ليس الأول ..التدخل البري السعودي إن حدث وحصل


ليس الأول ..التدخل البري السعودي إن حدث وحصل

بدأت السعودية لتوها مناورات عسكرية وصفت بالأكبر على مستوى العالم، وتأتي “رعد الشمال” التي يشارك فيها نحو 350 ألف جندي من20 دولة، في سياقات الأخذ بزمام المبادرة التي تبناها، كمنهج، الملك سلمان بن عبد العزيزمنذ إعتلائه العرش.

“الرعد في الشمال” السعودي يراه البعض إستجابة حيوية تفرضها ضرورات السيناريوهات البديلة التي دأب وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على تأكيدها. وفي حال قُيّض لهذا الرعد أن يتحول إلى صاعقة تصل إلى سوريا عبر إرسال قوات مشتركة من التحالف الإسلامي العسكري، فلن تكون التجربة الأولى عربياً.

وفي الخامس والعشرين من آذار العام الماضي أرسلت السعودية بقوات برية من “درع الجزيرة” (تأسست عام 1982) إلى اليمن، ومع إقتراب عاصفة الحزم من صنعاء يكون التدخل البري قد انجز أول أهدافه. مَنَعَ قيام “جمهورية الحوثيين الإسلامية”.

وسبق التدخل السعودي في اليمن تدخل القوات المصرية في اليمن عام 1962 إثر إنقلاب عسكرى قام به العميد عبدالله السلال يوم 26 أيار1962 على الإمام بدر. وبعد يومين من الانقلاب سارع جمال عبد الناصر للاعتراف بالنظام الجديد، وارفقه ببيان تحذيري للقوى الأجنبية من “التدخل ضد نظام الحكم الجديد”.
السلال، العسكري، طلب من عبد الناصر المتحمس لتعميم النموذج المصري في حكم العسكرتاريا على الدول العربية، طلب منه مساعدات عسكرية تواكب الزخم السياسي للموقف المصري.

وفي أيلول 1962 قرر عبدالناصر التدخل المباشر لمساندته وأرسل كتائب صاعقة وسرب طائرات معادلة لقذف القنابل والصواريخ.
المدونات التي أرخت لتلك المرحلة تفيد بأن عبد الناصر إعتقد أن قرار التدخل العسكرى السريع في اليمن “يمكن أن يمنع احتمالات التدخل الخارجي المضاد”. فيما يرى بعضهم أن عبد الناصر أرد من  التدخل العسكري في اليمن استعادة توازنه وردّ الاعتبار إليه بعد انهيار الوحدة بين مصر وسوريا.
أخذت القوات المصرية إلى اليمن تتزايد من مئة عسكري وصف ضابط في أيلول إلى ألفي جندي في نهاية تشرين الأول من عام 1962 . وبعد أن قام عبدالناصر بزيارة لليمن في نيسان 1964 تدفقت القوات المصرية إلى اليمن حتى وصل عددها في أب 1965 إلى سبعين ألف مقاتل.
لم تستطع القوات المصرية حسم الحرب لصالح السلال، مادفع بجمال عبد الناصر إلى الموافقة على” جهود الوساطة العربية لإنهاء النزاع في اليمن حتى إنه قد اجتمع مع الملك فيصل في جدة 23/08/1965، ووقع معه إتفاقية جدة، وهي انتصارصريح لوجهة النظر السعودية، وبموجبها انسحبت القوات المصرية، على ان يقرر” الشعب اليمنى مصيره”.
أصر عبدالناصر وقتها على أن يكون تقرير المصير عن طريق استفتاء شعبي وليس عن طريق أهل الحل والعقد من كبار شيوخ القبائل. وإنقلب عبد الناصر على اتفاق جدة، ولم تتوقف العمليات العسكرية لقواته في اليمن، لكنها فقدت الكثير من زخمها.

وفي التاسع من اب عام 1967 انعقد مؤتمر الخرطوم ووافق عبد الناصر سحب قواته بعد خسارة خمسة آلاف جندي مصري، ونحو مئة ألف قتيل مدني يمني، وبلغ عجز الموازنة المصرية في عام 1965 نحو 356 مليون جنيه.
في منتصف كانون الأول من عام 1967 أعلن الملك فيصل دعم مصر في مواجهة إسرائيل وتخلى عبدالناصر عن المشير السلال – الذى كان ألعوبة في يده وأيد انقلاباً عسكرياً قام ضده في 5 تشرين الثاني من عام 1967 .
قد تكون تجربتي دخول الجيشين المصري في اليمن والعراقي في حرب تشرين، التي جعلها المجرم الأكبر حافظ الأسد، حربا “تحريرية” وماركة مسجلة باسمه، نموذجاً أولياً ومصغراً عما يمكن أن يحصل لو أجازت واشنطن تدخلاً عسكرياً يقضي على تنظيم “داعش”، فالحروب الراهنة والتقانة العسكرية تجعل من التدخلات العسكرية العربية السابقة شيئاً من الماضي.
الجيش العراقي دخل حرب 1973 كدولة معنية” بالصراع العربي الإسرائيلي ومستعدة لتقديم كل شيء لإسناد الجهد العسكري والاقتصادي العربي”.
ويقول الباحث العراقي عبد الوهاب محمد الجبوري إن العراق في تلك الأيام دفع إلى ساحة المعركة، التي تبعد عن أراضيه أكثر من ألف كم، ثلاثة أرباع قواته الجوية، وكان تركيزه على الإسراع بإرسال الطيران والدروع نابعة من رغبة القيادة السورية في الحصول على هذين السلاحين قبل أي شيء آخر.
ويضيف الجبوري أنه زاد مجموع هذه القوات عن 60 ألف مقاتل و700 دبابة ومئات العربات المدرعة وآلاف سيارات النقل و12 كتيبة مدفعية.
في حال قررت صاحبة المشيئة، واشنطن، وأجازت تدخل قوات التحالف في سوريا فلن يحتاج أمر إسقاط الأسد وهزيمة “داعش” إلى كل تلك الالاف من الجند والعتاد العسكري.
بعض الخبراء يرون أن أسد الورق الذي يغتصب حياً من دمشق، سيسقط وسيسقط حلفائه تباعا بمجرد أن تشعل واشنطن الضوء الأخضر أمام التدخل.

ليس الأول ..التدخل البري السعودي إن حدث وحصل الاتحاد برس.