أربعة فصائل قد تتحول لقوة مركزية تحكم حلب بدعم أمريكي


أربعة فصائل قد تتحول لقوة مركزية تحكم حلب بدعم أمريكيالمصدر | عبد الوهاب عاصي

تُقسم الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة السورية في حلب بالوقت الراهن إلى 14 فصيلاً مقاتلاً، خمسة منها متمكنة صانعة للقرار، و3 فصائل يمكن أن تصبح متمكنة وصانعة للقرار، فيما تبقى 6 فصائل غير صانعة للقرار وغير قادرة بوضعها الحالي أن تكون كذلك.

ويأتي هذا التصنيف وفقاً لمعهد دراسات الحرب (ISW) الذي قام بنشر تقرير مفصل في 13 شباط/ فبراير الحالي، عن التشكيلات العسكرية التي تقاتل النظام السوري في حلب، وهذه الفصائل هي (حركة أحرار الشام الإسلامية، الجبهة الشامية، جيش المجاهدين، فيلق الشام، الفوج الأول، نور الدين الزنكي، السلطان مراد، جبهة النصرة، الفرقة 13، الفرقة 16، الفرقة الشمالية، صقور الجبل، جيش العزة، والفرقة الوسطى).

ويعتبر التقرير أن كلّاً من (حركة أحرار الشام الإسلامية، الجبهة الشامية، جيش المجاهدين، فيلق الشام، والفوج الأول)، هي فصائل “متحكمة قادرة على صنع القرار”، واستخدم المعهد الحربي هذا المصطلح معتبراً أن تلك الفصائل “تحدد نجاحها العسكري بالنجاح في مواجهة النظام أو داعش عبر احتلال تضاريس استراتيجية أو لعبها لدور قيادي في الحكم. هذه المجموعات عادة ما تكون قوات عسكرية كبيرة وتملك قيادة منظمة أو هياكل رسمية لإصدار الأوامر”.

كما وضع التقرير كلّاً من (حركة نور الدين الزنكي، السلطان مراد، وجبهة النصرة)، موضع الفصائل المرشحة كي تكون قادرة صنع القرار والتحكم بمحافظة حلب، وذلك باعتبارها “قادرة على تحقيق نجاح عسكري هام ضد النظام أو داعش في المناطق الغربية من سوريا وفق تلقيها لدعم خارجي. هذه المجموعات تستطيع الحفاظ على المكاسب العسكرية بشكل أكبر وبإمكانها جر الأطراف الأخرى نحو تحالفات عسكرية كبيرة”.

ولفت المعهد الحربي (ISW) إلى أن واشنطن تقدم دعمها في الوقت الراهن إلى كل من (الجبهة الشامية، جيش المجاهدين، الفوج الأول) وهم فصائل تعتبرهم الولايات المتحدة الأمريكية بـ (الإسلاميين). وأيضاً، تقدم الإدارة الأمريكية دعماً حاليا لفصائل ليبرالية معتدلة في حلب هي (الفرقة 13، الفرقة 16، الفرقة الشمالية، صقور الجبل، جيش العزة، والفرقة الوسطى). فيما لا تقدم لبقية الفصائل الأربعة عشر أي دعم حالياً، عدا دعمها الذي كان مقدماً لحركة نور الدين الزنكي التي تعتبرها أيضاً فصيلاً إسلامياً حتى عام 2015.

التجهيز لقوة عسكرية قادمة تحكم حلب مدعومة أمريكياً:
بحسب ما ورد في التقرير فإن أي انهيار للفصائل العسكرية التي تقدم واشنطن الدعم لها حالياً، سواءً بالاستسلام أمام النظام السوري أو الاندماج مع جبهة النصرة وأحرار الشام خلال الحصار المتوقع حصوله، من شأنه أن يزيل أي خيار أمريكي لتحقيق اهدافها شمال سوريا، لا سيما أن روسيا تستخدم غطاء “وقف الأعمال العدائية” لتعزيز احتمال انهيار القوات المدعومة أمريكياً في حلب. وبناءً عليه يتوقع المعهد الحربي أن تتجه واشنطن راهناً لأن تقدم الإمدادات العسكرية الكافية لكل من (الجبهة الشامية، جيش المجاهدين، فيلق الشام، والفوج الأول)، بما يزيد من التحامهم وتحالفهم، ويبدو أن واشنطن تخشى إن لم تقدم دعماً لهذه الفصائل أن يدفعهم للانطواء تحت راية جبهة النصرة وحتى حركة أحرار الشام التي لا تقدم الولايات المتحدة دعماً لها. وفي حال تحالف هذه الفصائل واندماجهم يمكن لهم فعلياً أن يصبحوا القوة الكبرى في شمال سوريا وبحلب خصوصاً. وبالتالي مواجهة النظام السوري وكذلك مواجهة تنظيم داعش لاحقاً.

