هكذا يدفع النظام السوري إلى الانتقال للخطة (ب)

1 آذار (مارس)، 2016

5 minutes

المصدر | عبد الوهاب عاصي

تتزامن هدنة وقف العمليات العدائية في سوريا مع اقتراب الصراع في البلاد من الدخول في سنته السادسة، كما أنها جاءت بعد ذروة من العنف جراء التدخل الروسي لصالح النظام السوري، ومع أن الاتفاقية لا تزال في مرحلة اختبار جدية التزام النظام السوري المحددة بأسبوعين؛ وهي مدة وضعتها المعارضة السورية كشرط للدخول في الاتفاق، سجل مراقبون انخفاضاً واضحاً في نسبة استهداف المدنيين من قبل النظام السوري، بيد أن هذا الانخفاض لم يثنِ الأخير من القيام بعمليات عسكرية والتقدم في بعض المناطق، وتسجيل الخروقات من قبله في مناطق المدنيين، كانت مترافقة دوماً بذريعة وجود جبهة النصرة والتنظيمات التابعة لها والتي لا تشملها أصلاً بنود الاتفاق الروسي الأمريكي الخاص بالهدنة الحالية.

وفي حال انتهاء المدة من المنتظر أن تقدم المعارضة السورية ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات تقريرها إلى المجموعة الدولية لدعم سوريا، وللطرفين الروسي والأمريكي وكذلك إلى المبعوث الأممي للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا، وعلى إثره تحدد موقفها من الهدنة، التي تمهد لدخول جدي بمسار العملية السياسية التي حددتها مباحثات فيينا وبيان ميونخ والقرار الأممي رقم 2254.

ويؤكد المعارض السوري “رياض درار” أنه “على المعارضة السورية في تقريرها ألّا تسكت عن خروقات النظام السوري، ومطالبة المجموعة الدولية بإجباره على تنفيذ كافة تفاصيل القرارات الدولية، وهذا يمكن أن يجعل الاستمرار بالاتفاق سارياً، وبالتالي تقل الاختراقات أكثر، بيد أن الشكوى في هذه الحال لا يجب أن تتوقف”. مؤكداً أن الحديث لا زال مبكراً عن وقف مستمر لإطلاق النار، طالما أن الهدنة المطبقة حالياً هي اختبار للسير في طريق التسوية السياسية، لذا يفترض التنويه أن النظام وحزب الله ومن ورائهم إيران هم مستفيدون من استمرار الحرب، ويجب منعهم من هذا؛ عبر التعاون مع القرار الدولية والالتزام من قبل فصائل المعارضة على الأرض.

وقال رياض درار خلال الاتصال الذي أجرته معه شبكة “المصدر” إن التهديد الروسي والأمريكي – وهم رعاة اتفاق الهدنة الحالية – بوجود (ب) قد تؤدي إلى تقسيم البلاد، إن فشلت الجهود في وقف إطلاق النار الجزئي، ليس إلا بغية الضغط على الأطراف من أجل الالتزام والذهاب بالهدنة إلى النهاية، وهي تنبيه بأنه على الجميع ألّا يرتكب مخالفة تغيير المسار نحو الأسوأ – من وجهة نظر الطرفين الدوليين – إلا أنه لواشنطن وموسكو شأن آخر في التعاطي مع جبهة النصرة وداعش، وهذا الأمر نبه إليه البعض بأنه غطاء لاستهداف الجيش الحر، وهنا تحمل المعارضة السورية المسؤولية كاملة للحيلولة من حصول ذلك.

وفي كل الأحوال يخشى “درار” مما أسماه “تقسيماً مضمراً سيكون برعاية دولة مركزية ضعيفة فيها شيء من لبنان وشيء من العراق؛ لذا يشدد على أنه “ليس المهم أن ينجح الوقف الجزئي لإطلاق النار، بل المهم أن تستفيد المعارضة من الوقت وتعيد حساباتها لتوحيد البندقية وراء القرار السياسي للوصول إلى أسلم الحلول وبلا شروط”.

وسبقت فترة الإعلان عن هدنة وقف العمليات العدائية رفض النظام وحلفائه موسكو وطهران الالتزام بأيّة هدنة؛ باعتبار أن ربط الهدنة بالمفاوضات هي بمثابة شروط مسبقة لبدء مسار الانتقال السياسي، حيث يؤكد المعارض والسياسي السوري “منصور أتاسي” أن هذا السلوك أدى إلى تعطيل وتأجيل المفاوضات، وكان تأكيد المعارضة السورية على تطبيق الشروط الإنسانية التي تؤكد عليها البنود (10-13-14) من القرار الأممي 2254، يقابله رفض من النظام وحلفائه، وهذا الأخير حينما بدأت الهدنة الحالية لجأ إلى محاولاته المتكررة في خرقها؛ بهدف جر المعارضة إلى إعلان إلغاء التزامها بعد فترة الاختبار – أي بعد أسبوعين من بدء سريان الاتفاق – فأتى الطلب الفرنسي لعقد اجتماع سريع للمجموعة الدولية؛ بغية بحث الخروقات من قبل النظام. وينبه المعارض السوري في حديثه مع شبكة “المصدر” إلى إصرار النظام على موقفه، الذي يمكن أن يجعل من فرص نجاح مسار العملية السياسية صعباً وسيؤدي إلى اللجوء للخطة البديلة التي أشار إليها وزير الخارجية الأمريكي، وهذا سيعقد الوضع في المنطقة برمتها.

هكذا يدفع النظام السوري إلى الانتقال للخطة (ب) المصدر.

المصدر : الإتحاد برس