رحيل الصحافي والكاتب السوري جان الكسان

16 شباط (فبراير - فيفري)، 2016

6 minutes

عن عمر تجاوز الثمانين عاما رحل جان ألكسان الذي أغنى الحركة الثقافية والساحة الادبية في سورية بعدد كبير من الأعمال المتنوعة من القصة والرواية والمسرح وكتب التوثيق والدراسات.

بهية مارديني: إيلاف

توفي الصحافي والكاتب السوري جان ألكسان عن عمر يناهز الثمانين عاما.

ورثى الصحافي السوري عدنان عبد الرزاق أستاذه الباحث والصحافي والكاتب جان ألكسان.

وقال عبد الرزاق لـ”إيلاف”: “إن الملفت في جان رحمه الله، أنه يعيد تشكيل عين الصحافي، وهي برأيي أهم ميزة يمتاز بها الصحافي عمّن سواه، بمن فيهم الأدباء”.

وأوضح أن “من يمتلك عين الصحفي يعرف من أين يتم يتناول الموضوع، وبالتالي يعرف كيف يعالجه؟”.

وقال “أذكر، من صفات المرحوم جان أنه كان يسد نواقص الجريدة بشكل مباشر مساء، فمثلا الصفحة الثقافية تريد زاوية، كان جان يملي زاوية على المنضدة وهو واقف، واذكر فيما أذكر، ولشدة نشاط وحب جان للمهنة وعمله أن تركي صقر، رئيس التحرير وقتذاك قال له: “جان بدك أصنصير “مصعد” لوحدك ما بشوفك إلا وبتركض بهل الجريدة”.

وأضاف عبد الرزاق “بواقع التعدي على مهنة الصحافة ودخول “النشطاء” وممن ساهم في انتهاك حرمتها يتعاظم الحزن على جان ألكسان الذي أعتقده من الرعيل الأول بالاعلام السوري”.

وأوضح: “عملت مع المعلم جان الكسان بجريدة البعث مطلع تسعينات القرن الفائت، ولمست منه، قلما ما نلمسه في مهنة المتاعب التي يقال إن الأنانية فيها مبررة، إذ كان معلما بمعنى الكلمة، ولا يبخل بالنصيحة والتنبيه للأخطاء”.

وعن عمر تجاوز الثمانين عاما رحل جان ألكسان الذي أغنى الحركة الثقافية والساحة الادبية في سورية بعدد كبير من الأعمال المتنوعة من القصة والرواية والمسرح وكتب التوثيق والدراسات.

وبدأ الراحل ألكسان ابن محافظة الحسكة الذي ولد عام 1935 مسيرة عمله الصحفي والأدبي محررا في مجلة الجندي عام 1955 وتابع بعدها في عدد من الصحف والمجلات ليترأس عام 1979 قسم التحقيقات والقسم الثقافي في جريدة البعث.

كما عُين جان أمين تحرير للشؤون الثقافية فيها، وعمل عام 1990 رئيس تحرير مجلة فنون لمدة خمس سنوات ومستشارا للشؤون الثقافية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. بلغ عدد الكتب الادبية التي تركها الراحل ألكسان 50 كتابا ضمنها مواضيع متنوعة في مختلف المجالات، وترجمت إلى ست لغات وتم تكريمه من قبل اتحاد الكتاب العرب عام 1996 بمناسبة صدور كتابه الخمسين.

وقال الدكتور علي القيم عن الراحل في حديث لـوكالة الانباء السورية “سانا”: “جان ألكسان أديب وصحفي وفنان مبدع وشامل أثرى الحياة الثقافية والفكرية والفنية بعطاءاته الكثيرة وكان فاعلا في الإعلام السوري والحراك الثقافي وترك أعمالا في غاية الروعة والإبداع وكان واعيا لرسالة الكاتب والأديب والصحفي والمبدع دائم الحراك النشاط والفعل الثقافي والإعلامي فضلا عن كونه رائدا في تغطية الكثير من المؤتمرات والأحداث الثقافية على امتداد اكثر من ستين عاما من العمل تاركا مؤلفات مميزة خاصة ما يتعلق بالرحابنة منها وأعلام الأدب والفكر بشتى أرجاء الوطن العربي”.

رأى الباحث الموسيقي أحمد بوبس في حديث مماثل أن رحيل الكاتب جان ألكسان يشكل خسارة كبيرة للصحافة السورية والعربية فهو من رواد الصحافة المكتوبة حيث بدأ فيها منذ خمسينيات القرن الماضي مشيرا إلى أن الراحل انتقل في عمله في العديد من الصحف والمجلات.

وأضاف بوبس “على صعيد آخر خسرنا كاتبا مبدعا تميز بكتابة القصة التي استوحاها من أعماق ريف الجزيرة السورية حيث ولد ونشأ”، مشيرا إلى العلاقة المميزة التي جمعت الراحل مع الأخوين رحباني وفيروز أسفرت عن تأليفه لكتاب مميز بعنوان “الرحبانيون وفيروز” والذي يعد مرجعا مهما للكثير من الباحثين والمؤرخين الموسيقيين.

رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في الحسكة منير خلف قال كما أوردت المواقع السورية عنه: “كنا نعرض نتاجنا كأدباء شباب على الراحل الذي كان ينشره لنا في جريدة البعث ضمن ملحق مخصص بالمواهب في تسعينيات القرن الماضي ولم يكن يبخل علينا بالنصح والتوجيه والتشجيع فكان نافذة ننشر عبرها إبداعاتنا”. وأكد عبد الرحمن السيد معاون مدير ثقافة الحسكة أن ألكسان علم من أعلام المحافظة وتاريخه في التأليف والنقد معروف وكان سفيراً للأدب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وعرفاناً من أبناء الحسكة تم تكريمه خلال فعاليات مهرجان الخابور عام 2007 وتسمية أحد شوارع مدينة الحسكة باسمه.

يذكر أن  ألكسان عضو في جمعية القصة والرواية وعضو اتحاد الصحفيين وله 50 كتابا منها في القصة القصيرة “نداء الأرض” و”جدار القرية” وفي الرواية “النهر” و “بيدر من النجوم” و “زينب في ميسلون “، ومن مؤلفاته في المسرح “التشخيص والمنصة” و”مسرح المعركة” ودراسات بعنوان “الولادة الثانية للمسرح في سورية”، وفي السينما قدم عددا من المؤلفات منها “السينما السورية في 50عاما” و”محطات سينمائية” و”قضايا في السينما العربية” ومن كتبه الوثائقية نذكر منها “سد الفرات” و”الرحبانيون وفيروز” و”هوامش في حرب تشرين”، وغيرها.

أخبار سوريا ميكرو سيريا