ريم الأتاسي: داعش يختفي وروسيا تقصف المدنيين والأكراد؟!


أرى أنه قد حان الوقت لنغسل وجهنا ببعض الماء البارد حتى نستيقظ، طالت غفوتنا وربما البعض حتى هذه اللحظة مايزال معتقداً بأننا مانزال نعيش في ظل الاحتلال العثماني، سيذكرونني بال400 سنة التي طغى فيها العثماني على أرضنا، سأذكرهم بال40 عام الذي طغى حكم النظام فيها على أحلامنا ودمرها!

خمسة سنوات وكأن السوريون ما يزالون في غيبوبة، كل يحلم بالامتلاك، كل يزيد في جشعه وغطرسته، أقمتم ثورة وأنتم من أوديتم بها نحو الهلاك، وعندما استطاعوا جركم للتفرقة انشؤوا “داعش” ليدخلوا بذلك المزيد من الأيادي “البيضاء” لتلوث بالدماء أرضنا ..

منذ فترة طويلة لم يعد الإعلام يأتي على خبر “داعش”، هل انقرضت هذه الدولة التي كانت تعد أقوى تجمع إرهابي هكذا بين ليلة وضحاها وكأنها فص ملح وداب .. أم أنها حزمت بضائعها ورحلت خوفاً من القصف الروسي الذي يهد البيوت فوق ساكنيها الأبرياء ..

بالنسبة لي اللعبة باتت مكشوفة، علماً بأنني لست من هواة السياسة ولا أملك أدنى وعي سياسي، لكنني كأي مخلوق سوري يتابع السياسة التي تجري في سوريا مع العلم بأنني لست من جماعة “فرجك يا الله”، لأن الدعاء وحده في مثل هذه الأوضاع لا يكفي.

ركبوا لك سوري في أوروبا أوهام وهموم ليعزلوه عن سوريا بشكل شبه تام، وأما من تبقى في الداخل فحولهم إلى أحجار دومينو يحركونها كيفما يشاؤون، فالكردي بات يريد دولة، والعلوي يريد أن يفرض الدولة .. وإلخ!

لكن في الواقع الجميع في نهاية الأمر سيحصلون على “خازوق” ولن يجني أحد من طمعه وطائفيته وجشاعته سوى النفي، حكمه حكم البقية، وسيتم تقاسم سوريا أمام أعيننا كخاروف” مكتف” اجتمعوا عليه ذبحوه وعلى المائدة اجتمعوا حوله لينهشوه ..

في هذه الأوضاع وهذه الحرب الطاحنة لا يوجد شيء يدعى مسيحي وآخر كردي وآخر .. كلنا كنا ذات يوم نعيش على نفس الأرض ونتقاسم ذات الرغيف فماذا حصل الآن؟! .. علمتكم الدماء كيف تتحولون إلى وحوش أم أنهم وعدوكم بحلم فلسطين الذي تحول في نهاية الأمر كما قال نزار قباني إلى “عظمة كلب وعلبة سردين”؟! .. وكلي أمل بأن يبقوا لكم عظمة الكلب تلك .. أو علبة السردين!