ما يجري الآن في ريف الحسكة الجنوبي هو أمر كبير لا يجب الاستهانة به مطلقاً .. بقلم رامي عساف


 إذ وقعت العشائر العربية بين أمرين كلاهما بطعم العلقم .. الهجوم الذي ينفذه النظام مستعيناً بمليشيات صالح مسلم يشكل مزيداً من الضغط على أبناء العشائر العربية الواقعة أصلاً تحت احتلال داعش ؛ قد يؤدي الى ارتمائهم بالكامل في أحضان داعش وهو ما عجزت عن تحقيقه طوال السنة والنصف الماضية رغم كل المغريات التي قدمتها لأبناء تلك العشائر ..

سيكون من الصعب تصور ما سيحصل في مناطق العشائر وهي التي ما فتأت تلعب الدور الأكبر من أيام الثورة العربية الكبرى وما تبعها من معارك التحرير ضد المستعمرين الانكليزي والفرنسي للمنطقة ؛ كما وتتمتع بذاكرة حيةً اتجاه ماجرى ويجري طيلة حكم الأسدين الأب والابن ؛ ومساهمتها الكبيرة منذ الايام الأولى للثورة وحتى اليوم وعلى مراحل مختلفة ..

لكن نظرةً سريعةً الى ماجرى خلال الحرب التي انتهت باحتلال داعش لمنطقة الفرات الأوسط وما رافقها من عشرات المجازر المروعة بأبناء العشائر العربية من البو نمر والشعيطات ومالحقها من تهجير منظم لتلك المنطقة التي باتت تفقد خزانها البشري رويداً رويداً طيلة الفترة الماضية نتيجة أعمال وقرارات التنظيم المترنحة والمتغيرة والتابعة للاشخاص الذين يصدرونها تجعل أغلب الظن متجهاً الى أنهار من الدم بين صفوف أبناء العشائر العربية سيكون من الصعب تحديد مكانها وأوانها ..

كما سيكون من الصعب أن نحدد الطرف الذي سيتمكن من السيطرة الدائمة على تلك المنطقة طالما بقيت المعطيات الدولية غامضة وغائبة عن إرادة السوريين الحقيقية في دولة سوريةٍ مدنية موحدة