ضبط سفينة سلاح متجهة للبنان وحزب الله يتهم الرياض وأنقرة


تناقلت وسائل إعلام وصحف لبنانية، نبأ إيقاف خفر السواحل اليوناني باخرة سلاح كانت متجهة من مدينة أزمير التركية إلى لبنان، قبل يومين. وربطت صحف محسوبة على حزب الله الحادثة بموقف السعودية من إعادة النظر في علاقتها مع لبنان، ووقف الدعم للجيش والقوى الأمنية.

فمن جهتها، اتهمت صحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة لحزب الله، المملكة السعودية بأنها تقف وراء سفينة السلاح، في خطة تصعيدية تصبّ في خانة الضغط السياسي والاقتصادي الذي لا يزال مستمرا، وفق ما أوردته.

وقالت إن السعودية تتصرّف تجاه لبنان وكأنه لم يعُد هناك مجال للمهادنة، إذ إن حادثة السفينة صبّت في سياق التوتر، متهمة المملكة بأنها تسعى ربما إلى اللعب بالأمن اللبناني وتحديدا في منطقة الشمال، متسائلة أيضا عما إذا كانت السلكات التركية متورطة أيضا.

وفي التفاصيل، نقلت الصحيفة عن قناة تلفزيونية تركية، أن “قوات خفر السواحل اليونانية أوقفت سفينة محمّلة بالأسلحة قبالة سواحل جزيرة كريت”، وأن “السفينة التي حملت ست حاويات، منها اثنتان مملوءتان بالأسلحة والذخيرة، كانت متجهة من تركيا إلى لبنان”.

وبحسب ما نشرته الصحيفة، فإن “السلطات اليونانية احتجزت طاقم السفينة وهم 11 شخصا، هم ستة سوريين وأربعة هنود ولبناني”.

اتهامات تطال تركيا

تساءلت الصحيفة ذاتها، عما إذا كان “ما ضُبِط هو عمل مهرّبي سلاح عاديين أم هي واحدة من العمليات التي تقودها الاستخبارات التركية، كالتي نفّذتها في سوريا دعما للمعارضة والجماعات الإرهابية”، وفق قولها.

وذهبت أيضا إلى أن تتساءل: “هل إن قرارا تركيا- سعوديا- قطريا أوكل إلى أنقرة هذه المهمة؟ أم إن الأمر لا يعدو كونه حركة تجارة غير مشروعة؟”، مجيبة بأنه من المبكر الإجابة عن هذه الأسئلة، قبل أن تتضح تفاصيل العملية كاملة.

لكن الصحيفة نقلت عن مصادر أمنية لبنانية قولها إن الحادثة تعد تطورا يؤكد أن “هناك جهات تسعى إلى تفجير الساحة اللبنانية بالتزامن مع احتدام الأزمة”.

واتهمت الصحيفة أيضا تركيا بأنها “تعمل بقوة مع القطريين في مناطق الشمال على وجه الخصوص. وثمة سعي إلى تعزيز موقع الجماعة الإسلامية ودفعها إلى التمايز عن تيار (المستقبل) بغية الحصول على تأييد الشارع، وجذب التيارات الإسلامية صوب هذا التحالف، والعمل مع قوى وشخصيات سياسية على هذا الأمر”.

وقالت إنها تسعى إلى “جذب الشارع المتوتر، والتيارات التي جرت تعبئتها مذهبيا خلال السنوات الماضية، تحت شعار أن الأهداف محقّة لكن إدارة الحريري وفريقه فاشلة”، وأنها “تشجع مواقف محافظة اجتماعيا ومواقف سياسية منتقدة بصوت أعلى لسعد الحريري من جهة، ولحزب الله من جهة ثانية”.

من جانبها، اتهمت كل من قناة “العالم” ووكالة أنباء “فارس” الإيرانية، تركيا بأنها تقف وراء سفينة السلاح التي يزعم بأنها كانت متوجهة إلى لبنان.

وقالتا إن “تركيا تعد إحدى أهم القوى الإقليمية التي تزود المسلحين السوريين بالسلاح والعتاد، فيما تعد الحدود اللبنانية الشمالية واحدة من أهم الممرات التي يتم منها تزويد المسلحين السوريين -خاصة جبهة النصرة- بالسلاح، خاصة بعد إنهاء تواجد الجماعات التكفيرية في الحدود الجنوبية، وأغلب الحدود الشرقية”.

ونقلتا عن السلطات اليونانية إفادتها بأن سفينة الشحن تحمل اسم “كوكي بوي” وكانت قادمة من تركيا، وأجبرت على التوقف على بعد 102 كم جنوب شرقي مدينة بودروم، مضيفة أنه قد تم اقتياد السفينة إلى مرفأ سودا في اليونان.

وبحسب وكالة “دوغان” التركية للأنباء، فإن السفينة لم تحترم أوامر خفر السواحل اليوناني الذي طالب طاقمها بالتوقف في الـ28 من شباط/ فبراير الجاري.

عربي 21


المركز الصحفي السوري