معاريف: المعاناة بسوريا لا تلوح لها نهاية


كتب شلومو شمير في صحيفة معاريف أن المعاناة الإنسانية الحاصلة في سوريا ليست في وارد التوقف قريبا، في ظل عدم توفر ضمانات من الأطراف المتقاتلة لاحترام اتفاقيات وقف إطلاق النار، في وقت تواصلروسيا القصف الجوي وقتل المواطنين المدنيين، مما يعني أنه لا نهاية للمذبحة الحاصلة في سوريا، وعملية تدمير المدن، وتحول السوريين إلى لاجئين في مستويات لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف أن الولايات المتحدة وروسيا ما زالتا تتقاسمان الخلافات بشأن تقدير المنظمات المتورطة في القتال بأنها منظمات إرهابية، في حين يواصل الروس قصف الأماكن التي يتحصن فيها المسلحون المدعومون من الولايات المتحدة بالمعدات العسكرية.

رؤوبين باركو كتب في صحيفة “إسرائيل اليوم” أن مدينة حلب السورية باتت من دون ملجأ، واصفا إياها بأنها مدينة “جهنم”، حيث يحاول الجيش السوري اقتحامها بالاستعانة بسلاح الجو الروسي الذي يقصف المدنيين ويلقي القذائف الصاروخية المحظورة وفق القانون الدولي، ويضغطون على المدنيين السوريين لإجبارهم على اللجوء نحو الحدود التركية، في ظل ما تعانيه حلب من معاناة وتجويع غير قابل للوصف، وكل ذلك يؤشر على أن حلب باتت نقطة تحول في الصراع السوري، مع ما تقوم به المليشيات الشيعية من مجازر ضد السكان السنة.

خيبة أمل
وأشار إلى أن الدول العربية تشعر بخيبة الأمل من الحليف الأميركي، ورغم تدريب قوات المعارضة في الفترة الأخيرة في سوريا والأردن وتركيا، لكنها لم تنجح حتى الآن في وقف المجزرة الحاصلة من قبل الطيران الروسي، وبعد أن كان الأميركيون يطالبون برحيل الأسد، بدؤوا يظهرون اليوم كما أنهم خانوا العرب ويقفون بجانب الروس، في ظل مصلحتهما المشتركة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي حين أن الأكراد بدؤوا يقاتلون تنظيم الدولة وفي الوقت ذاته يدعمون نظام الأسد، فسرت تركيا ذلك على أنه موقف موجه ضدها، مما جعل الأكراد يحظون بدعم من روسيا والولايات المتحدة ونظام الأسد في الوقت نفسه، لأنه منذ إسقاط الطائرة الروسية فوق الحدود التركية، وتهديدات الرئيس الروسيفلاديمير بوتين بالقيام بعملية مضادة، جعل تركيا تشعر بأنها معزولة عن أي جهود ذات قيمة لإسقاط الأسد، وهو ما جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشعر بأنه في الزاوية.

وفي حين أن المنظمات المسلحة بدأت الانسحاب من بعض الأماكن بعد أن بدأت تشعر بالإحباط، فقد دفعها ذلك لتنفيذ أعمال انتحارية في أكثر من عاصمة عربية في لبنان وسوريا والعراق لجعل خصومهم الشيعة يدفعون ثمنا باهظا، وهو ما يتزامن مع إجراء اتصالات سياسية وعسكرية بين السعودية وتركيا حول التعاون الإستراتيجي، بشقيه العسكري والسياسي، فيما يتعلق بمستقبل الصراع في سوريا.

المصدر : الجزيرة


المركز الصحفي السوري