حمص بين احتكار التجار و ظلم النظام …


ريف حمص الشمالي على وشك دخوله العام السادس من عمر الثورة السورية،بعد خمس سنوات من الحصار والقتل والتدمير يستمر النظام بحملاته العسكرية سعياً منه التقدم وتركيع الريف الحمصي بكافة الوسائل المتاحة.
بعد فشل الآلة العسكرية للنظام مدعّمة بغطاء جوي روسي التقدم نحو مناطق الثوار في شمال حمص جعلت النظام يتبع سياسة التجويع،حيث شدد النظام السوري حصاره على ندن وبلدات ريف حمص وذلك بإغلاق أخر منفذ لإدخال المواد الغذائية والتموينية إلى الريف المحرر منذ الثالث عشر من يناير الماضي ،وأثناء زيارتنا لأحد الأسواق في منطقة سهل الحولة المحاصرة وجدنا معظم المحال التجارية شبه فارغة من البضاعة وبعد تجولنا لبضع ساعات وجدنا “أحمد الخالد” بائع متجول لم يعد يستطيع الإستمرار في عمله بسبب احتكار بعض التجار للبضاعة وإقاف دخولها من قبل النظام يقول أحمد : “كنت أشتغل قبل الثورة بلبنان بالنجارة بعد ما منعت حواجز النظام الناس تطلع وصارت تعتقل العالم أنا قعدت بالضيعة وانضميت للجيش الحر بس الرواتب كل شهر بيعطونا 2500 او 4000 شو بدون بكفوا وربطة الخبز حقا 300 ليرة ومانها موجودة والبركة بالتجار يلي احتكروا البضاعة لما سمعوا انو تسكرت الطرقات”.

أحتكار المواد كان سبباً أخر من أسباب اشتداد الأزمة الراهنة في ريف حمص عموماً حيث الغلاء في المواد الغذائية،حيث شبه الأهالي التجار المحتكرين أنهم “عملاء للنظام” وكان من المفترض منهم إخراج المواد في ظل هذا الشح الحالي،ويقول: “خالد اليوسف” أحد التجار الذين توقفوا عن العمل بعد ان اصبحت التجار يدعون بـ “تجار الدماء” إن كبار التجار او مابات يعرف بـ” تجار الدماء” والذي يبلغ عددهم العشرين هم من اتباع النظام حيث انهم يخفون جزء من المواد ويظهرون الجزء الأخر بعد فقدانها ويقومون برفع أسعارها حسب مزاجهم والشيئ الوحيد الذي يمنع الفصائل المقاتلة من إعتقالهم انهم يؤمنون المواد للأهالي المحاصرين”.
وتقف المؤسسات والجمعيات الإغاثية شبه عاجزةً عن تغطية متطلبات الأهالي في ظل الحصار المطبق وشح موارد الدعم الخارجي كان أحد الأسباب يقول “أبو سليم” طالب جامعي بدء العمل في أحد المؤسسات الخيرية :” أخي العزيز رغم الحصار ورغم القصف الروسي الذي لا يهدء نحن نسعى لتوفير المواد الغذائية لكن بسبب النقص في المواد المالية لا نستطبع تقديم المساعدات لأعداد كبيرة من المدنيين ونحن نقتصر على تقديم المساعدات إلى الناس الأشد حاجة وكما أننا تفاجأنا بإرتفاع أسعار السلع الغذائية أضعاف مضاعفة،بعد إغلاق الطرق بيوم واحد او يومين”.
وقد وجه عدة مراكز ومكاتب إعلامية وإغاثية في ريف حمص ندائات استغاثة،تطالب من خلالها المجتمع الدولي لتحرك والمسارعة لفك حصار الريف الحمصي ولكن لم تلقى تلك الصرخات والندائات آذاناً صاغية،ويخشى أهالي الريف من ان يصبح ريف حمص الشمالي “مضايا ثانية”.

مهند الحمصي


المركز الصحفي السوري