لأول مرة… مساعدات أممية من الجو لأهالي دير الزور ومخاوف من سيطرة النظام عليها
25 فبراير، 2016
سامر العاني:
أعلنت منظّمة الأمم المتحدة أمس الأربعاء (24 شباط/فبراير) عن إنزال مساعدات إنسانية على مناطق الحصار في محافظة دير الزور عبر طائرات الشحن التابعة لها.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة “ستيفن أوبراين” في تصريح له إن “طائرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي WFP قامت بإسقاط أول شحنة على دير الزور، وتضمنت 21 طن من المواد الاغاثية”، مؤكداً أنهم تلقوا بلاغات بأنّ المواد الإغاثيّة قد هبطت في المكان المستهدف.
وقال مصدر ميداني لـ “ ” إن طائرة شحن ألقت مظلّات في دير الزور بالقرب من اللواء 137، وقامت قوّة من جيش النظام بأخذ الحاويات إلى معسكر الطلائع، مما جعل المدنيين يعتقدون أنها إمدادات عسكرية من أجل دعم معارك النظام ضد تنظيم “داعش” في البغيليّة وعلى جبهة المطار.
وأشار المصدر إلى أنه وحتّى لو كانت معونات غذائيّة فقد تعوّد المدنيين (ألا يحصلوا من الجمل إلّا على أذنه)، بحسب تعبيره، موضّحاً أنّ المعونات التي يستلمها النظام يوزّعها – كما جرت العادة – على عناصره وميليشيا جيش العشائر وقوّات الدفاع الوطني، بينما يتم توزع الأطعمة المخزّنة الفاسدة على المدنيين عن طريق الهلال الأحمر.
وفي حديث لـ “ ” قال مدير “مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور” المحامي جلال الحمد إنّه يرى أنه “من المبكر الحديث عن مآل تلك الشحنات باعتبارها أوّل شحنات تدخل إلى دير الزور عن طريق الأمم المتحدة، ولكن بالمقابل نحن طالبنا وما زلنا نطالب عن طريق عدة منظمات دولية، أن تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي بالإشراف على إدخال المساعدات وعمليّة التوزيع، بعد أن وثّق المرصد عمليات سرقة للمساعدات الخاصّة بالمدنيين، والتي من المفترض أن يتم توزيعها عن طريق منظمة الهلال الأحمر السوري”.
ولفت الحمد إلى أنه “وبناءً على التجارب السابقة في إيصال المساعدات للأحياء المحاصرة في دير الزور، سواءً عن طريق المطار أو إلقائها من الجو، فإن معظم تلك المساعدات كانت تصل للقطاعات العسكرية للنظام السوري، ولا يتم توزيعها بشكل عادل على المدنيين، علاوة على هيمنة ضباط الجيش والأمن على عملية استلام وتوزيع المساعدات في فرع الهلال الأحمر، فلذلك أكرر مناشدتنا للهيئات الدولية والمنظمات العالمية عن طريق (موقع ) بالدخول لمناطق الحصار لتقييم الاحتياجات والإشراف على عملية إدخال المساعدات وتوزيعها بشكل عادل على المدنيين المحاصرين”.
ونشر “مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور” في وقت سابق أنّ أهم المواد التي يجب إدخالها على الفور إلى المناطق المحاصرة في دير الزور هي حليب الأطفال والمواد الغذائية القابلة للاستهلاك المباشر، بسبب ندرة الوقود وعدم قدرة المدنيين للوصول لأماكن تتوفر فيها مادة الحطب، كما تحتاج هذه الأحياء وبشكل عاجل إلى أدوية الأمراض المزمنة كالأنسولين وعلاج مرضى ضغط الدم وأمراض القلب والقصور الكلوي، وكذلك مضادات الالتهاب والمسكّنات، فالأحياء المحاصرة يوجد فيها مستشفى واحد بعيد جداً عن مناطق تواجد المدنيين.