عسكريون يكشفون حقائق جديدة عن سقوط مطار الطبقة ويؤكدون وجود تنسيق بين النظام “تنظيم الدولة” / المياه سممت مما تسبب بإنهاك المقاتلين جراء العطش
28 فبراير، 2016
سبت 27 فبراير / شباط 2016
صعد موالون لنظام بشار الأسد من مطالبهم للكشف عن مصير مئات الجنود الذين ما زال مصيرهم مجهولاً منذ سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة (أبرز معاقل التنظيم في سورية) في أغسطس/ آب 2014.
صفحة “المفقودين” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أعادت تسليط الضوء على من اعتبرتهم “جنود منسيون”، ونشرت يوم أمس، واليوم السبت، مقاطع فيديو مصورة في وقت سابق عن تواجد الجنود في مطار الطبقة قبل أن يصبح مصيرهم مجهولاً، ووجهت الصفحة (الموالية) طلبات لنظام الأسد للكشف عن مصير نحو 1100 من الجنود.
واللافت فيما نشرته الصفحة معلومات قالت عنها إنها “حقائق سببت بسقوط مطار الطبقة”، وبحسب المعلومات فإن ضباط في نظام الأسد هم المسؤولون عن توريط الجنود واختفاؤهم وتسهيل سيطرة “تنظيم الدولة” على المطار. وتأتي هذه المعلومات التي نقلتها الصفحة عن شهادات عسكريين نجوا من عمليات القتل التي مارسها التنظيم، لتكشف تفاصيل جديدة عن كارثة حلت بقوات النظام بالرقة قبل عام ونصف.
وقالت الصفحة في كشفها لتفاصيل سقوط المطار إن “مؤازرات من مختلف الاختصاصات العسكرية وصلت للمطار قبل أيام من سيطرة التنظيم على المطار”، وأوضحت أن عدد المقاتلين وصل إلى 1400 من قوات خاصة، ودفاع جوي، وهندسة، وكيمياء، ولفتت إلى أن الخطة العسكرية المرسومة لم تنفذ كما كان مخططاً لتحصين المطار من الهجوم، مؤكدةً أيضاً أن الذخيرة التي كانت تصل للمطار لا تتناسب مع نوعية الأسلحة الموجودة في المطار.
ونقلت الصفحة عن شهادة عسكريين نجوا من معركة المطار أن طائرات “يوشن” التابعة لقوات النظام والمحملة بالذخيرة كانت تحت مرمى نيران “تنظيم الدولة” إلا أنه لم يستهدفها، وتشير هذه الشهادة إلى نوع من الاتفاق والتعاون بين التنظيم والنظام، لأن العسكريين الناجين أكدوا أن ذخائر قذائف الـ “تي 72” التي وصلت للمطار استخدمت بعد أيام من قبل مقاتلي التنظيم ضد قوات النظام.
وعن دور ضباط في قوات النظام بتسهيل سيطرة التنظيم على المطار وتوريط الجنود والتسبب بمقتل المئات منهم، قالت الصفحة نقلاً عن شهادات عسكريين: “اختلف القادة هناك أمثال عادل عيسى ومحمود اليوسف وبسام حيدر مع ضباط المؤازرات لان ما حققه ابطالنا كان ليس لصالح عادل عيسى وعصابته لأنه بقي هناك عام وأكثر؛ سقطت من خلالها الفرقة 17 واللواء 93. فسيسأل امام القيادة كيف لهؤلاء المؤازرات أن تقوم بانتصارات متلاحقة مع ضباط أقل رتبة ؟؟؟ فلم يمدوا عناصر المؤازرة التي تقوم بتحرير النقاط الهامة لتأمين المطار مما أجبرهم على العودة الى ضمن المطار”.
وتشير الشهادات إلى أن المياه سممت يوم 18 أغسطس/ آب 2014، مما تسبب بإنهاك المقاتلين جراء العطش، وألمحت الشهادات إلى أن تلفزيون النظام ساهم هو الآخر في مساعدة “تنظيم الدولة” على التقدم نحو المطار، إذ ذكرت الصفحة: “بداية سقوط المطار عندما قام التلفزيون بنقل مباشر وتصوير حول المطار وصور أماكن تمركز الرشاش ونقاط الحواجز. بدء الهجوم العنيف بسيارات وعربات مفخخة فسقط طرف من المطار في 24/8/2014 ومن نفس الجهة التي عرضتها وسائل الأعلام”.
وبعيد الهجوم أعطى الضابط عيسى أوامر بالانسحاب إلى منطقة العجراوي، وقال إنه “سيقوم بإرسال الذخيرة والطعام والشراب الى تلك المنطقة”، حسب شهادات ناجين، وتوجه جنود النظام إلى تلك المنطقة، في حين انتقل الضابط عيسى وزميله محمود اليوسف إلى قرية “الهنداوي” وأجروا اتصالات قالوا فيها إن “الجنود هربوا وتركوا المطار وغادروا بطائرتهم”.
وتؤكد شهادات العسكريين أن قرية “الهنداوي” التي انتقل إليها الضابطان تقع تحت سيطرة “تنظيم الدولة”، بحسب صفحة “المفقودين”، وتضيف الأخيرة: “وصل الضابطان بر الأمان وبدأت الاتصالات بالرتل الذي تجمع في العجراوي وكان قوامه ال 1100 عسكري وضابط وكان التنسيق أن يقوموا بإرسال الطعام والشراب والذخيرة وبالفعل جاءت طائرة وأرسلت إشارة الموت لان الدواعش علموا بوجود الرتل وكان من المفروض تحرك الرتل مباشرة، لكن اتصالاً أتى بأن يبقوا في مكانهم حتى تصل لهم المؤازرات”.
وتتابع الصفحة نقل الشهادات: “بقوا من 24/8/2014حتى 26/8/2014 ولم يصل شيء أبداً وبدأت الذخيرة بالانتهاء والنفاذ وأيضاً الطعام والشراب، فأعطيت الأوامر بالخروج من العجراوي على شكل مجموعات باتجاه إثرياً، هنا انقطعت اخبار ذلك الرتل واختفوا اولادنا واخوتنا واحبتنا وابطالنا”، حسب قولها.
ويشار إلى أن “تنظيم الدولة” أعدم المئات من قوات النظام بعد اعتقالهم في معركة مطار الطبقة، منهم من قتل بعد أسره في المطار وآخرون وقعوا في الأسر أثناء فرارهم من منطقة “العجراوي” القريب من المطار.
المصدر: السورية نت