العميد مصطفى الشيخ : ماذا وراء التقارب التركي الإيراني؟ ومتى سنبحث عن مصلحة وطننا السوري !


2

السلطة الرابعة

تأتي زيارة رئيس وزراء تركيا الى طهران في هذه الفترة التي تمر بها المنطقة بازمة تكاد تعصف بالاقليم برمته وتزعزع بناه التي ارتكزت على سايكس بيكو ، والذي دفع السيد احمد داوود اوغلو لتلك الزيارة ما تسرب على لسان الروس بالفدرالية كحل سياسي والتي تعني حكماً التقسيم لسوريا ولو كان في مرحلة متقدمة من الصراع الحالي ،

فكأن الروس يرسلون رسالة لتركيا من الوزن الثقيل جداً والتي اربكت الحكومة التركية واجبرتها على اعادة تقييم دورها في المنطقة ، فقد قبلت تركيا من حيث المبدأ اغلاق الحدود مع سوريا كطلب روسي اساسي لوقف العمليات القتالية بسوريا وهذا قد تم ، واهمال واضح للاخوان المسلمين التنظيم السوري بعد ان ادركت يقيناً ان رهانها خاسر لرفض المجتمع السوري اعطاء دور رئيسي في مستقبل سوريا .

ناهيك عن الاشارات الامريكية الحاسمة اتجاه الاخوان واعتبارهم منظمة ارهابية في تحول استراتيجي في الموقف الامريكي ، وكذلك رسالة اخرى لتركيا من الجانب الامريكي ، وهذا ما انعكس بشكل واضح على اداء الاخوان الذي يبدو نوع من الاستجداء للمشاركة في الحكومة الانتقالية بالتعاون مع هيئة التنسيق وكذلك الاتصالات التي يجريها بعض قادة التنظيم مع الايرانيين في سلطنة عمان مؤخراً ،

الا ان الاخطر من وجهة نظر الاتراك فيما لو اصرت روسيا على الفدرالية كحل مطروح جدياً ، وما اعتقده ان هذا الطرح هو نوع من التهديد لتركيا والتي اجبرها على ارسال اوغلو لطهران لبحث هذا الطرح فيما لو تم سيطال ايران حكماً ، وهذا ما اعلنت عنه طهران مؤخراً رفضها للطرح الروسي الذي سيطالها ، فالقاسم المشترك اليوم بين ايران وتركيا قضية الاكراد والتي من المؤكد ستطال ايران فيما لو تمت ،

ناهيك ان تركيا ادركت يقيناً ان حلف الناتو لن يتدخل فيما لو دخلت تركيا صراع مسلح مع الروس ، بالاضافة الى ضغط اللاجئين على تركيا والذي بدء يتشكل منه ازمات داخلية بين الرافضين لوجودهم وسياسة تركيا المعلنة بالوقوف مع الشعب السوري المهجر ،

بين هذه المواقف فيما لو دققنا بعمقها لادركنا يقيناً ان تركيا بصدد تقديم تنازلات في مواقفها وهذا ما ادركناه نحن السوريين منذ بداية الازمة عندما كنا نقول ان الدول تتعامل وفق مصالحها لا وفق عواطفنا او عواطف الاخرين كان الكثير يتهمنا بما لسنا فيه ، فتداعيات الازمة لا تستطيع تركيا تحملها بمفردها ولا حتى السعودية بمفردها ، وبالرغم من التحالف الاخير للدول الاسلامية برعاية السعودية وتركيا والباكستان ،

الا ان هذا التحالف ليس من القوة بمكان ما يؤهله لفرض شروطه كاملة على طاولة النظام الدولي المتحكم والاقوى بلا شك ، اذاً نحن على ابواب مرحلة جديدة فيها انفراج ولا شك ولكن من نوع اخر لا كما تهواه المعارضة والتي اعتبرهم عبارة عن هواة سياسة لا اكثر ،بالمحصلة غاب الدور الوطني السوري تماماً وسط تفريط النظام والمعارضة باهم عوامل النجاح او الدور المحوري الوطني وهذه ضريبة التدويل الشر الذي لا بد منه والذي ضاعت فيه هوية السوريين كهوية وطنية جامعة ،

مع يقيني ان المسؤولية متساوية بين اداء النظام والمعارضة في هذا الجانب ، اعتقد الثمن الباهظ الذي دفعناه نحن كسوريين وسوريا بكافة مكوناتها ثمن لا يمكن تصوره بسبب تلك المعارضة الرديئة ومعها النظام والذين اكدوا جميعاً كوجهان لعملة واحدة والتي اوقعت سوريا في مطبين قاتلين الاول بالثمانينات واليوم في مستهل الالفية الثالثة للاسف ، متى نعرف مصلحتنا كسوريين بعيداً عن الاصطفاف مع دول الاقليم دون علم ودراية او عاطفة ، فمستقبل الاوطان لا ترسم ولا توجد بهذه النماذج التي اقل ما يقال عنها انها خانت الامانة بكل معانيها …

السلطة الرابعة : العميد الركن مصطفى الشيخ

العميد مصطفى الشيخ : ماذا وراء التقارب التركي الإيراني؟ ومتى سنبحث عن مصلحة وطننا السوري ! الاتحاد برس.