‘ريم الأتاسي: سوريا .. إلى أين؟’
27 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
من منا يمكنه أن يحذف من ذاكرته أفضل وأنقى وأجمل لحظات حياته التي قضاها؟! .. لا أحد مع الأسف وخاصة نحن شريحة الشباب الذين وأدت الحرب بذور أحلامنا التي كنا قد رسمنا له منذ طفولتنا ..”سكابا يا دموع العين سكابا”.. هل من أحد مسحت الغربة هذه اللقطة من ذاكرته، هل من أحد نسي كيف بدأت الحرب؟ .. هذه الحرب التي لم يكن لها بداية وللأسف على ما يبدو ليس لها حتى نهاية..
وأي نهاية هذه التي مهما كانت لن تكون سوى ظلم وتظلم، لن تكون سوى تقسيم وهلاك ودمار، ستكون احتلال واستدماراً لا استعمار .. ستكون خطة مدروسة للقضاء على حضارة كانت يوماً ما تدعى سوريا وشعب كان يوماً ما يدعى الشعب السوري ..
الشعب الذي عرف بكرمه ونخوته وشجاعته، الشعب الذي أصبح حروف متناثرة وارقام على سجلات، استقبلنا الجميع من كل أصقاع العالم لكن لم يستقبلنا أحد، استضفنا الجميع ومن استضافنا؟
من يوماً قدمنا لهم البيوت أقاموا لنا الخيام، من كانوا يوماً ما يقدمون ليشتروا ملابسهم من أسواقنا أصبحوا يستحون من لبس شيء لأنهم شاهدوا أحد السوريين يرتيده..
الجميع يتاجر باسم بلده وللأسف يتاجر بنا، أصبحنا قوم مشرد نعيش على الانتظار، تفرض علينا لغات جديدة وقواعد جديدة، يفرض علينا النسيان .. يفرض علينا أن نجعل من سوريا أرض الحلم .. الأرض التي كانت ذات يوم تمثل طفولتنا وشبابنا أصبحت أرض الأحلام ..
سوريا إلى أين تساقين، وما الذي جعل الروسي يدحش أنفه فيكي ويفتك شعبك، من ذا الذي أعطى العالم الصلاحيات ليقرروا أي المدن تسكن فيكي وأيها لا .. منذ متى أيها السني ترغب في إقامة دولة، ومنذ متى أيها العلوي أصبح الروسي صديقك وأخوك السوري عدو .. منذ متى يا أيها الكردي قشرت غلافك وأصبحت لا تنتمي إلينا ؟! .. منذ متى يا أخي الشيعي أصبحت قاتلي .. ويا أيها المسيحي منسلخاً عني كأننا لم نكن يوماً نعيش على نفس الأرض في ذات المبنى .. نتبادل تهاني الأعياد المبارك..
السوري هو عدو السوري اليوم، هو العدو الحقيقي لسوريا ولنفسه .. سوريا إلى أين؟؟
ألم يحن لهذا الدم أن ينحسر بعد؟!