on
مخاوفٌ من انتقام القوّات اليزيدية والتطهير العرقي في مدينة الشدّادي
سامر العاني:
قصفت طائرات التحالف الدولي أمس الخميس الثامن عشر من شباط/فبراير، مدينة الشدّادي جنوب محافظة الحسكة بعدة غارات استهدفت منشآت عامة ومدارس، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وقال “ثائر الحسكاوي” لـ “ ” إن طيران التحالف الدولي استهدف كلأ من مستوصف إنعاش الريف وهو المركز الصحي الوحيد في الشدادي وثانوية التحرير ومدرسة علاوي الصالح ومدرسة محمد فارس ومدرسة الأمل ومبنى البلدية ومبنى شعبه الحزب سابقاً ومبنى مديرية المنطقة سابقاً، وأغلب هذه المدارس يقيم فيها نازحون من دير الزور وريف حلب والحسكة، وقد أوقع هذا القصف العديد من الضحايا بين قتيل وجريح.
وأضاف بأنه لا مبرر لقصف مدينة الشدّادي سوى تمهيد الطريق لقوّات حزب (الاتحاد الديقراطي PYD) والقوّات اليزيديّة التي انضمت لها، إضافة قوات النظام الذي تحارب جنباً إلى جنب مع قوات الحماية التابعة لحزب (الاتحاد الديقراطي PYD)، من أجل السيطرة على مدينة الشدّادي، لاسيما أنها شبه فارغة من مقاتلي تنظيم “داعش” بسبب وجودهم على جبهة بلدة الـ 47 (شمال الشدّادي 7 كم).
ونشرت حملة دير الزور تذبح بصمت على موقعها الرسمي أنّ أكثر من 75 عائلة دخلت بسيارات دفع رباعي وشاحنات من نوع (أنتر) وفانات مغلقة صباح أمس الخميس، إلى ريف دير الزور، أغلب الشاحنات محملة بأثاث منازل وممتلكات خاصة بعناصر التنظيم، وأنّ أكثر العناصر الذين وصلوا إلى المنطقة مع عوائلهم هم من الآسيويين ومن المغرب العربي، وقد توزعوا على قرى جديد عكيدات والشحيل، وبعد عصر أمس أيضا وصلت عوائل أخرى لذات المناطق، بينهم نسبة قليلة من المقاتلين السوريين وعوائلهم.
وتحدّث مصدر من أهالي الشدّادي (رفض الكشف عن اسمه) لـ “ ” قائلاً، هناك تخوّف من دخول القوّات اليزيديّة المتواجدة في الطرف الشرقي من مدينة الشدّادي إلى المدينة بدافع الانتقام الطائفي بسبب ما قام به تنظيم “داعش” من سبي اليزيديّات بعد السيطرة على مناطقهم في العراق، كما أنّ هناك تخوّف كبير من حدوث تهجير عرقي من قبل قوّات الـ(PYD) إذا ما تمكنت من السيطرة على مدينة الشدّادي، كما فعلت في تل حميس وقرى جنوب الرد والحسينيّة.
وكان أعلن عن جيش أبناء طاووسي اليزيدي في الخامس من آب/أغسطس من العام الماضي، خلال اجتماع زعماء العشائر اليزيديّة مع وحدات حماية الشعب الكرديّة (PYD)، وتمّ تسليم القيادة العسكريّة لـ “قاسم ششو” نظراً لتاريخه العسكري مع وحدات الحماية، ويبلغ تعداد جيش أبناء طاووسي حوالي 3000 مقاتل من جنسيّات مختلفة، ويعتبر “ششو” أحد أذرع حافظ الأسد، ففي عام 1981 عمل تحت إشراف الاستخبارات السورية، واستمر في عمله حتى أذن له حافظ الأسد بتنفيذ عمليات ضد حكومة العراق انطلاقا من ريف القامشلي، وكان ذلك عام 1982؛ حيث تولى الإشراف على العمليات الانتحارية والاغتيالات والتفجيرات داخل العراق، ونجح بتنفيذ عدة عمليات تفجير واغتيال.