‘فهد المصري: قيامة لبنان!’

25 فبراير، 2016

فهد المصري: قيامة لبنان!   نعم لقد بدأ العد التنازلي للانفجار الكبير في لبنان المتأثر من تداعيات الحرب في سورية وبدات تتسع دائرة عزل حزب الله الذي بات في الزاوية. لم يدرك رئيس حكومة حزب الله تمام سلام الرسالة وارتكب خطأين جديدين الاول عدم اعلان استقالة الحكومة والخطأ الثاني الاعلان الصادر بالاعتذار والذي يشوبه الالتباس والتخبط وعدم وجود رؤية سياسية وهو اعلان مهادن لم يقدم ما يجب عمله بل عكس من جديد ضعف الحكومة وهشاشتها وخشيتها من حزب الله. اكثر المواقف رجولة صدر عن وزير العدل اللواء ريفي وهو موقف ليس مستغربا من رجل شجاع مكتمل الرجولة في ازمة تعج فيها القمامة وهذا الموقف المميز من اللواء ريفي نقله دون شك من موقع الشخصية اللبنانية الامنية والسياسية المميزة الى موقع الزعيم ليس زعيما سنيا بالمفهوم الضيق للزعامة بل الى موقع الزعيم الوطني الأول والذي يستحق وبجدارة ان يقود حكومة وطنية لبنانية وهي ستكون اول حكومة تشكل خارج الشروط والإرادة والمقاييس في دمشق او طهران بل حكومة على مقاس الارادة الشعبية التي ستفرض ريفي والذي اصبح اكثر اي وقت مضى في خطر داهم. دون شك انتهت زعامة الحريري الابن بعد فشله وفشل ادائه السياسي سواء في لبنان او حتى في ادارة ملف دعم الثورة السورية لانه اختار فاسدين ومخترقين وكان افضل للبنان لو كان فؤاد السنيورة رئيس حكومة بدلا من الحريري جونيور وتؤكد قصته ان الزعامة السياسية لا تورث ان لم يكن الوريث اهلا للتركة وادارة حكومة ليس كادارة شركة للبناء او التنظيفات. ريفي سحب البساط من تحت اقدام رجال الاعمال والمال الذين تسلموا رئاسة الحكومة سابقا او من الطامحين بالسياسة. لبنان مقبل على ايام اقل مايقال عنها اكثر من صعبة بل مخيفة وجدا. قطعا لم تعمل المملكة العربية السعودية او دول الخليج على معاقبة لبنان او الشعب اللبناني او اي طيف من الشعب اللبناني ولم يستوعب الكثيرون الدرس. كل الخطوات السعودية و الخليجية تأتي لمساعدة لبنان والشعب اللبناني لاستعادة هويته الوطنية واستعادة دولته وقراره ومكانه وهذا ليس ممكنا بحرب او بتأزيم حالة معينة بل الحاجة كانت هي دفع القوة الكامنة للظهور بمعنى تحريك الارادة الشعبية لكل اللبنانيين للتخلص من هيمنة ايران وجاليتها في لبنان المتمثلة بحزب الله واذنابه والحزب ومن وراءه. ايران لن تتمكن من قهر الارادة الشعبية اللبنانية مهما فعلت وستفعل. ستعمل ايران وحزب الله وحتى بقايا النظام السوري وعملاءه لتفجير الاوضاع للاستفادة من الفوضى واعادة توزيع الاوراق وسيشهد لبنان منذ الان وتحت يافطة داعش واخواتها سلسلة من التفجيرات الارهابية ومنها حتى في الضاحية الجنوبية وفي البقاع وفي مناطق اخرى و على راسها مناطق المسيحيين ليظهر حزب الله وحليفه العوني بمظهر الضحية بل وستتم عمليات اغتيال لشخصيات. ولربما سيحاول حزب الله اجتياح بيروت مجددا والعدوان على مناطق اخرى لرسم خارطة سياسية معينة لتقسيم لبنان ان كان من تقسيم لسورية سيحدث ولربما سيضطر حزب الله لاستجرار في الايام القادمة لاعادة كل او جزء من بقايا ميليشياته في سورية لمواجهة الخطر الذي يتهدده في لبنان.   لم يستوعب الكثيرون ان قطعة الجبن التي وضعت امام الجرذ انما لجره للمستنقع والاستنزاف. على ابواب الذكرى السادسة للثورة السورية هل يدرك البعض ماذا يعني ان حزب الله تحول في الضمير الشعبي العربي والاسلامي من موقع المقاوم الى موقع الطائفي الحاقد والعميل والمعتدي. انتقل من موقع الاخ والصديق الى موقع العدو.   وهل يدرك الكثيرون ماذا يعني ان حزب الله فقد نحو خمسة الاف قتيل واكثر من عشرة الاف جريح في سورية حتى الآن وهل يدرك البعض كم استنزف الحزب وقاعدته الشعبية وكم استنزف عسكريا.   من يدرك ذلك يعلم لماذا تم السماح لحزب الله اجتياح الاراضي السورية. حزب الله لن يعود كما كان قبل الحرب في سورية وحزب الله لن يعود كما كان في لبنان قبل الرسالة السعودية واستقالة ريفي. حزب الله سقط وانتهى و ستسقط قيادته وسيكون هناك New look جديد لحزب الله وقيادة جديدة بل ودور جديد وحتى لو عمدت ايران وحزب الله افتعال ازمة جديدة مع اسرائيل لإشعال حرب للحفاظ على حزب الله وسلاحه وهيمنته فقد انتهى حزب الله الذي نعرف. وبسقوط حزب الله تطوى صفحة جنرال طواحين الهواء ميشيل عون وصهره الطفل المعجزة. ودون شك برلمان نبيه بري ستطوى صفحته وينتهي عهد بري وتسقط ورقته وكل اوراق النظام السوري المتبقية في لبنان. عزل حزب الله سياسيا يقتضي حل الحكومة والبرلمان وحرمانه من الشراكة السياسية ومن الشرعية الوطنية والسياسية. لبنان مقبل على الانفجار الكبير وهي الفرصة التي سيستفيد منها المناهضون لحزب الله وايران في لبنان من شيعة لبنان وفرصة لاقسام كبيرة من القاعدة الشعبية لحزب الله للانشقاق عنه والعودة للحاضنة الوطنية وهؤلاء اغلبهم سيكونوا من اهالي قتلى وجرحى ومعاقين وضحايا حزب الله الذين جعل من ابنائهم وقودا في حرب بالوكالة عن ايران. ودون شك قيامة لبنان وانفجار اللبنانيين في مواجهة حزب الله ستنعكس بانفراجات على سورية وهذه الانفراجات ستلقي تداعياتها بانفراجات على لبنان.

فهد المصري: قيامة لبنان! الاتحاد برس.