تفاصيل مؤلمة: رحلة تهريب من سورية إلى تركيا 


من

الموضوع بحرفيته والصور: من صفحة “وائل عادل” في فيسبوك

الساعة ٦:٠٠ بعد المغرب وصلنا الى مزرعة المهرب في دركوش و بقينا على الكراسي في بستانه امام خيمة قذرة نامت فيها النساء والأطفال ونحن نمنا على الكراسي حتى الساعة الرابعة فجر الخميس، و بدأ المشوار..
مشينا باتجاه نهر العاصي قرابة ربع ساعة، ثم صعدنا شخصين تلو شخصين الى قارب صغير معرض للانقلاب والغرق في اي لحظة ولدى اية حركة خاطئة، ثم بدأت الرحلة الطويلة مشينا في اراضي زراعية قرابة ساعة ونصف مع أن المهرب قال لنا بأن المشي لن يتجاوز الربع ساعة وإن تجاوزه قال لنا بأن “نبصق في شواربه”..
وصلنا إلى أرض زراعية و بدأت الاضواء الكاشفة والرصاص الخطاط يمر من فوقنا والعسكر استطاع تمييز حركة في القرب منه هناك..وانبطحنا على التراب الندي خوفاً من الرصاص…
بعد ساعتين من الانتظار تحت الأمطار والبرد الذي تسلل الى عظامنا وأرهق الطفلة “بسمة” ذات الاربع سنوات والعجوز “ابو يوسف” ذي السبعين عاماً..مرّ العساكر يبحثون عنا بجوارنا ولكن استطاعت المجموعة التزام الصمت ولم يتحرّك أحد من مكانه حتى ذهب العساكر خائبين، وبكل حذر وبصعوبة و قد بدأ المرض يتسلل الى اجسادنا تابعنا حوالي الساعة الثامنة صباحاً السير، المحبط في الموضوع هو كذب المهرب الذي يخبرنا في كل محطّة بأنه لم يعد أمامنا سوى مئتي متر و مشينا أكثر من ٤ كم..
وصلنا بعد جهد و تعب وعناء إلى السيارة التركية التي اصطحبتنا إلى قرية تدعى”الخربة” في تركيا..
و هناك تفاءلنا وبدلنا ملابسنا الوسخة و “ضحكتنا صارت شبر”…واجت السيارة التانية اللي بدها تاخدنا عانطاكيا..

ممن

تفاصيل مؤلمة: رحلة تهريب من سورية إلى تركيا  المصدر.


المصدر : الإتحاد برس