on
لقاءات تشاورية لوقف إطلاق النار في سوريا وتوقعات بفشل التطبيق
المصدر | عبد الوهاب عاصي
في الوقت الذي يسود فيه حديث عن انعقاد اجتماع تشاوري في مدينة اسطنبول التركية بين ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة وبين المبعوث الأمريكي الخاص “مايكل راتني” ومنسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، وذلك بغرض بحث موافقة الفصائل على وقف العمليات القتالية.
وفيما نقل بعض الناشطين عن اشتراط ممثلي الفصائل موافقتهم للهدنة؛ لكن ضمن فترة اختبار لجدية الطرف الآخر تتراوح بين أسبوعين لثلاثة أسابيع، وكذلك عدم استهداف جبهة النصرة، يرجح عدم القدرة على تطبيق كامل للهدنة المؤقتة التي أقرها بيان ميونخ مؤخراً بحضور المجموعة الدولية لدعم سوريا.
وقد يرجع هذا التوقع بعدم التزام الأطراف بوقف إطلاق النار الجزئي الذي يؤدي إلى وقف العمليات العدائية؛ كون موسكو والنظام السوري لن يوافقان على شرط المعارضة السورية بعدم استهداف جبهة النصرة، وبناءً على هذا التصور يرى المعارض السوري الدكتور “وليد البني” أن روسيا وحليفها النظام والميليشيات الأجنبية ستستمر بقصف مواقع حلب وإدلب؛ بذريعة أن جيش الفتح يضم جبهة النصرة المصنفة ضمن قوائم الإرهاب حسب قرارات مجلس الأمن.
وطالما أن روسيا لا تزال تعتقد بالحل العسكري، كما يقول البني في الاتصال الذي أجرته معه شبكة المصدر، فإن وقف إطلاق النار يبقى أداة لتمرير الحل الذي تريده روسيا بالتوافق مع حلفائها الدوليين، لا سيما وأن شروطها تبقى تعجيزية مقارنة مع قرار مجلس الأمن وموازين القوى والمواقف الدولية.
وبالنسبة للمعارضة السورية الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات، يقول البني “إن قرارها يتوقف على أمرين الأول هو نصيحة داعميهم والثاني مدى تحكم هؤلاء الداعمين بقرار جيش الفتح”، معتبراً أن ما يجري “خاضع لمزاج من يمسك الملف السوري من دول الإقليم”. ولذلك حينما تنضج الظروف لاتفاق إقليمي دولي لن يجد السوريون من يدافع عن مصالحهم في بنود هذا الاتفاق، مشدداً على أن الثورة السورية تمر بأصعب مراحلها؛ فالقرار السوري المستقل غير متوفر في الطرفين، عدا عن كون القضية السورية أصبحت ورقة تفاوض بين القوى الإقليمية والدولية.
أمّا المعارض والأكاديمي السوري “عبد العزيز ديوب” فيعتقد أيضاً أن وقف إطلاق النار لن يجد طريقاً للتنفيذ؛ في ظل تواجد الروس والإيرانيين إضافة للميليشيات الشيعية الأجنبية، معتبراً أن التشاورات الجارية حول ذلك ليست سوى مراوغات تتوازى مع الأعمال العسكرية لتحقيق بعض المكتسبات على الأرض.
وفي حديثه إلى شبكة المصدر، يؤكد “ديوب” أن وقف إطلاق النار لن يتوقف إلا في ظل وجود سلطة انتقالية وكذلك غياب بشار الأسد مع ضبط الأجهزة الامنية وإعادة صياغتها، وبالتالي ستبدأ البلاد مرحلة جديدة تؤدي بالضرورة إلى تلاشي جميع الميليشيات التي استجلبها النظام لعدم توفر الحاضنة لها.
معتبراً أن هذا الحل هو الوحيد، وأن إصرار النظام السوري على تشكل حكومة وحدة وطنية ووقف إطلاق النار أحادي الجانب، هو صك استسلام للمعارضة، ولذا فإن الثبات على تلك الشروط هو أفضل خيار، فالطرف الآخر لا يتمتع بالحد الأدنى من المصداقية. وطالما أن النظام السوري لن يقبل بذلك يؤكد “ديوب” أن أي وقف لإطلاق النار لن يتم.
وفي حال قبول المعارضة السورية بمقترح وقف إطلاق النار، يعتقد الأكاديمي السوري أن “المعارضة لن تكون قادرة على تمثيل الثورة السورية في ذلك الحين، لا سيما وأن أي سوري لا يغفل عنه ويعلم جيداً هذه التفاصيل، وبما أن وفد المعارضة صرح بأنهم إن ذهبوا للتفاوض لن يفاوضوا إلا على هيئة حكم انتقالي، فإن أي خلاف لذلك سيكون محالاً أن يقبل به الرأي العام السوري، لأنه سيكون موتا لمن يمثل المعارضة، بغض النظر عن بعض الانتصارات العسكرية هنا وهناك لأنها بحكم المؤقتة.
يشار أن اجتماع مجلس الأمن الذي عقد يوم الجمعة بدعوة روسية أمريكية، بهدف التوصل إلى صيغة لهدنة في سوريا، لم يسفر عن اتفاق، بينما تناولت بعض المصادر أن الأمم المتحدة ستدعو فيما يبدو إلى تطبيق وقف إطلاق نار، وستتفاوض مع الأطراف المعنية.
لقاءات تشاورية لوقف إطلاق النار في سوريا وتوقعات بفشل التطبيق المصدر.
المصدر : الإتحاد برس