آثار سوريا….مجسمات في مخيم الزعتري


جميلة هي سوريا، بكل ما فيها، عريقة بكل آثارها، حضارتها خلدها التاريخ وعمرها أكثر من 4500سنة مضت، ليدمرها طيران النظام والطيران الروسي، وتنظيم الدولة خلال خمس سنوات مضت، جمال سوريا وعراقتها كان سببا لإعادتها في مجسمات كبيرة في “مخيم الزعتري” من قبل مجموعة كبيرة من الفنانين الموجودين في المخيم .

انطلق عرض المجسمات في التاسع من الشهر الجاري ليتم عرض قلعة حلب في مقدمة المجسمات، إذ تم استهدافها من قبل الطيران السوري أكثر من مره العام الماضي، وتعتبر قلعة حلب قصر محصن يعود إلى العصور الوسطى، كما انها إحدى أقدم وأكبر القلاع في العالم، ففي منتصف عام 2015 سمع دوي انفجار عنيف أدى لانهيار جزء كبير من السور الرئيسي للقلعة الأثرية كما أكد ناشطون من مدينة حلب.

حيث ذكر موقع “بزفيد” الأميركي نقلا عن صحيفة الحياة “أن المشروع يسير تحت رعاية الأمم المتحدة و مؤسسة التنمية والإغاثة العالمية “غير الحكومية ” ومقرها ولاية فرجينيا الأميركية ” وأوضح الموقع أن الفنانين المشاركين بدأوا بصناعة نماذج مصغرة للأماكن الأثرية منذ تشرين الثاني عام 2014 وبهدف نشر السلام والوعي الثقافي “.

ينتقل بصرك بين المجسمات المتقنة الصنع لتجد الجسر المعلق بجمالة شامخا، فهو معلم من المعالم البارزة في مدينة دير الزور ويعود تاريخ بناء الجسر إلى زمن الانتداب الفرنسي حيث تم إنشاؤه عام 1928 على نهر الفرات ويمتد لمسافة 500متر تقريبا وارتفاع عن سطح البحر حوالي 36كلم، ليتم تفجيره من قبل النظام في أيار عام 2013.

عبر منسق الحملة “أحمد الحريري” في مدونة على موقع الأمم المتحدة، أن أهمية المشروع تعود إلى أن أطفالا في “مخيم الزعتري” للاجئين السوريين لم يروا سورية أبدا، وليس لديهم أي ذكريات عنها، وأردف “ربما يعرفون عن الأردن أكثر مما يعرفونه عن بلدهم بكثير “، لتعتبر هذه فرصة لتعرف العالم على الخسائر التاريخية التي سببها قصف النظام .

تعاني المواقع الأثرية الكبرى في سوريا من الإهمال والقصف المتكرر من قبل النظام وتعرض بعض منها للتحطيم، من قبل تنظيم الدولة والسرقة من قبل عصابات تهربها بأسعار زهيدة مقارنة بقيمتها التاريخية، يقول تشارلز جون، الخبير في آثار الشرق الأوسط في جامعة ولاية بنسلفانيا لصحيفة واشنطن بوست منتصف العام الماضي :”مستوى الدمار الذي تعرضت له المواقع الأثرية في سوريا منذ انطلاق الانتفاضة كان كارثيا، حيث تعرض أكثر من 300 موقع أثري سوري للدمار أو النهب خلال النزاع المستمر”.

مهما بلغت أهمية وعظمة قيمة عمل الفنانين في المخيم لا يمكن أن يصل لقيمة الاثار المدمرة، في المقابل لا قيمة لهذه الآثار مقابل الخسائر البشرية من السوريين، فمن صنع الحضارة القديمة هو الإنسان.
أماني العلي ….


المركز الصحفي السوري