on
لبنان: مواقف سياسية تحمّل “حزب الله” تبعات القرار السعودي
اتسعت المواقف اللبنانية المُعترضة على أداء وزير الخارجية جبران باسيل، و”هيمنة حزب الله على القرار في الدولة”، بعد ساعات قليلة على إعلان المملكة العربية السعودية وقف الهبتين اللتين قدمتهما سابقاً لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
وعلق رئيس الحكومة تمام سلام ببيان مطول على القرار السعودي، اعتبر فيه أن هذه الخطوة هي “شأن سيادي تقرره المملكة العربية السعودية وفق ما تراه مناسبا، على الرغم من أننا ما كنا نريد أن تصل الأمور الى ما يخالف طبيعة العلاقات التاريخية بين لبنان وبلاد الحرمين، التي نحرص على ابقائها علاقات أخوة وصداقة ومصالح مشتركة ونسعى دائما لتنزيهها عن الشوائب”.
وأكد سلام أن “لبنان العربي الهوية والانتماء حريص أشد الحرص على علاقاته الأخوية مع أشقائه العرب وبخاصة مع المملكة العربية السعودية. ونحن نعتبر أن أي ضيم يصيب إخواننا في المملكة أو في باقي أنحاء الخليج العربي إنما يصيبنا في الصميم”، وتمنى سلام من المملكة “إعادة النظر بالقرار الخاص بوقف المساعدات عن جيشنا وقواتنا الأمنية” .
من جهته طالب للنائب مروان حمادة، بـ”استقالة الحكومة فوراً وكف يد وزير الخارجية في ما يتعلق بعلاقاتنا العربية وبمصالح لبنان الحيوية، التي أضر بها رغم المناشدات والتحذيرات المستمرة من زملائه في الحكومة ومن معظم القوى السياسية اللبنانية”.
وقال حمادة: “إن حكومة لا تحترم بيانها الوزاري الذي ينص على النأي بالنفس عن النزاعات العربية والإقليمية، تغطي فعلا أفعال حزب الله الإجرامية على الأرض السورية وإساءاته المستمرة لعلاقاتنا العربية”. وأضاف حمادة، الذي تعرّض لمحاولة اغتيال يُتهم النظام السوري بتنفيذها عام 2004، أن “تحويل هذه الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال أفضل بكثير من استمرارها في توريط لبنان ضد رغبة رئيسها ومعظم أعضائها، كونها تتلطى بغطاء الشرعية الدستورية”.
رئيس تيار المستقبل، النائب سعد الحريري، عبّر عن تفهمه للقرار السعودي قائلا إن “قيادة المملكة تنظر لما يعانيه لبنان بعين الأخ الكبير”، وكرر الحريري موقفه برفض تحويل لبنان إلى “ولاية إيرانية”.
وأتى رد “حزب الله” على القرار السعودي سريعاً أيضا، فقال بيان للحزب إن “العالم بأسره يعلم أنّ السعودية تُعاني أزمة مالية خانقة وتحميل الحزب المسؤولية عن قرارها محاولة فاشلة في الشكل والمضمون”.
أما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، فحمّل “حزب الله” مسؤولية خسارة لبنان مليارات الدولارات جراء تهجّمه الدائم على المملكة العربية السعودية.
ودعا جعجع الحكومة اللبنانية إلى “الالتئام على الفور واتخاذ التدابير اللازمة إنْ لجهة الطلب رسميا من حزب الله عدم التعرّض للمملكة من الآن فصاعدا، أو لجهة تشكيل وفد رسمي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام لزيارة السعودية والطلب منها إعادة العمل بالمساعدات المجمّدة”.
كما علّق رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، على القرار السعودي بالقول: “أعداء سيادة لبنان يأكلون الحصرم وأبناء المؤسسة العسكرية يضرسون”.
المصدر: العربي الجديد – بيروت