الأطباء في سوريا يعيشون يوما أسود


اعتبرت المنظمات السورية غير الحكومية خلال مؤتمر صحفي لها أن الخامس عشر من الشهر الجاري يوم أسود في تاريخ الأطباء والرعاية الطبية الإغاثية جراء قصف الطيران الروسي سبع منشآت طبية في ريفحلب الشمالي وريف إدلب وحدوث وفيات وإصابات.

وفقدت بعثة “سوريا-أطباء عبر القارات” ثلاثة من أهم كوادرها الطبية في سوريا خلال السنتين الماضيتين فقط, بحسب المنسق الإعلامي للبعثة خالد مصطفى.

وقال مصطفى إنه خلال ثلاثة شهور فقط تعرض المستشفى التخصصي المركزي في إعزاز، أكبر المستشفيات بريف حلب الشمالي، لقصف ثلاث مرات من الطيران الروسي, مما دفع منظمة “أطباء عبر القارات” إلى إيقاف العمل به ونقله إلى مكان آخر ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في ريف إدلب.

مستشفى إعزاز الوطني الذي تعرض لقصف من الطيران الروسي الثلاثاء (الجزيرة نت)

وأضاف أن ستة آلاف مستفيد من خدماتها الطبية باتوا دون أية رعاية صحية بعد إغلاقها مرافقها في ريف حلب الشمالي, وفي ريف حلب الجنوبي تعرضت مراكز صحية تابعة لها وأخرى بالشراكة مع الهلال الأحمر القطري لقصف من الطيران الروسي أدى إلى أضرار لحقت بالأبنية والمعدات.

عيادات متنقلة
وأشار مصطفى إلى أن الاستهداف المستمر من الطيران الروسي للمنشآت الطبية في مناطق سيطرة المعارضة دفع منظمة أطباء عبر القارات إلى تقديم خدماتها عبر عيادات متنقلة غير ثابتة، وإخضاع كوادرها لدروات الإخلاء السريع تلافيا للقصف.

وتحمل منظمة أطباء عبر القارات المجتمع الدولي مسؤولية الانتهاكات الصارخة من قبل الطيران الروسي للأعراف والقوانين الدولية والإنسانية الخاصة بحماية الكوادر الطبية والمدنية في مناطق النزاع، ودعت لإنقاذ ريف حلب الشمالي الذي باتت أغلب المشافي فيه خارج الخدمة.

ومن جانبها قالت عضوة الائتلاف الوطني السوري التابع للمعارضة نورا الأمير إن ما حصل في يوم الخامس عشر من الشهر الجاري واستهداف الطيران الروسي لعدة منشآت طبية دفعة واحدة يؤكدان مرة أخرى أن روسيا تعمل على فرض عقوبة جماعية على المدنيين، وهي حرب معلنة على المدنيين مهما حاولت آلة الإعلام الروسية وحلفاؤها إخفاء ذلك.

أطباء بلا حدود: منذ بداية العام الحالي قصف 13 مرفقا صحيا (الجزيرة نت)

وأضافت أن استهداف روسيا للمنشآت الطبية هو خرق للشرعة الدولية رغم أنها عضو دائم في مجلس الأمن، كما أن سلوكها هذا ضد المدنيين يأتي بالتزامن مع مؤتمر ميونيخ واقتراب انعقاد جولة المفاوضات المؤجلة من جنيف, الأمر الذي يهدد مستقبل العملية السياسية.

إحصائيات
ومنذ بداية العام الحالي فقط، تم قصف 13 مرفقا صحيا في سوريا، بحسب ما قالت منظمة أطباء بلا حدود، وأضافت خلال بيان رسمي لها أن المستشفيات والعيادات لم تعد تشكل أماكن يستطيع المريض أن يستعيد عافيته فيها.

وفي إحصاء نقلته وكالة الأناضول، فإن الطيران الروسي استهدف بالقصف، منذ بدء الضربات في 30 سبتمبر/أيلول العام الماضي، 22 مستشفى ومدرسة في مناطق واقعة ضمن محافظات حلب وإدلب واللاذقية ودرعا، بينها مستشفيات للتوليد والأطفال.

وفي الثالث عشر من الشهر الجاري، قالت الأمم المتحدة إن السكان المدنيين في سوريا يعيشون في وضع قاتم وبحاجة ماسة إلى الحماية إذ يتعرضون بشكل يومي للقصف الجوي العشوائي والتجويع المتعمد والحرمان من الرعاية الصحية والاختفاء الإجباري والحجز التعسفي والتعذيب.

أضافت الضربات الجوية الروسية أرقاما أخرى إلى قائمة الأرقام التي خلفها قصف طيران النظام على مدار السنوات الأربع الماضية التي سبقت القصف الروسي، فبحسب الأمم المتحدة فإن 63% ممن هم في عمر الخمس سنوات إلى 17 عاما باتوا دون تعليم، و72% ممن هم في عمر 18 عاما إلى سن 24 باتوا دون تعليم.

وأضاف تقرير الأمم المتحدة أن 13.5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدة حاليا، 6.5 ملايين منهم داخل بلدهم، نصفهم أطفال، يكافحون للبقاء على قيد الحياة، كما فر أكثر من 4.5 ملايين شخص إلى البلدان المجاورة وثلثهم أطفال وشباب في سن الذهاب إلى المدرسة، وإضافة إلى ذلك يتعرض تراث البلاد الثقافي بشكل متواصل إلى مخاطر الدمار والنهب والاتجار غير المشروع، كما دمرت مواقع ومعالم هامة أو لحقها ضرر كبير.

المصدر: الجزيرة


المركز الصحفي السوري