أردوغان: إن كانت أمريكا لا ترى تركيا كصديقة فلتعلن ذلك على الملأ


أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تتراجع عن مواقفها ومبادئها فيما يخص القضية السورية، وأنها ستبقى داعمة للديمقراطية والدبلوماسية في سوريا.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال اجتماع المحافظين المدنيين الثاني، إذ قال: “إن تركيا لن تتراجع عن موقفها ومبادئها فيما يخص الأزمة السورية، دافعنا ولا نزال حتى الآن عن ديمقراطية وحرية سوريا”.

وأبدى أردوغان استغرابه من الموقف الأمريكي الداعم لحزب الاتحاد الديمقراطي، قائلا: لا أستطيع أن أتفهم الموقف الأمريكي، الذي لم يتمكن من وصف الحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية بالإرهاب، وتستمر بدعمها لهما، أليست تركيا عضو في حلف الشمال الأطلسي؟ نريد أن نعلم من صديق أمريكا حزب الاتحاد الديمقراطي أم تركيا؟  إن كان حزب الاتحاد الديمقراطي هو صديقها، فلتخرج أمريكا إلى العلن، ولتقل إنني أدعم حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح، لنعرف نحن بدورنا إن كانت أمريكا بالفعل صديقة لنا أم لا، إن كانت أمريكا لا تنظر إلى تركيا كصديقة،  فلتخرج ولتعلن ذلك على الملأ، وعلى أساسه نحدد موقفنا”.

ووصف أردوغان موقف الغرب الداعم لحزب الاتحاد الديمقراطي، والمعادي لتنظيم داعش، بالهزيل، وغير الجدي، وفي هذا السياق قال: “لا يمكن تصنيف الإرهاب على أساس إرهابي سيء وإرهابي جيد، الإرهاب واحد، من يدعم حزب الاتحاد الديمقراطي، وينتقد تنظيم داعش، لا يمكن الوثوق بجديته”.

وأضاف أردوغان إلى أن السلاح الذي تم تقديمه لحزب الاتحاد الديمقراطي، بحجة محاربة تنظيم داعش، تم استخدامه ضد المعارضة المعتدلة، إذ قال: “مهما حاول الغرب أن يغمض عينيه عن ممارسات هذا الحزب، وتصنيفه على أنه حزب غير إرهابي، إلا أننا نحن سنستمر بوصفه حزبا إرهابيا، كل من دخل سوريا، بحجة محاربة تنظيم داعش، دخلها لتحقيق مصالح ومآرب شخصية، والدول التي تأثرت من الأزمة السورية بشكل مباشر، ودفعت الثمن باهظا هي لبنان والأردن وتركيا”.

ولفت الرئيس التركي الانتباه إلى أن بلاده  في عمليات استهدافها لحزب الاتحاد الديمقراطي تتخذ لنفسها موقف المدافع عن حدودها، قائلا: “لا يمكن لتركيا أن تتخذ دور المتفرج لما يحدث بالقرب من حدودها، وعلى الناس أن يتفهموا حساسية تركيا إزاء هذا الشأن، وكل من لم يتفهم الموقف التركي، سيدفع الثمن باهظا، الخطوات التي نتخذها تركيا كلها مشروعة، ليست تركيا التي تتراجع وتستسلم أمام التهديد الموجه إليها” .

وأشار إلى أن الشعب التركي عندما يتحول الأمر بالنسبة إليه إلى قضية وجود، يفعل كل ما بوسعه للدفاع عن وجوده، وفي هذا السياق قال:” فليعودوا إلى كتب التاريخ ليكتشفوا ما الذي يمكن للشعب التركي فعله، وما الذي يمكنه القيام به للدفاع عن وجوده، إن كانوا يحاولون أن يمتحنوا صبرنا، فإنني أقول لهم صبرنا نفذ”.

ونوّه أردوغان إلى أن النظام وروسيا والغرب يتخذون من حزب الاتحاد الديمقراطي كورقة لتنفيذ مخططاتهم، إذ قال: “حزب الاتحاد الديمقراطي ليس سوى ورقة بيد القوى الغربية وروسيا، أكراد سوريا نفسهم غير موافقين على العمليات التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي”.

وأكد أن القضية بالنسبة إلى الحكومة التركية ليست قضية أكراد، إنما قضية إرهاب، متسائلا عن الأسباب التي غيرت وجهة نظر العناصر التابعين لـ الحزب الاتحاد الديمقراطي، ليأخذوا موقفا داعما لنظام امتنع عن إعطائهم هويات شخصية لمدى سنوات، وفي هذا السياق قال: “عندما سألت الأسد قبل سنوات عن سبب عدم إعطائه  هويات لآلاف الأكراد في بلاده، أجابني بـ :أنت لا تعرف نفوس هؤلاء، أريد أن أسأل: من الذي سمح بدخول عشرات الآلاف من الأخوة الأكراد الذين فروا من معارك كوباني، أليست الحكومة التركية؟ أليست تركيا هي من استضافتهم وقدمت لهم الاحتياجات الضرورية؟ إذا لمَ يحاولون الآن أن يحولوا القضية إلى قضية أكراد؟.

وأعرب أردوغان أن بلاده لن تسمح بإقامة قنديل آخر بالقرب من الحدود التركية، حيث قال: ” إن تركيا لن تسمح بإقامة قنديل آخر على الحدود السورية التركية”.

وفي سياق مختلف طالب أردوغان نوّاب البرلمان بالتوجّه إلى الشعب لمناقشة النظام الرئاسي، قائلا: “إن السيادة أولا وأخيرا للشعب، فليتوجّه نوذاب الأحزاب السياسية بالقرار إلى الشعب، إن قال الشعب: لا نريد النظام الرئاسي، نتوقف، وإن قال الشعب: نعم، نواصل العمل عليه، سنحترم رأي الشعب أيا كان”.

ترك برس


المركز الصحفي السوري