غياب اللقاحات الأساسية الدورية عن إدلب ينذر بكارثة إنسانيّة ضحيتها الأطفال
24 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
عبد الرزاق الصبيح:
مع سيطرة كتائب الثوار على مدينة إدلب في شهر آذار من العام الماضي، أغلق النظام مديرية الصحة في المدينة، والتي كانت تتولى تأمين اللّقاحات للمراكز الصحّية في مدينة إدلب وريفها، ما تسبب بحرمان آلاف الأطفال من اللّقاحات الأساسيّة الدورية، ممن هم دون سن الثّالثة.
وبعد سيطرة كتائب الثوار على مدينة إدلب أرسلت مديرية صحّة حماة كميات قليلة من اللّقاحات الدّورية إلى بعض المناطق في ريف إدلب عن طريق موظفي مديرية صحّة إدلب والذين كانوا يتقاضون رواتبهم من حماة، واللقاحات هي (اللّقاح الأول ولقاح الكبد ولقاح الحصبة ولقاح الشّلل الرّباعي والخماسي) ولقاحات أساسية أخرى.
واستمر دخول اللّقاحات من حماة مدّة ثلاثة أشهر فقط، ومن ثم انقطعت بشكل كامل عن إدلب وريفها، لتدخل بعدها لقاحات الشلل وقسم قليل من لقاحات الحصبة عن طريق منظمات طبية إنسانية عن طريق الائتلاف الوطني، وكانت تقوم باللّقاحات كوادر غير مدربة وبشكل عشوائي، تسبب ذلك قبل عامين بوفاة خمسة عشر طفلاً في منطقة سنجار بريف إدلب، حيث تم إعطاء مواد مخدّرة بدل اللّقاح.
وهذا الأمر جعل الكثير من المدنيين يفقدون الثّقة باللقاح القادم من المعارضة، وامتنع قسم كبير من الأهالي عن إعطاء أطفالهم جرعات اللّقاح التي تأتي من المنظمات عبر تركيا، خوفاً على حياة أبنائهم، ما تسبب بحرمان أعداد كبيرة من الأطفال من جرعات اللّقاح.
كل هذه الأسباب والنتائج كان لها انعكاسات سلبية على الأطفال، حيث أن الأطفال أصبحوا عرضة للأمراض، ما تسبب في نقص مناعة الأطفال، والتي تسببت بشلل عدد من الأطفال، إضافة إلى تشخيص عدّة حالات حصبة في ريف إدلب.
وقال طبيب الأطفال محمد سعيد في حديث لـ “ ” إنه تم تشخيص حالة شلل أطفال في قرية مدايا في ريف إدلب الجنوبي، وعشرات حالات الحصبة، وبعض الأمراض الأخرى، والسّبب الرئيس في ذلك يعود إلى عدم توفر اللّقاحات الدّورية وانتظامها، مشيراً إلى ان استمرار حرمان الأطفال من هذه اللّقاحات ينذر بكارثة إنسانيّة يدفع ثمنها الأطفال.
ومع استلام مديرية صحّة إدلب الحرّة لبعض مهامها في محافظة إدلب، تم إعادة تفعيل بعض المراكز الصحيّة في ريف إدلب والتي كانت سابقاً تتولى تلقيح الأطفال في إدلب وريفها، وتمّ الاستعانة بالكادر الطّبي القديم، وتشكيل قسم خاص بالرعاية الصحية يشرف على المراكز الصّحية بشكل مباشر.
وخاطبت مديرية صحّة إدلب الحرّة ممثلي الأمم المتّحدة من أجل تأمين اللقاحات الكاملة للمناطق التي خرجت عن سيطرة قوات النظام، ولاتزال طلباتها قيد الدراسة، ولاتزال حبراً على ورق.