أنقرة تقترح مجددا إقامة «منطقة آمنة» تشمل اعزاز وواشنطن تطلب من الأكراد وقف الهجوم عليها


من تمام البرازي ووكالات: نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن الخارجية الروسية قولها، أمس الأربعاء، إن مسؤولين من الجيشين الروسي والأمريكي سيشاركون يوم الجمعة في أول اجتماع لمجموعة عمل، لمناقشة تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا.
وأضاف غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن فرض منطقة حظر طيران في سوريا مستحيل دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة.
ونقلت الوكالة عن غاتيلوف قوله «تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونيخ بشأن حل سلمي في سوريا بدأ بالفعل».
وعندما طلب منه التعليق على اقتراح ألماني بفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا رد بقوله «لا يمكن أن يُتخذ أي قرار بفرض مناطق حظر جوي دون موافقة الدولة المضيفة وقرار من مجلس الأمن الدولي».
هذا فيما أكدت الخارجية الأمريكية على لسان نائب الناطق باسمها مارك تونر، أمس أن الولايات المتحدة طلبت من قوات الحماية الكردية (واي بي جي) وقف تقدمها في اعزاز ومطار منغ لأن ذلك أمر غير بناء في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ويثير التوتر بينهم وبين جماعات المعارضة السورية والأتراك كما طالب الاتراك بوقف القصف المدفعي لمواقع قوات الحماية الكردية.
إلى ذلك اقترحت تركيا مرة جديدة الأربعاء إقامة «منطقة آمنة» في الأراضي السورية لتشمل هذه المرة مدينة اعزاز التي تقصف محيطها منذ عدة أيام لمنع المقاتلين الأكراد السوريين من السيطرة عليها.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين اكدوغان في مقابلة لتلفزيون اه- هابر «نريد إقامة منطقة آمنة بعمق 10 كلم داخل سوريا تشمل اعزاز».
ومنذ السبت تستهدف المدفعية التركية مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي التي استفادت من الهجوم الواسع النطاق الذي يشنه النظام السوري بإسناد جوي روسي في منطقة حلب (شمال) للتقدم الى محيط اعزاز.
واعتبرت الحكومة التركية أن هذا القصف حال دون سيطرة وحدات حماية الشعب على المدينة الواقعة على بعد كيلومترات من حدودها.
وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها تؤيد إقامة منطقة حظر للطيران في سوريا لحماية اللاجئين، قائلة في بيانها الحكومي أمام البرلمان أمس الأربعاء «… ستكون هذه المنطقة بمثابة رسالة حسن نوايا».
كما رأت ميركل «أنه سيكون مطمئنا للكثير من الناس عندما لا يضطر أحد للموت في حلب أو في المنطقة الممتدة إلى تركيا ولا يضطر أحد للهروب من هناك».
«.
وفي السياق نفسه انتقدت ميركل استمرار القصف الروسي والنظام السوري في منطقة حلب، وقالت «… لا نرى تراجعا للهجمات العسكرية خاصة في حلب، هذا لا يتوافق مع روح قرارات الأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر الماضي بالنسبة لسوريا ولا يتوافق مع الطموحات الرامية لكبح العنف».
وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد لوكالة فرانس برس أمس أن على موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا التركيز على مهمته وليس الانشغال بقضية المساعدات الانسانية.
وكان دي ميستورا صرح خلال زيارة مفاجئة الى دمشق أول أمس إن «من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية الى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية»، مضيفا «غدا سوف نختبر ذلك».
واستدعت تصريحاته ردا قاسيا من وزارة الخارجية السورية.
وأكدت شعبان بدورها لفرانس برس عبر الهاتف أن مهمة دي ميستورا «هي وضع لائحة بالجماعات الإرهابية واخرى بمجموعات المعارضة التي من المفترض ان تتفاوض مع الحكومة السورية».
وأضافت بالانكليزية «ولكن عوضا عن القيام بذلك ينشغل (دي ميستورا) بالمساعدات الإنسانية التي لا تقع في إطار مهمته»، مؤكدة ان مهمته هي «تسهيل الامور، ويجب أن ينشغل بما هو قادر على القيام به».
وبحسب شعبان، فإن اعلان دي ميستورا أن الحكومة السورية وافقت على إرسال المساعدات إلى المناطق المحاصرة يهدف الى الإيحاء «بأنها المرة الاولى التي ترسل فيها الحكومة مساعدات إنسانية». وشددت على ان دمشق «تتعاون دائما مع الامم المتحدة في العديد من المناطق ولا نتردد في ضمان وصول المساعدات الى المواطنين السوريين كافة».
القدس العربي


المركز الصحفي السوري