واشنطن: نرفض إنشاء منطقة شبه ذاتية الحكم للأكراد في سوريا


قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، يوم السبت, أن بلاده “لا تريد أن يتم تشكيل منطقة شبه ذاتية الحكم للأكراد في سوريا”.

ونقلت وكالة (الأناضول) التركية عن كيربي ,قوله في موجز صحفي أن “الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن يتم تشكيل منطقة شبه ذاتية الحكم للأكراد في سوريا”، مشيرًا إلى “ضرورة تولي حكومة جديدة للسلطة تحافظ على وحدة الأراضي السورية، بعد انتهاء اتفاق وقف الأعمال العدائية”.

ويعيش معظم الأكراد السوريين في المنطقة الشمالية الشرقية للبلاد على الحدود مع كل من العراق وتركيا، والتي شهدت اشتباكات بين فصائل إسلامية ومقاتلين معارضين مع مسلحين من أحزاب كردية هناك, حيث قام أكراد سابقا بتسمية حكومة محلية لمنطقة الجزيرة كما أنهم قاموا بتشكيل “مجلس إدارة ذاتية” في منطقة عين العرب بريف حلب, وضموا للمجلس مدينة تل أبيض بريف الرقة بعد السيطرة عليها من “داعش”.

ونفت وزارة الخارجية الأمريكية في شباط الماضي, تزويد واشنطن وحدات “حماية الشعب الكردية” بالسلاح, وذلك ردا على تهديدات تركية من استمرار دعم المقاتلين الأكراد, وذلك بعد قيام قوات تركية مؤخرا بقصف مواقع شمال سوريا تسيطر عليها قوات كردية مبررة أنه “رد بالمثل” على إطلاق نيران باتجاه قاعدة عسكرية تركية، قبل أن يتفق مجلس الأمن على مطالبة تركيا بـ”احترام” القانون الدولي ووقف القصف، الأمر الذي رد عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول إنه لن يسمح بـ “جيب كردي” سوري على حدوده.

وحول سؤال عن ما إذا كان هناك احتمال تولي الرئيس بشار الأسد،السلطة في البلاد فيما لو فاز في الانتخابات، أوضح كيربي، أنه لا تغيير في موقف بلاده بخصوص مستقبل الأسد، مبينًا أن “موقفنا واضح في هذا الشأن، ولا نعتقد أن يكون للأسد مكان في مستقبل سوريا، ونريد تشكيل حكومة بدونه”.

وكان موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قال, يوم الجمعة, أن السوريين هم من يقررون مصير الأسد, وليس الأجانب, مضيفا أنه من المفترض أن يكون الحل بقيادة سورية وملك للسوريين.

ولا يزال مصير الأسد  يشكل نقطة خلاف في مجمل اللقاءات والاجتماعات بخصوص حل الأزمة السورية, حيث تطالب أميركا ودول غربية ببدء عملية سياسية تنتهي برحيله, فيما تعتبر روسيا وإيران أن وضع شروط مسبقة للبدء بعملية انتقالية أمر خاطئ, مؤكدتين أن الأمر يعود للشعب السوري.

ولفت كيربي إلى أن “روسيا أخذت على عاتقها دورا رئيسا في المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية”، مشيرا إلى أن “مشاركة موسكو في هذه العملية مفيدة”.

وأضاف ” تختلف آراؤنا حول نقط عديدة متعلقة بما يحدث في سوريا، ناهيك عن مواقفنا مما يحصل خارج تلك البلاد، ويبدو أن الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأوضاع في سوريا ستستمر في المستقبل نظرا لأسباب كثيرة, لكن روسيا أخذت على عاتقها دورا رئيسا في المفاوضات السلمية، وهذه المفاوضات كانت مفيدة ومشتركة”.

وكان اتفاق لوقف “إطلاق النار” في سوريا دخل حيز التنفيذ في 27 شباط الحالي، عقب ساعات من تبني مجلس الأمن الدولي، بالإجماع القرار رقم 2268 الداعم لوقف “العمليات القتالية” في سورية وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واستئناف مفاوضات جنيف بين السوريين، والذي صادق على اتفاق روسي– أمريكي مشترك بشأن وقف “الأعمال العدائية” في سورية.

وفي رده على سؤال حول وصول قوافل أسلحة من تركيا إلى مناطق سورية خاضعة لـ”جبهة النصرة” و”أحرار الشام” بشكل يومي، صرح كيربي بأنه “لا يستطيع قول شيء عن أنباء ملموسة بهذا الشأن”, وأشار في الوقت نفسه، إلى أن واشنطن ما زالت ترى أن جماعات إرهابية مثل “داعش” لديها “إمكانيات واسعة لعبور الحدود السورية التركية”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الثلاثاء الماضي، أن موسكو تريد “إغلاق” الحدود التركية السورية، لأنها “تستخدم في إمداد الإرهابيين بالأسلحة التي يجري إخفاء بعضها وسط المساعدات الإنسانية.

يشار إلى أن موسكو اتهمت أنقرة في كانون الأول الماضي، بمقايضة نفط تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بالأسلحة والذخيرة.

سيريانيوز


المركز الصحفي السوري