‘الوصول لمعبر باب الهوى: وجهة النظام المقبلة خلال الهدنة’
28 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
الوصول لمعبر باب الهوى: وجهة النظام المقبلة خلال الهدنة المصدر | عبد الوهاب عاصي بحسب وزارة الدفاع الروسية فإن 74 بلدة ومنطقة سيتوقف سلاح الجو الخاص بها عن قصفها، من مجمل الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، فيما يبدو أن مناطق ريف حلب الغربي غير واقعة ضمن هذه القائمة التي تسلمتها موسكو من الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث قامت 3 طائرات روسية صباح اليوم الأحد، وهو ثاني يوم على الهدنة المؤقتة، بالتناوب على قصف قرى بابيص، قبتان الجبل، ودارة عزة بكثافة نارية واسعة. ويبدو أن تركيز سلاح الجو الروسي على ريف حلب الغربي، مرتبط بالعملية العسكرية الخاطفة التي شنها النظام السوري بالتعاون مع الميليشيات الأجنبية الشيعية، قبل ساعات من بدء سريان الهدنة على قرية الشيخ عقيل القريبة المطلة على بلدة قبتان الجبل، بعد أن سهلت الوحدات الكردية مرور النظام من مناطق سيطرتها في قرية بشمرة. وأثارت هذه العملية تساؤلات عديدة من غرض النظام السوري ونواياه بشن هجوم للوصول إلى قبتان الجبل؛ حيث توقع عدد من النشطاء أن يكون ذلك ممهداً لعملية أوسع تهدف للتوجه للسيطرة على معبر باب الهوى؛ آخر ممرات الإمداد المتبقية للمعارضة السورية من جهة تركيا. بيد أن الناشط الإعلامي “عبد الرزاق شاكردي” أكد أن احتمال اتخاذ النظام محور قبتان الجبل – الدانا للوصول إلى المعبر الرسمي، يبقى مستبعداً بسبب طول المسافة، معتبراً أن عملياته في هذه المنطقة تهدف إلى أمرين أحدهما التشويش على فصائل المعارضة؛ بحيث يسري لديهم اعتقاد بأن النظام يريد اقتحام الريف الغربي، وآخر، إلى توسيع خط دفاعه عن قريتي نبل والزهراء، لا سيما وأنه لا يزال يشعر بعدم الاستقرار في هذه الجبهة؛ ويمكن ملاحظة ذلك من خلال النظر لجغرافية المناطق التي يحاول السيطرة عليها والتي تشكل بمجموعها حزام دفاع عن القريتين، لذا قام بشن هجوم واسع للسيطرة على الطامورة متوجهاً لعندان، والآن حان دول الطرف الآخر المتمثل بمحيط قبتان الجبل. وأكد شاكردي خلال حديثه مع شبكة المصدر، وجود حشد واسع من جهة أطمة في المناطق الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على الشريط الحدودي، مشيراً أن فصائل المعارضة في المنطقة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة؛ نظراً لنوايا القوات المتجمعة في تلك المناطق لشن حملة واسعة بغرض التقدم باتجاه قرية أطمة، ومن ثم الوصول مباشرة إلى معبر باب الهوى. ويلفت أنه “للتو لم يتبين من هي القوات الحاشدة، فمن غير المستبعد أن تكون الوحدات الكردية قد سهلت مرور قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه لتسهيل الوصول للمعبر من خلال هذا المحور، خصوصاً وأن معركة الشيخ عقيل التي حصلت مؤخراً قد نبهت الفصائل لذلك”. وفي غضون ذلك، أكد عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي أن روسيا تهدف إلى “عزل الثوار عن تركيا إما عبر داعش أو وحدات حماية الشعب الكردية، ويمكن أن يتركوا مجالاً للنظام السوري بجانبه الميليشيات الطائفية من أجل الوصول والسيطرة على معبر باب الهوى، فاستراتيجية السيطرة على المعابر قد ألمح إليها المسؤولون الروس مراراً، وهذا يتضح من قرب قوات النظام من الوصول لمعبر نصيب في درعا، وكذلك التمهيد للوحدات الكردية للوصول للسلامة، وأيضاً مساندة معراج أورال الذي يقود ميليشيات النظام في جبال اللاذقية للسيطرة على الشريط الحدودي مع تركيا، بما في ذلك المعابر هناك. لكن القيادي المعارض أكد خلال حديثه مع شبكة المصدر، أن “إحباط فصائل الثوار للهجمة التي شنها النظام السوري وتكبيد قواته والميليشيات المحاربة معه خسائر فادحة، في أولى محاولاته للوصول إلى قبتان الجبل مركز ثقل الريف الغربي لحلب، جاء كرسالة واضحة للروس وللنظام بأن الأمر معقد جداً في جغرافيا هذه المنطقة ولن يكون مثلما يتصوروا”، مردفا أن فصائل المعارضة حشدت وتجهزت لمثل هذا السيناريو، ولذلك يشدد على عدم قدرة النظام الوصول لهدفه المرسوم له من قبل الروس. ووفقاً لاعتباره فإن روسيا تعمل على محورين، أول عسكري؛ لكسب ما أمكن على أرض الميدان، وثانٍ سياسي؛ لفرض التسوية المناسبة لرؤيتهم السياسية في سوريا، الهادفة إلى القضاء على الثورة قدر الإمكان، لكنه شدد على أن الهدنة لن تصمد أكثر من فترة بسيطة أمام التلاعب الروسي والخرق المتعمد؛ بذريعة وجود النصرة.
الوصول لمعبر باب الهوى: وجهة النظام المقبلة خلال الهدنة المصدر.
المصدر : الإتحاد برس