‘ريم الأتاسي: سوريون في المنفى 6’
23 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
بدون مقدمات الجميع أصبح ينتمي إلى المنفى والقلة القلائل التي ما تزال معلقة بين تركيا ولبنان وبين أوروبا فهي في سعي دؤوب للقدوم إلى هذه الأرض المنفية.
الجميع يتعقد أنه في أوروبا أوراق الشجر مصنوعة من “يورو” وأن المال يقدم لك على طبق من ذهب لتفعل به ما يحلو لك، لكن الحقيقة المرة أن المال الذي يقدمونه لك مع نظرة استخفاف في بعض الأحيان “دوبو” يكفي للمعيشة ..
لكن هذا لا يجب عليه أن يدعوك للامتعاض عندما تكون أحد سكان المنفى، بل إنه لحافز لك بأن تفتح آذانك وعينيك جيداً لتحصد من الخبرات واللغة ما تستطيع به أن تجد عملاً في وقت لاحق لتثبت وجودك الذي يعتبره البعض “ضربة لازمة”..
أيها السوري بقعة الضوء موجهة على رأسك، وأي تصرف أخرق يصدر منك يحول أوتوماتيكياً ليشمل الشريحة السورية إن لم يكن جميعها فمعظمها .. وتذكر قول فيكتور هيغو :”إننا نأكل لنعيش لا نعيش لنأكل”، وكذلك نحن عندما هربنا من الحرب لم هرب خوفاً من الموت بل جئنا نسعى خلف حياة أفضل لنا ولأطفالنا ..
أيها السوري دخيل عينك لا تشرشحنا ..
أيها السوري سوريا كانت عطيمة وستبقى ولكن .. سوريا لا تموت ولن تموت فلا تقتل سوريتك لمجرد أنك إنسان بلا هدف.