التغريد خارج السرب كالعادة.. الجزائر ترفض تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية!!


رفض وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، التوقيع على قرار اعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا باجتماع وزراء الداخلية العرب بتونس، الخميس، وقال: “إن المسألة من صميم اختصاص وزارة السلطات العليا الجزائرية ووزارة الخارجية بالجزائر”.

وقال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الجمعة: “حزب الله حركة سياسية وعسكرية تعد عنصرا فاعلا على الساحة السياسية الداخلية لبلد شقيق وهو لبنان، وهو وضع نتج من ترتيبات قامت بها الأمة العربية قاطبة من خلال اتفاق الطائف”، الذي ساهمت الجزائر في بلورته وتنفيذه إلى جانب السعودية والمغرب.

وتابع لعمامرة: “يجب علينا أن نحترم الوضع في هذا البلد الشقيق، ونحترم دستوره والترتيبات التي يبنى التعايش فيه على أساسها، وفيما يخصنا، أعتقد أن مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول كفيل بوضع الرؤية السديدة أمام الجميع”.

بدوره، قال مصدر مقرب من قيادة حزب الله اللبناني، إن زعيم الحزب سيلقي خطابا في الساعات المقبلة، لإبداء موقفه من قرار وزراء الداخلية العرب المجتمعين بتونس اعتبار حزب الله “منظمة إرهابية”.

وأفاد المصدر ذاته بتصريح له، يوم أمس الجمعة، أن “حسن نصر الله سيلقي خطابا في الساعات المقبلة وسيتقدم بالشكر للدول التي تبرأت من قرار وزراء الداخلية العرب المجتمعين الخميس بتونس وعلى رأسها الجزائر”.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه بالتصريح ذاته: “إن وزراء الداخلية العرب الذين وقعوا قرار اعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا خضعوا للضغوط السعودية المعادية لحزب الله”.

كما قال المتحدث ذاته: “إن الموقف الجزائري لم يكن غريبا علينا، لأنه جاء من بلد المليون ونصف مليون شهيد وهذا هو الموقف الطبيعي”، وتابع: “تم تكليف مندوب حزب الله بلبنان للذهاب إلى السفارة الجزائرية لتقديم الشكر إزاء موقف سلطات البلد إزاء القرار العربي بتونس”.

ورفض التوقيع على القرار، أيضا، القوى اللبنانية، واليمن، والعراق، وتونس.

وخلال حرب حزب الله مع إسرائيل، عام 2006، كان الآلاف من الجزائريين يتظاهرون لنصرة حزب الله، معتبرين إياه البطل الذي يرعب إسرائيل.

لكن شعبية حسن نصر الله تراجعت بشكل لافت بالجزائر إثر موقفه “المحتشم” من العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2015، التي سقط خلالها أزيد من 1300 فلسطيني بالقصف الإسرائيلي، وكان الجزائريون، حينها يتساءلون “أين أنت يا نصر الله؟”.

ويعقد مجلس وزراء الخارجية العرب يوم 10 آذار/ مارس الجاري، اجتماعا يصفه المراقبون بـ”الساخن” على خلفية الانقسام الحاصل بسبب قرار مجلس وزراء الداخلية الملتئم في دورة عادية بتونس وصف تنظيم “حزب الله” اللبناني جماعة إرهابية.

ويستهدف المجلس رفع توصية للأمم المتحدة قصد اعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا.

ويرشح مراقبون أن تكون هناك مواجهة مفتوحة بين الدول الرافضة لقرار تونس والدول المؤيدة، مثلما كان عليه الحال في المرات السابقة، على غرار الموقف من الحرب في اليمن والتدخل في سوريا.

ويتصدر جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب نقطتان أساسيتان هما ترشيح وزير الخارجية المصري السابق، أحمد أبو الغيط، لخلافة مواطنه، نبيل العربي، بمنصب الأمين العام للجامعة العربية، وتبني مشروع قرار يخص اعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا، وذلك بسبب تحالفه مع إيران وانضمامه للجيش السوري في مقاتلة المعارضة المطالبة لإسقاط نظام بشار الأسد.

وقال مصدر دبلوماسي جزائري بتصريح له يوم امس الجمعة: “إن موقف الجزائر سيكون وفيا لما جاء في تصريح وزير الخارجية رمطان لعمامرة، والذي تبرأ فيه من قرار مجلس وزراء الداخلية العرب المجتمع في تونس”، وتابع: “لن نشارك في أي مسعى يستهدف نقل هذا التصنيف إلى منظمة الأمم المتحدة بغية استصدار قرار بالموضوع ذاته”.

عربي 21.