يديعوت أحرونوت :سورية والزاوية الإسرائيلية

16 فبراير، 2016

لخمس سنوات وإسرائيل تجلس على الجدار حيال ما يجري في سورية، تستمتع بوضع السير مع والشعور بدون: لا تتدخل بيد فظة، ولكن تهتم وتنبش قليلا، ولا سيما في ما يجري على حدود الجولان. هذا آخذ في الانتهاء. ليس بعيدا اليوم الذي ستضطر فيه إسرائيل إلى النزول عن الجدار وإسماع موقف علني وواضح في المسألة السورية.
ومن ناحيتها فإن المسألة السورية ليس فقط من يجلس في دمشق بل – وبالأساس – من يجلس في هضبة الجولان، من هي القوات التي ستنتشر هناك، في أي ظروف، تحت أي اتفاقات وماذا سيكون تأثير إيران وحزب الله في هذه الجبهة.
عيون العالم تتجه الآن نحو المعارك التي يخوضها الجيش السوري، بمساعدة روسية، حول مدينة حلب. فللمعركة في هذه الجبهة سيكون تأثير حاسم على وضع الثوار وعلى مصير نظام الأسد. ناهيك عن أن القتال في حلب يخلق كتلة أخرى من اللاجئين الفارين إلى أوروبا. لقد تحدث الأسد في نهاية الأسبوع عن استمرار القتال، رغم الإعلانات عن بدء محادثات مع الثوار ووقف للنار، إذ أنه يوجد في حالة زخم في مركزها محاولة استعادة الحكم في المدن الأربع الكبرى: دمشق، حلب، حماة وحمص. عودته إلى المدن الكبرى ستعيد له السيطرة على سورية كدولة.
الى جانب الجبهة الاساس في حلب – ادلب في شمال سورية، يجري جهد ثانوي، سوري – روسي في جنوب سورية. فالجيش السوري يقترب الآن من مدينة درعا، ويهدد بمحاصرتها. اما من ناحية إسرائيل فإن هذا الجهد الثانوي هو القلق الأساس. فدرعا باتت عندنا، في الساحة الخلفية.
مدينة درعا هي أحد الرموز لاندلاع الحرب الأهلية في سورية. يوم الجمعة، 18 آذار 2011، نشبت هناك اضطرابات بعد الصلاة في المساجد، بحجم وقوة لم يشهد لهما مثيل في سورية حتى ذلك الحين. فلا أحد تصور في حينه أن الحدث العنيف المحلي سينتشر ليصبح حربا أهلية مضرجة بالدماء، بعد مرور خمس سنوات ستقطف حياة نحو نصف مليون إنسان، وتجعل ثلث سكان سورية لاجئين وتدمر الدولة السورية حتى الأساس. إذا عاد الجيش السوري إلى درعا فستكون هذه هزة أرضية، الحجر الحاسم في الدومينو الذي سيسقط الواحد تلو الآخر معاقل الثوار الذين يسيطرون اليوم على معظم هضبة الجولان.
يستهدف الجهد السوري – الروسي في جنوب سورية السيطرة على محور دمشق – درعا. الجيش السوري، بمساعدة ميليشيات شيعية وميليشيات شعبية سورية (الشبيحة)، نجح في أن يحتل حتى الآن بلدتين أساسيتين على المحور: الشيخ مسكين وعثمان. وبالتوازي، سيطر الجيش السوري مجددا على إحدى القواعد المركزية في المنطقة، والتي كانت تعود للواء 82 السوري والتي مكث فيها الثوار حتى الآن. اذا سقطت درعا في ايدي الجيش السوري، فإن كل الفكر السياسي الإسرائيلي في سورية سيكون تحت الاختبار.
بين إسرائيل وروسيا يوجد تفاهم حول العمل العسكري للدولتين في هذه الساحة، وهدفه منع الصدام جراء الأخطاء. واذا لم يكن لإسرائيل وروسيا، منذ الآن، تفاهمات حول مستقبل هضبة الجولان بعد أن يستقر الوضع في سورية فإن السياسة الإسرائيلية تساوي في قيمتها قيمة قشرة الثوم.
إذا لم تكن إسرائيل والولايات المتحدة منسقتين في الموقف الذي ستعرضه الولايات المتحدة في محادثات المصالحة في المسألة السورية، ولا سيما بالنسبة للشروط العسكرية التي ستسود في هضبة الجولان السورية، فهذا ليس مجرد قصور سياسي – بل دعوة لمواجهة مسلحة.
فالأمين العام لحزب الله والإيرانيون لا يخفون نيتهم لتوسيع الجبهة حيال إسرائيل: من البحر المتوسط وحتى جنوب هضبة الجولان. لقد هاجمت إسرائيل حتى اليوم كل محاولة من إيران وحزب الله للسيطرة في هضبة الجولان، وأخذت عن وعي مخاطرة التدهور إلى مواجهة شاملة في جبهة لبنان.
اذا لم يكن لإسرائيل تفاهم مع القوى العظمى حول الجولان، فلا يوجد سبب يمنع ألا يصل في أعقاب الجيش السوري إلى هذه الجبهة رجال حزب الله والإيرانيون. تماما مثلما يوجد سبب يبقي اتفاقات الهدنة وفصل القوات التي سادت في الحدود السورية حتى اندلاع الحرب الأهلية على حالها كما كانت في الماضي.

يديعوت أحرونوت
اليكس فيشمان

المركز الصحفي السوري