وبما يستثني مناطق انتشار تنظيم داعش وجبهة النصرة. تقوم الأخيرة بنشر راياتها في جميع أحياء مدينة حلب.

قامت الإدارة العامة للخدمات في حلب، بتثبيت رايات جبهة النصرة على الساريات المنتشرة في الأحياء السكنية، ما دعا نشطاء إلى التحذير من أن يكون ذلك ذريعة لموسكو بشن حملة واسعة ومكثفة تستهدف المدينة؛ بالاستناد إلى مقررات بيان ميونخ.

وزاد نشاط جبهة النصرة في أحياء مدينة حلب، قبل فترة أسبوعين حينما جابت في عرض عسكري ضخم شوارع حلب المحررة، مئتا سيارة وأكثر من ألف مقاتل تابع لها، وعقب إعلان بيان ميونخ قال جوليان بارنز داسي الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن “جبهة النصرة ناشطة في حلب وعدة مجموعات مرتبطة بها. إنه ضوء أخضر أعطي للروس لمواصلة عملياتهم العسكرية والتظاهر باحترام الاتفاق”.

وتواجه الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة السورية وكذلك جبهة النصرة معركة واسعة يشنها النظام السوري لإغلاق طريق الإمداد الوحيد للمدينة عند الكاستيلو، وتحاول فصائل المعارضة تعزيز وجودها عند ثلاثة محاور رئيسية للحفاظ على ممر إمدادها بين المدينة وريفها الغربي، إذ تتركز جبهة النصرة وعدد من الفصائل عند المحور الأول في الطامورة؛ لصد قوات النظام التي تتقدم باتجاه مدينة عندان، ومنها إلى مدينة حريتان، وبالتالي سعيها إلى تضييق مساحة ممر الإمداد. كما تحاول الفصائل تعزيز نقاط المواجهة في المحور الثاني على جبهة البريج وباشكوي، اللتين يحاول النظام السوري التوجه عبرهما كأقصر طريق يستطيع عبره حصار المدينة، توازياً مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها الوحدات الكردية في المحور الثالث نحو حي الحيدرية بعد سيطرتها على حي الهلك الفوقاني.

وطالما أن جبهة النصرة رفضت على لسان قائدها العام “أبو محمد الجولاني” مسار العملية السياسية التي يرعاها المجتمع الدولية، والذي استثناها منها بطبيعة الحال، أعادت النصرة انتشارها وركزته في مدينة حلب؛ بحيث يصعب استهدافها على عكس مناطق الريف المفتوحة أمام الطيران.

واستبعد الكاتب والمعارض السوري “وائل العزو” في اتصال مع شبكة المصدر” أن تقوم جبهة النصرة بالتوجه نحو توسيع طريق إمدادها للمدينة بالهجوم على حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية – الوحدات الكردية، أو فتح جبهة البريج، بل ستقوم باتخاذ موقف دفاعي صارم في هذه النقاط مع بقية فصائل المعارضة بحيث تمنع قطع طريق الكاستيلو.

ويضيفً أن جبهة النصرة باعتقاده ستذهب بعد أن تمركزت في مدينة حلب إلى فتح معركتين إحداهما لفتح طريق إمداد جديد من داخل أحياء مدينة حلب، يبدأ من الشيخ سعيد ومعمل الإسمنت الصالحين وينتهي عند طريق حلب إدلب الدولي، ومعركة أخرى تهدف إلى وإغلاق طريق إمداد النظام بالتوجه للسيطرة على جبل عزان، مؤكداً أن السيطرة على الأخير تمهد لإعادة معظم المناطق التي فقدتها فصائل المعارضة بالريف الجنوبي، وقد يكون حشد جبهة النصرة في مدينة حلب وريفها الجنوبي لهذا الغرض؛ وفقاً لاعتباره. كما أن النصرة يفترض أن تضع نصب عينها السيطرة على التلال الأربع المطلة على معظم الريف الجنوبي وهي بالإضافة إلى عزان (دير صليب – برده – كفر عبيد)، لا سيما وأن النظام السوري استطاع بعد أن قام بعض أهالي قرية خربة شلاشات بإرشاده على الطرق المختصرة لفرض سيطرته عليها بالتدريج.

ويلفت “العزو” أن هاتين المعركتين في حال حصولهما، أولاً سيصبح النظام السوري محاصراً في أحياء مدينة حلب باستثناء طريق إمداده الجوي، بالإضافة إلى أن فتح معركة قطع طريق الإمداد بالريف الجنوبي ستشتت من تركيزه على ريف حلب الشمالي، وبالتالي يمكن لفصائل المعارضة المتجمعة في ريف حلب الغربي أن تستغل الفرصة بشن هجوم واسع لاستعادة بعض النقاط التي خسرتها أمام النظام مؤخراً في الشمال.

معركتان قد تحسم فيهما النصرة وبقية الفصائل الصراع في حلب المصدر.

المصدر : الإتحاد برس