20 طناً من المساعدات الروسية لقرية بلا سكان في حماة


unnamed

خالد عبد الرحمن:

قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، إن أكثر من عشرين طناً من المساعدات الإنسانية، الروسية والسورية، وصلت إلى قرية القبير في ريف حماة، مدعياً أنها قرية منكوبة قتلت جبهة النصرة ثلث سكانها، لكن أين هذه القرية وما الذي حدث فيها؟

قرية القبير، وإن صحت التسمية مزرعة القبير، هي مزرعة صغيرة، لا يتجاوز عدد سكانها 200 نسمة، تقع قرب بلدة معرزاف في ريف حماة الغربي، نسيتها كل كتب الجغرافيا وخرائطها، لكن العالم كله سمع بها قبل ثلاثة أعوام، عندما ارتكبت فيها قوات النظام المجزرة الشهيرة أواخر عام 2012، حين أبادت معظم ساكنيها قتلاً وذبحاً، فلم ينج من المجزرة حينها سوى 20 شخصاً هم من بقي على قيد الحياة، وتدعي روسيا أنها أرسلت لهم 20 طناً.

وتقع هذه المزرعة وجارتها معرزاف في قلب مناطق سيطرة النظام في ريف حماة الغربي، وتحاط بعدد من القرى والبلدات المؤيدة للنظام، ما جعلها تذوق ويلات الانتقام الطائفي منذ بدايات الثورة، وحينها لم يكن السوريون قد سمعوا باسم جبهة النصرة.

الرواية الروسية

أما الرواية الروسية اليوم فقد نقلتها “روسيا اليوم” عن كوناشينكوف الذي قال “إن ثلث السكان في القرية المذكورة تعرض للقتل على أيدي عناصر جبهة النصرة، وبعد دخولنا القرية تفرق السكان ظنا منهم أننا ننتمي إلى الزمر المسلحة، ولم يعودوا إلا بعد التحقق من أننا جئناهم بالمساعدات الغذائية والأدوية مصطحبين معنا فريقا طبياً بعد ثلاث سنوات على غياب الرعاية الصحية هناك”.

20 طناً أمام العدسات فقط

وفي المقابل كذبت منظمات إغاثية وناشطون حصول أي من سكان القرية المنكوبة –على قلتهم- على أية مساعدات روسية حيث أكد عبد الرزاق الجواش مدير منظمة إيلاف التي تغطي نازحي المنطقة إغاثيا في اتصال مع “ ” أن أهالي القرية أوضحوا للمنظمة أن شاحنات إغاثية قدمت إلى المنطقة برفقة ضباط من النظام وضباط إيرانيين وروس.

وأضاف الجواش -نقلاً عن أهالي القرية النازحين- أنه وبسبب عدم وجود عدد كاف من السكان في القرية (حوالي 100 شخص فقط) تم جمع حوالي 100 شخص آخر من البلدات المجاورة وتم تصوير مقاطع وعادت الشاحنات أدراجها بدون توزيع أي سلة. موضخاً أيضأ أنه قبل المجزرة كان عدد السكان حوالي 200 نسمة نزح معظمهم بعد المجزرة التي راح ضحيتها العشرات من سكان القرية.

ومن جانبه أكد الناشط سهيل الحموي لـ “ ” عدم حصول سكان القرية على تلك المساعدات واصفاً تلك الخطوة بالإعلامية فقط وسعياً من روسيا لتلميع صورتها في الأوساط الثائرة والفقيرة.

مجزرة القبير

وأشار الحموي إلى أن ادعاءات المسؤول الروسي بخصوص مسؤولية جبهة النصرة عن المجزرة ماهي إلا محض افتراءات وأكاذيب حيث روى لـ “ ” ما حدث قبل ثلاثة أعوام، حين وقعت المجزرة الشهيرة.

يقول الحموي: التجاً سبعة من المطلوبين للنظام من قرية جريجس المجاورة لمزرعة القبير بعد وشاية على منازلهم، ما دعا قوات النظام لتطويق المزرعة من جهاتها الأربعة.

وبعد اشتباكات مع ثوار المنطقة على أطراف المزرعة قضى المطلوبون السبعة، “فقامت قطعان الشبيحة من قرى أصيلة وسلحب وحنجور وتل سكين بالإجهاز على من كان موجوداً بالقرية حينها ولم يستطع الهروب وسلبوا ممتلكات القرية كاملة وتم سحب قسم كبير من جثث الشهداء بالسيارات وأخذها معهم لإخفاء معالم المجزرة” بحسب الحموي.

ونوه الناشط الحموي إلى أن من استطاعوا النجاة من المجزرة يعيشون اليوم في ظروف مأساوية بعد فقدانهم لمزارعهم وأنعامهم التي كانوا يعتاشون منها حيث غادروا القرية على الفور ليستقر بهم الحال في المخيمات وفي القرى الأكثر أمناً في ريف إدلب.

وتتكون مزرعة القبير التي ادعت روسيا إغاثتها بعشرين طناً من30 منزلاً فقط وتقع شمالي غربي مدينة حماة على بعد 20 كيلومتراً وجنوب مدينة محردة، وكان يقطنها حوالي 200 نسمة، قبل أن تتعرض للمجزرة قبل أكثر من ثلاثة أعوام، حين هوجمت من قبل قوات النظام ومؤيدين له في شهر يونيو/حزيران 2012، حيث قضى معظم سكانها، ويقول نشطاء إن من بقي على قيد الحياة فيها حينها لا يتجاوزون 20 شخصاً فقط ممن كانوا يقيمون في القرية، التي تسكنها 3 عائلات، هي اليتيم والعلوان والفارس.

أخبار سوريا ميكرو سيريا