بورصة (العوجا) تفتتح على ارتفاع (طفيف) والكيلو بخمسة آلاف!
1 آذار (مارس)، 2016
حذيفة العبد:
يألف السوريون مع مطلع آذار/مارس من كل عام، انتشار عربات العوجا أو العقابية في معظم شوارع المدن والبلدات ومحال الخضار، حيث يعشق معظمهم المذاق الخاص لهذه الفاكهة التي لا يطول موسمها أكثر من شهر.
وكما يألف السوريون مذاق العوجا (اللوز الأخضر في أول أيام نضوجه)، فقد ألفوا ألا يتجاوز سعرها 100 ليرة في أول موسمها مطلع آذار، وينخفض إلى 15 ليرة فقط مع دخول نيسان. إلا أن من بقي من السوريين في بلداتهم، فيبدو أنهم سيحرمون من (ألعوجا)، التي كانت تزور منازلهم كل عام.
خمسة آلاف ليرة سورية (12 دولاراً) هي ثمن الكيلو الواحد من العوجا على عربات الباعة في العاصمة دمشق مطلع هذا الشهر، وهي تعني أن على موظف في القطاع العام أن يرصد حوالي سدس راتبه ثمناً لكيلو واحد منها، لذلك يقولون رغيف الخبز أولى.
يستعيد الشاب خالد وهو من ساكني منطقة الشعلان وسط دمشق، ذكرياته قبل أربعة أعوام حين كان يخرج مع خطيبته بشكل شبه يومي لتناول (العوجا) من على أحد عربات الباعة، وكانا يبحثان عن بائعها في شوارع حيه، أما الآن وبعد أن تزوجا وصار لديهما طفلان، أصبح يحاول الابتعاد مئات الأمتار عن طريق بائع (العوجا)، حتى لا تراها صغيرته جنى وتطلب منه شراءها.
وكعادتهم في كل المصائب التي تواجههم، واجه السوريون (مصيبتهم) في العوجا بالسخرية والنكات، وبدأت التعليقات الساخرة من هذه الأسعار تغزو مواقع التواصل، حيث قال أحدهم إن على البنك المركزي التدخل وضخ كميات من العوجا في السوق المحلية، أسوةً بمحاولات ضبط سعر الدولار. في حين قال آخر، إن السوريون اعتادوا على أكل العوجا مع الملح، وهو نوع من الإسراف، على حدّ تعبيره، فيكفي واحدٌ فقط من الصنفين، ولذا اختار تناول الملح فقط.
“اللي ما يطول العوجا.. حامضٍ عنها يقول” عبارة ساخرة أيضاً كتبها رياض على صفحته على “فيسبوك” وهو يقف جانب شجرة اللوز في بستانٍ بريف العاصمة.