on
هنيئاً لوزير «المقاومة» وقف الهبة السعودية
- بتول الحسيني – جنوبية
هنيئاً لجبران باسيل أولاً وزير حزب الله، وهنيئاً لسيد المقاومة أولاً وثانياً وأخيراً بمقاومته ضد لبنان وشعبه…
زلّة أولى ارتكبها وزير الخارجية جبران باسيل أوقعت لبنان في شباك مصلحته الحزبية والإيرانية، فكرمى لعيون “السيد نصر الله وبشار الأسد والسيد خامنئي”، خرج الوزير عن مقررات وزراء الخارجية العرب، ثم عن مقررات جامعة الدول العربية، ليقولَ للعرب لبنان جندي إيران وعلى طاولة شطرنجها يتحرك.
ما قام به الوزير العوني، أسقط لبنان في معمعة إعلامية داعية لطرد اللبنانيين من دول الخليج، وفتحت السجالات حول إمكانية تخلّي المملكة عن لبنان ورفع اليد عنه وتسليمه للمحور الإيراني.
إعلام في مقابل إعلام، لحماية هذه الدولة التي تعدّ مكسباً إقليمياً فحاولت جاهدة بعض الأقلام المعتدلة لبنانياً وسعودياً وقف هذه الزوبعة المحاصرة للمغتربين والمهددة لوجوديتهم والقول أنّ لا غنى للسعودية عن لبنان والحل في العودة إليه.
هذه الدعوة التي اجتهد بها إعلاميون في مقدمتهم الإعلامي اللبناني نديم قطيش، والكاتب السعودي أحمد عدنان، أثمرت انعكاسات إيجابية، فالدعوة لطرد اللبنانيين “هَمدت” وسعد الحريري عاد للبنان مستقراً (كما يبدو) والأزمة المالية لتيار المستقبل بدأت تتحلحل، إذاً استمعت المملكة لهذه الاقلام وعادت للبنان سياسياً ومادياً.
إلا أنّه اليوم انقلبت الصورة، لتعلن المملكة العربية السعودية إيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية وقدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي، وكذلك إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني.
لبنان ايران السعودية
إضافة إلى ذلك وحسب ما أشارت مصادر لبيان كول فإنّ السعودية ستصعد موقفها ضد لبنان وسوف تتجه لسحب ودائعها واتخاذ قرارات إضافية ضده، هذه المعلومات تتقاطع مع ما أوردته اللواء منذ يومين عن مصادر مصرفية صرّحت أن البنك الأهلي السعودي وهو أكبر بنوك المملكة قرّر إقفال فرعيه في لبنان، وإعادة الودائع إلى أصحابها، وتصفية جميع المعاملات.
هذه العقوبات التي فرضتها السعودية على لبنان والتي أولها إيقاف مساعدات بقيمة أربعة مليارات دولار، وإغلاق البنك الأهلي، أما ما بعدها فهو برهن التحليلات التي تتوقع التصعيد، إنّما أسبابها المباشرة هو حزب الله ومواقف نصر الله.
مواقف السيد حسن الإعلامية والسياسية التي تتخطى مصلحة لبنان لحاضنته الإيرانية، فتصف المملكة بالإرهاب والعدوان وصولاً للعمالة للإسرائيل هي التي أسست لهذه القرارات.
إلا أنّ ما لم تتدارسه المملكة السعودية والتي أشارت في بيان إعادة النظر للعلاقة مع الجمهورية اللبنانية أنّها تقدر مواقف الشخصيات اللبنانية المدينة لحزب الله، أنّها بما أصدرته قدمت خدمات جلّية للمحور الإيراني أن يفرض حضوره لبنانياً عبر سدّ ما سوف تتركه المملكة من فراغ.
هذه الخطوة التي لن تشكل عقوبة بالنسبة للسيد نصر الله، وإنّما هي غاية تشاطر على منابره في ذمّ المملكة والتهجّم عليها، لأجل نيلها، وبالتالي سيكون له المتسع الآن ليقول للبنانيين عامةً وللسنة والمسيحيين الموالين للمملكة خاصةً “ها هي السعودية قد خرجت، ولتدخل إيران”.
وبالفعل مواقف جنود حزب الله لم تتأخر كثيراً، فها هو وئام وهاب لم يستحِ التغريد تويترياً:”ايران مستعده لتقديم كل المساعدات التي يطلبها الجيش اللبناني”
إنّ الممانعة التي تجتهد دولتها الإيرانية لتضع يدها على لبنان بكل مكوناته، والتي كان الرادع بينها وبين لبنان هو الحصانة السعودية، اليوم أمامها فرصة ذهبية عبر رفع الغطاء السعودية والتدخل لتسليح الجيش اللبناني ولربما لدعم المصارف التي تنسحب منها المملكة بودائع فارسية.
ما قامت به السعودية، هو إضعاف للبنان وزخمٌ للمحور الإيراني المتمثل بحزب الله، فأن يخضع الجيش اللبناني لمنحة إيرانية يعني أن لا قوة عسكرية لبنانية إلا وتابعة لولاية الفقيه، فالجيش بهذه الهبة سوف يكون طوعاً لأوامر الحزب و وليّه، ممّا يعني أنّ ميليشيا الحزب باقية وتتمدد.
الدولة اللبنانية مدعوة اليوم للإلتزام بما دعا إليه رئيس حزب القوات سمير جعجع عبر تويتر والذي تلخص بأنّ “على الحكومة اللبنانية الالتئام فوراً واتخاذ التدابير اللازمة إن لجهة الطلب رسمياً من حزب الله عدم التعرض للمملكة من الآن فصاعداً، أو لجهة تشكيل وفد رسمي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام لزيارة السعودية والطلب منها بإعادة العمل بالمساعدات المجمّدة.”
كما على السعودية النظر إلى لبنان بحكمة، فالجيش اللبناني العاجز اليوم عن مواجهة سطوة حزب الله، لسبب نقص العتاد والظروف الإقليمية، هو نفسه من سيتمكن من منع أيّ ميليشيا مسلحة إلا هو، في حال حصل على الدعم والإمكانيات ومع المناخ السياسي الذي يتجه لتدخل المملكة في سوريا والحد من الهيمنة الإيرانية ومن عنجهية الحزب.
لبنان، أيها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ، وفيٌ للسعودية وللخليج وللعروبة، ونستشهد هنا بفكرة طرحها سابقاً في مقال له الإعلامي نديم قطيش وهي بما معناه “لو لم يكن لبنان مهماً لما حاول الكل أخذ حصته منه” ولكن لبنان ذو هوية عربية وسيبقى.
وانطلاقاً ممّا قاله الرئيس الحريري “عرب عرب وسنبقى”، على المملكة العودة عن قرارها لأجل لبنان ولأجل عروبته، فنصر الله ما صعّد موقفه الأخير إلا خشية من عودة الحريري وعودة النفوذ السعودي.
هنيئاً لوزير «المقاومة» وقف الهبة السعودية الاتحاد برس.