ويعتبر المعهد أن “الحصار القادم لحلب سيشكل فرصة مناسبة لبناء تحالفات جديدة ضد جبهة النصرة، وسيفيد كذلك ببناء شراكات أمريكية مستقبلية مع الفصائل هناك”، كما يفترض (ISW) أن تقديم واشنطن الدعم لهذه الفصائل حتى تتوحد وتندمج، لا يشترط رفض التعاون مع جبهة النصرة؛ معتبراً أنه ليس مطلباً مناسباً في ظل الظروف العسكرية الحالية.

ويبدو أن واشنطن لن تسمح للنظام السوري بالتقدم للسيطرة على مدينة حلب، عبر تقديم الدعم للفصائل المذكورة أعلاه؛ كونها تخشى أن “يشكل ذلك عائقاً كبيراً أمام الولايات المتحدة يحول دون تحقيقها لأهدافها في سوريا والمتمثلة في محاربة داعش وجبهة النصرة والقواعد السلفية الأخرى التي تساعد على إيوائهم”. على حد اعتبار المعهد الحربي.

ضغوط هائلة على المقاتلين في حلب:
ويقول التقرير إن الفصائل المقاتلة في حلب، تتعرض إلى ضغوط متزايدة من سبعة أصعدة، وهي:
1. محدودية الدعم، بالإضافة للقوات البشرية غير الكافية للتصدي لهجمات كبيرة ومكثفة بآن واحد، وهذا دفعها إلى المبادلة بين المدينة والريف للتصدي لكل هجوم كبير على مدار العام 2015.
2. الإسناد الجوي الروسي الذي تقدمه موسكو للنظام خلال عملياته العسكرية، كذلك الضربات الجوية الروسية بشكل مكثف خطوط على الاتصال الرئيسية لفصائل المعارضة.
3. استهداف النظام السوري وروسيا البنى التحتية المدنية في المدينة. فالنظام والطائرات الروسية يستهدفون بشكل مركز أهداف مدنية في أجزاء مختلفة من حلب بما في ذلك المستشفيات والمخابز الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
4. تركيز داعش هجماتها على شمال حلب بهدف الاستيلاء على خطوط الإمداد التي استهدفتها الضربات الجوية الروسية، إذ يقوم عناصر التنظيم بذلك بشكل منتظم لقطع خط إمداد المعارضة المسلحة من الحدود التركية إلى شمال حلب. إضافة إلى أن التنظيم في كثير من الأحيان استغل زخم النشاط العسكري من النظام ضد حلب للسيطرة على بعض المناطق فيها أو التحكم بخطوط إمداد معينة.
5. قيام داعش بإيقاف المبيعات النفطية لمناطق سيطرة المعارضة شمال حلب، ما تسبب بوضع الأخيرة وسكان المناطق التي تسيطر عليها تحت ضغط كبير.
6. مصادرة الوحدات الكردية، الأراضي شمال حلب، لا سيما في محيط عفرين وتوسعها باتجاه الشرق الذي بدأ من 17 شباط/ فبراير 2015، كما لا يخفي المعهد الحربي أن ودعم الولايات المتحدة للوحدات الكردية جعلها تحقق الكثير من المكاسب اللوجستية تحت مظلة حرب داعش.
7. استغلال قوات سوريا الديمقراطية – القوة العربية الكردية المشتركة التي تدعمها واشنطن كحليف في محاربة داعش – للضربات الجوية الروسية من أجل السيطرة على بعض المناطق الواقعة شمال حلب قرب الحدود التركية، بما في ذلك مطار منغ العسكري.

الجدير بالذكر أن التقرير السابق صدر عن معهد دراسات الحرب باللغة الإنكليزية، وقام مركز إدراك للدراسات والاستشارات بترجمتها إلى اللغة العربية بتاريخ 17-2-2016، كما يشار إلى أن المركز تأسس في حلب، عام ٢٠١٤م.

أربعة فصائل قد تتحول لقوة مركزية تحكم حلب بدعم أمريكي المصدر.


المصدر : الإتحاد برس