مأساة تتعاظم في داريا في العام الرابع للحصار


يواجه نحو عشرة آلاف مدني داخل مدينة داريا في ريف دمشق مصيرا مجهولا بعد دخولهم في العام الرابع من الحصار الذي تفرضه عليهم قوات النظام السوري، وتفاقم الوضع مع إغلاق المنفذ الوحيد نحو المدينة بعد قطع قوات النظام الطريق الذي يصلها بمعضمية الشام.

وبدأت قوات النظام منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حملة عسكرية يصفها قياديون في الجيش الحر التابع للمعارضة المسلحة بالهمجية، حيث تمكن النظام خلالها من فصل مدينتي داريا ومعضمية الشام عن بعضهما بعد إحكام سيطرته على الطريق الواصل بينهما.

وقال مسؤول الترويج والمعلومات في مجلس داريا المحلي حسام عياش للجزيرة نت إن أربعة آلاف مدني تمكنوا من الخروج من داريا إلى معضمية الشام منذ بدء النظام السوري حملته الأخيرة للفصل بين المدينتين، ليبقى 8300 مدني تحت الحصار في ظل ظروف إنسانية صعبة.

وكانت مدينة معضمية الشام تُعتبر المنفذ الوحيد لمدينة داريا المحاصرة، حيث كان أهالي الأخيرة يستجلبون بعض المواد الغذائية البسيطة من المعضمية رغم صعوبة الطريق الواصل بينهما بسبب استهداف قوات النظام السوري له، بحسب ناشطين.

 أطفال في داريا أثناء اعتصام نفذه أهالي المدينة احتجاجا على القصف والأوضاع المأساوية (الجزيرة)

استهداف دائم
ويؤكد عياش للجزيرة نت أن طائرات النظام السوري تلقي يوميا قرابة أربعين برميلا متفجرا كمعدل وسطي، وقد وصلت في بعض الأيام إلى ثمانين برميلا متفجرا، الأمر الذي يزيد من صعوبة الحياة خصوصا بعد تعمد النظام استهداف الأراضي الزراعية داخل المدينة والتي زرعها الأهالي لتعويض شح المواد الغذائية.

ويشير إلى أن معظم الخدمات المعيشية مفقودة بشكل شبه تام داخل المدينة، خصوصا الكهرباء والماء، بعد فقدان المحروقات لتشغيل المولدات الكهربائية، مشيرا إلى أن المدنيين يستهلكون من بعض المخزون الغذائي الذي يصفه بالقليل جدا.

وتتواصل الأوضاع المأساوية رغم أن أهالي داريا المحاصرين نفذوا اعتصاما لإيصال صوتهم إلى العالم، ورفعوا شعارات تصف واقعهم المؤلم وتطالب المجتمع الدولي بفك الحصار وإيقاف القصف قبل حدوث كوارث إنسانية بفعل الحصار، وهذا ما أكده المجلس المحلي للمدينة للجزيرة نت.

أهالي داريا يحاولون التأقلم مع الظروف المعيشية الصعبة في ظل الحصار والقصف (الجزيرة)

أوضاع مأساوية
ويؤكد المسؤول الطبي في مشفى داريا الميداني أسامة أبو صهيب للجزيرة نت أن المشفى يواجه عجزا كبيرا، خصوصا بعد نفاد معظم المستلزمات الطبية والأدوية التي جمعوها في السابق.

وقال أبو صهيب إن المشفى يعجز عن علاج حالات الشلل وحالات بتر الأطراف التي تتطلب علاجا مستمرا والتي بلغت أعدادها 64 حالة داخل الحصار، مشيرا إلى أن 240 حالة تعاني من إصابات عصبية وإصابات الرأس والعمود الفقري والقصور الكلوي والتي يعجز المشفى أيضا عن معالجتها، وتتطلب خروجها من المدينة بأقصى سرعة تلاقيا للوفاة نتيجة نقص في العلاج.

وأضاف أن المشفى بعد استقبال أكثر من عشرة آلاف مصاب منذ بداية الحصار على المدينة وإجراء قرابة ثلاثة آلاف عملية جراحية، أصبح يفتقر إلى أدوية الأطفال والالتهابات.

من جهته يؤكد حسام عياش أنه تم تسجيل عشرة حالات لسوء التغذية جلهم من الأطفال، بسبب عدم توفر الحليب والغذاء المناسب لهم، كما أن عددا من حديثي الولادة توفوا لعدم توفر الحواضن والرعاية الصحية والأدوية في ظل هذا الحصار، خصوصا بعد الفصل بين داريا ومعضمية الشام.

ولفت عياش من جهته إلى أن كوارث إنسانية ستحدث ما لم يقم يتوقف القصف ويُفك الحصار الذي يقول بأنه سيودي بحياة المئات إلى الموت، خصوصا ممن يعانون من أمراض مزمنة ومن الأطفال الذين يعانون سوء تغذية والجرحى الذين يتطلب علاجهم دخولهم لمستشفيات نظامية.

المصدر: الجزيرة


المركز الصحفي السوري