on
جيل الحرية في زمن الحرب
أحمد ابن الست سنوات كان يحلم منذ صغره بدخول المدرسة وحمل الحقيبة المدرسية ليصبح كإخوته الكبار ولكنه تفاجأ في يومه الأول من ذهابه الى المدرسة، وبعد أن أمضى الدرس الأول بصوت طائرة حربية تحلق فوق مدرسته ولكنه لم يكترث لذلك، وفجأة نادى المعلم بعد أن خف صوت الطائرة قليلا احملوا محافظكم واذهبوا مسرعين إلى بيوتكم، تعجب أحمد ولم يجد تفسيرا لذلك، وعندما وصل البيت أخذ بالبكاء والتذمر من طلب المعلم امام اهله وعند سؤاله من قبل أبيه قال: “لقد طردنا المعلم من الدرس الأول”.
فأجابه الأب : “المعلم معه حق يا ولدي، فإن طائرات النظام تقوم باستهداف المدارس والتجمعات وما كان عمل معلمكم إلا خوفا عليكم”، وهنا تفهم أحمد ماقام به المعلم.
هذا حال ما وصل إليه التعليم في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، حيث ضاع أمل التلاميذ بعدم قدرتهم على الذهاب إلى المدارس بالإضافة إلى حياة النزوح التي يجبرون على خوضها بين الحين والآخر، مما يشتت المعلومات التي يحصلون عليها بالمدارس التي يلتحقون بها.
ومع كل هذا أصبح تلاميذ المدارس غير آبهين بالطائرات التي تعبر من فوقهم، إذ باتوا خبراء عسكريين نتيجة ماذاقوا من ألم ومعاناة ولمعرفتهم جميع أنواع الأسلحة والطائرات التي يحاربون بها.
يقول حسن لرفاقه وهو في الصف الثالث عندما مرت مروحية في سماء الباحة: “لا تخافوا إنها طائرة نقل وعبور”.
فبمجرد أن رآها استطاع تحديد وجهتها، بعد تجارب طويلة أكسبت الأطفال المعرفة بأدوات الحرب ووسائل القتل التي استخدمها النظام وحلفاؤه خلال أعوام الحرب السورية.
رغم مرارة العيش والآلام ترى براءة الطفولة على وجوههم، والتصميم على إكمال التعليم والمنافسة فيما بينهم، فهم جيل الثورة وأمل سوريا في نصرها القريب.
عمار خليل – المركز الصحفي السوري
المركز الصحفي السوري