إحتجاجًا علي تصاعد الإعدامات في إيران ودعمها للأسد وضد مشاركة ظريف في مؤتمر المانحين

    د أسامة مهدي تحشد لندن الشعبية والبرلمانية للخروج بوقفات احتجاجية ضد مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر المانحين لدعم سوريا الذي يعقد في لندن, معتبرين أنها بمثابة صب الزيت علي نار الحرب هناك, وتشجيع لنظام طهران علي المزيد من التدخلات في شؤون المنطقة وتصدير التطرف والإرهاب. لندن: أبلغ عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حسين عابديني “إيلاف” اليوم أن إيرانيين وسوريين ويمنيين وعرباً آخرين إضافة إلي بريطانيين يمثلون منظمات سياسية واعضاء في لجنة إيران حرة بمجلس النواب البريطاني سيشاركون في وقفتين احتجاجيتين يوم غد الخميس, امام مقر المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) وسط لندن, ضد مشاركة ظريف في مؤتمر المانحين الذي تحتضنه العاصمة البريطانية يومي الخميس والجمعة المقبلين. وأشار إلي أنّ الوقفتين الاحتجاجيتين ستنظمان امام مقر المعهد بساحة (جيمس سكوير) بين الساعتين العاشرة والثانية عشرة ظهر يوم غد, فيما ستكون الثانية بين الساعتين الخامسة والسابعة مساء, وذلك للتعبير عن الغضب لتصاعد عمليات الاعدام في إيران, والتي تجاوز عددها الالفي حالة اعدام في عهد الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني. واضاف ان مشاركة ظريف في مؤتمر المانحين هي محاولة من النظام الإيراني للتغطية علي دعمه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وجرائمه ضد الشعب السوري.. وتساءل قائلاً : كيف يمكن ان تساعد إيران في دعم الشعب السوري عبر هذا المؤتمر, وهي شريك فعلي في عمليات ابادته. واوضح عابديني ان مواطنين من اصول عربية ايضًا سيشاركون في الوقفتين الاحتجاجيتين للتعبير عن رفضهم للتدخلات الإيرانية الخطيرة في الشؤون الداخلية للدول العربية وخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن. مشاركة ظريف تفاقم الازمة السورية ومن جهته, قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن رحلة وزير الخارجية الإيراني إلي لندن والمشاركة في مؤتمر سوريا تفاقم الأزمة السورية داعيًا إلي الغاء دعوته للمشاركة في المؤتمر. واضاف المجلس في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلي “إيلاف” اليوم, أن النظام الإيراني وجرائمه في سوريا هي المشكلة الرئيسية في هذا البلد وجميع أنحاء الشرق الأوسط. وأشار إلي أنّ اشراك هذا النظام في حل الأزمة السورية بمثابة صب الزيت علي الحريق, حيث انه السبب الرئيسي لبقاء بشار الأسد واستمرار المذابح ضد الشعب السوري. وقال ان النظام الإيراني قد ارسل اكثر من 5000 من القادة والافراد التابعين للحرس الثوري الإيراني وعشرات الآلاف من المرتزقة الأجانب من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان إلي سوريا لتقديم الدعم اللوجستي والعسكري الكامل لنظام الأسد.. كما انفق النظام الإيراني عشرات المليارات من الدولارات من ثروة الشعب الإيراني من أجل الحفاظ علي الأسد في السلطة. واوضح المجلس ان العديد من كبار المسؤولين في نظام طهران ما زالوا يؤكدون في مختلف المناسبات ان سوريا هي واحدة من “المحافظات الإيرانية” التي يجب أن يقاتلوا من أجلها بقوة.. وأشار إلي أنّ سقوط بشار الأسد سيكون ضربة قاصمة للنظام الإيراني. وقال إن ظريف هو احد اركان السلطة الحاكمة في إيران وشريك في عمليات القمع الواسعة ضد الشعب الإيراني وتصديره الإرهاب والأصولية الإسلامية, حيث اوكلت له مهمة الحفاظ علي بقاء النظام الغارق في الأزمات من كل الاتجاهات ويواجه المأزق الإقليمي والعزلة غير المسبوقة. وحذر المجلس من ان دعوة ظريف وغيره من المسؤولين الإيرانيين للمشاركة في حل الأزمة السورية ما هو الا تشجيع لهذا النظام علي المزيد من الحروب في المنطقة وتصدير التطرف الإسلامي والإرهاب, وهو ما يشكل إهانة كبيرة للشعبين إلإيراني والسوري, اللذين يواجهان قمع نظام طهران ومرتزقته. مؤتمر المانحين لجمع مبلغ 7.73 مليارات دولار لدعم الشعب السوري ويهدف مؤتمر المانحين لدعم سوريا والمنطقة لعام 2016 يحسب الحكومة البريطانية إلي تأمين مليارات من الدولارات من أجل تقديم مساعدات إنسانية ملحة للاجئين السوريين خلال هذا العام, ومناقشة ملف إعادة إعمار سوريا بعد تشكيل حكومة جديدة تمثل جميع السوريين. وقال إدوين سموأل, المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, إن مؤتمر المانحين لدعم سوريا والمنطقة المزمع عقده غدًا الخميس لم يوجه دعوات للنظام والمعارضة في سوريا فيما تقتصر مشاركة السوريين علي المنظمات غير الحكومية وهيئات المجتمع المدني. وتستضيف بريطانيا إلي جانب الولايات المتحدة وألمانيا والنرويج والكويت والأمم المتحدة مؤتمر المانحين لدعم سوريا والمنطقة,اضافة إلي قيادات أكثر من 70 بلدًا, من ضمنها روسيا وإيران, ومنظمات دولية غير حكومية إضافة إلي القطاع الخاص. واضاف سموأل ان “الأزمة الإنسانية السورية هي أكبر أزمة إنسانية في العالم وتحتاج إلي تخطيط أفضل يتعدّي إرسال الأموال إلي التفكير جديًا باليوم الأول لإعادة الإعمار في ظل حكومة انتقالية بحيث يحصل السوريون علي خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء والمواد الغذائية الضرورية يوميًا“. وقال : أثناء قيامنا بجهود كبيرة من أجل الحل السياسي يجب ألا ننسي أيضًا جيل الشباب من اللاجئين السوريين, بحيث نعمل لكي لا يصبح “جيلاً ضائعًا” وعرضة للتطرف بسبب غياب التعليم وبانتظار العودة إلي وطنهم, لذلك جهودنا تنصب علي إعادة الإعمار والاستثمار في جيل الشباب السوري الذي نحتاجه للقيام بإعادة بناء سوريا. واوضح المتحدث الحكومي البريطاني أن موضوع إعادة الإعمار سيكون من بين الملفات البارزة التي ستتم مناقشتها خلال المؤتمر, حيث كانت بريطانيا أعلنت منذ فترة عن عزمها تقديم أكثر من مليار دولار أميركي لإعادة إعمار سوريا. وأشار إلي أنّ “تخصيص أموال إعادة الإعمار سيكون مقابل خطة تتفق عليها حكومة سورية جديدة ممثلة للجميع وذلك لأن إعادة الإعمار أمر غير ممكن حاليًا وسط استمرار العنف والحرب ويجب التوصل لحل سياسي يشمل الجميع قبل أن نشرع في تنفيذ إعادة الإعمار“. وبين سموأل أنه ستتم دعوة دول الاتحاد الأوروبي وغيرها من المانحين للمساهمة بأكبر قدر ممكن للوصول لمبلغ 7.73 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الملحة بموجب نداءات عام 2016.   إيلاف