سوريون يتساءلون هل بات الوصول إلى تركيا أصعب من الوصول إلى أوروبا؟ وقصص من معاناة السوريين لدخول تركيا
28 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
المصدر – يمنى الدمشقي
“لم أعد أخشى من وصولي إلى أوروبا، إذ أن التسهيلات التي باتت مبسوطة أمام السوريين صارت كثيرة، لا سيما بعد تدخل منظمات إنسانية في ذلك، هاجسي الوحيد بات كيف أصل إلى تركيا”؟!
بهذه الكلمات استهلت رهف حديثها للاتحاد برس موضحة مدى سوء الأوال التي وصل إليها السوريون إزاء منع دخولهم إلى أي دولة وآخرها كان تركيا، عاشت رهف قصة حب أرادت أن تكللها بالزواج، وقررت أن تسافر إلى خطيبها المقيم في تركيا لإحياء مراسم الزواج وكتب الكتاب، إلا أن القرار المفاجئ الذي أصدرته تركيا منعها من المغادرة، إضافة إلى عدم توافر المال الكافي للسفر قبل تطبيق القرار.
وتقول رهف “لم يتبقى أمامي سوى التفكير في طريق بري للهروب والوصول إلى تركيا، إلا أن الخطر الأكبر الذي بت أخشى منه هو سيطرة قوات داعش على بعض الطرق الذين بدورهم قد يعيقوا مرور أي أحد، وما يزيد في سوء الوضع أني لن أتمكن من السفر إلا وحدي دون مرافق، ما يجعل الطريق معبداً بالصعوبات” وتضيف “حاولنا البحث عن وكيل تركي لأتمكن من السفر دون أن تلاحقني الأخطار، إلا أن هذه الخطوة باءت بالفشل أيضاً، بقي الحل الوحيد هو المرور براً عبر المعابر، ويبقى الخطر الأكبر تمكن قوات الجندرمة التركية من استهدافنا كما حصل مع الكثيرين، أو تمكن قوات داعش من اعتقالنا”.
ولنسرين حكاية شبيهة، إذ عقد قرآنها على أحد الشباب المقيمين في تركيا لكن مستقبل هذا الزواج لا يزال مجهولاً، إذ أن نسرين مقيمة في مصر التي تحظر دخول السوريين، وتركيا حظرت دخولهم مؤخراً تحت أي ظرف كان، ولازالت تنتظر الأيام التي قد تحمل لها أي بادرة أمل بلقاء خطيبها.
كانت تركيا لفترة طويلة ملجأ للكثير من السوريين الفارين من الحرب، ولم يقتصر الأمر على سوريي الداخل، فحتى من يتم ترحيلهم من بلدان عدة كمصر ولبنان أو دول الخليج، كانوا يلجأون إليها، إلا أن فرص النجاة بما تبقى لديهم من أمل باتت معدومة بعد القرار الأخير الذي لم يبدر أي تصريح حتى الآن من الحكومة التركية بشأن تعديله، فتحولت بذلك وجهة السوريين إلى ماليزيا التي لم يشفع سحر طبيعتها وطيبة بأهلها بأن يكونا بيئة خصبة لإيجاد فرصة عمل أو حياة للسوريين إلا ما ندر منهم، يعود ذلك بداية لغلائها سواء من حيث المعيشة أو أجارات البيوت التي يتعدى الواحد منها 600 دولار إضافة لارتفاع رؤوس الأموال لافتتاح أي مشروع صغير، باستثناء قلة قليلة آثرت أن تتحدى أي ظرف وتبدأ من لاشيء، بينما بات مصير الكثيرين مجهولاً في الآونة الأخيرة ممن اختاروها بديلاً عن شقائهم، وتتحدث “لمياء” وهي فتاة في العشرين من عمرها اضطرت للهروب من سوريا والدخول إلى لبنان إلا أن الحكومة اللبنانية رفضت إعطاءها حق الإقامة فيها، وأصدرت قراراً بوجوب ترحيلها إلى من لبنان، حاولت لمياء التقدم بفيزا إلى السفارة التركية في لبنان كما حاولت بطرق غير شرعية دخول تركيا إلا أن قرار الرفض والوضع الأمني المشدد أعاقها، فلم تجد بديلاً لذلك سوى ماليزيا، وسافرت إليها وليس في حوزتها سوى 800 دولار لا تدري حتى الآن كيف ستسير حياتها هناك، وهي التي تملك إجازة في اللغة العربية، وتتساءل “في الآونة الأخيرة وحينما حصلت على الإجازة لم تنفعني في سوريا، لا أدري اليوم إن كانت ستنفعني في هذا البلد، سأضطر لعمل أي شيء ولو نادلة في مطعم لأتمكن من إعالة نفسي”.
وللم الشمل حكاية أخرى مع الكثير من الأسر السورية التي سافرت إلى أوروبا وتركت عائلاتها في سوريا على أمل أن تلم شملهم، إذ بات الكثيرون ممن ينتظرون لم الشمل ممنعون من الدخول إلى تركيا حتى لحجز موعد في إحدى السفارات وحتى الطرق البرية باتوا يخشون من سلوكها، لذلك باتت هذه الأسر تنتظر موسم الصيف لتدفع آلاف الدولارات إلى المهربين المتمركزين على الحدود إلا أنه حتى الآن لا يعرف إذا كانت هذه النقود ستشتري لهم الأمل بدخولهم تركيا ولقاء عائلاتهم في أوروبا.
سوريون يتساءلون هل بات الوصول إلى تركيا أصعب من الوصول إلى أوروبا؟ وقصص من معاناة السوريين لدخول تركيا المصدر.
المصدر : الإتحاد برس