انتخاب رئيس جديد للائتلاف السوري المعارض

6 آذار (مارس)، 2016
9 minutes

ضمن اجتماعات جرت بسرية تامة

بهية مارديني: إيلاف

توافقت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري على أنس العبدة رئيسا للائتلاف وعبد الاله الفهد أمينا عاما وموفق نيربية وعبد الحكيم بشار وسميرة المسالمة نوابا للرئيس في اجتماعات عقدت بسرية  تامة وبعيدا عن الاعلام نظرا للظروف التي أحاطت بالائتلاف وانتخاباته.

رغم قرار الائتلاف الأخير بتأجيل الاجتماعات حتى 25 الشهر الجاري، الا أن الهيئة العامة كانت في حالة انعقاد كامل اثر الخلافات الداخلية حول من يقود الائتلاف ولماذا وهل يبقى رئيسه السابق خالد خوجة رئيسا للائتلاف ام تسير أعماله الأسماء الجديدة التي قررها الائتلاف، الى ان طرح اسم أنس العبدة كمرشح توافقي لم يتم الاعتراض عليه من الأعضاء أو من الدولة المضيفة تركيا.  

وقال مصدر داخل الائتلاف لـ”ايلاف” إن انقرة كانت مع اي اسم يتوافق عليه الائتلاف، ولكن كان لديها اعتراض على اسم واحد فقط من الاعضاء تمنت الا يتم ترشيحه وهذا لم يعد سرا.  

اعتراض الديمقراطيين   وأرسلت الكتلة الديمقراطية داخل الائتلاف رسالة الى أعضاء الإئتلاف الوطني، حصلت “ايلاف” على نصها، وقالت: “كنا نعتقد مع كل التطورات السياسية وما ينتظرنا من استحقاقات ومهام، أن يكون عقد الهيئة العامة مكرساً للتداول والنقاش العميق وفرصة كي نضع محددات خطواتنا السياسية والعملياتية على المدى القريب والمتوسط في هذه المرحلة المصيرية، ونحن ما نزال نشهد كيف أن الكل يقرر بشأن قضيتنا إلا نحن، والكل يخطط لنا ونحن غائبون ومغيبون، لكن توقعاتنا جاءت معاكسة ومحبطة”.   

وأشار بيان الكتلة، التي تضم أعضاء الائتلاف أحمد الجربا ومنذر آقبيق وزكريا السقال ونغم الغادري ومالك أسعد وأيمن الاسود وفايز سارة ومحمد دندل وقاسم الخطيب وخطيب بدلة وآخرون ويرأسها عضو الائتلاف أحمد عوض، الى أنه “في هذا المفصل التاريخي، ارتضى البعض تغييب الهيئة العامة، والقفز عن دورها، وتهميش ادائها ليقتصر على تمرير اتفاقات لقوى متنفذة تفرز تناقضاتها الخاصة، وتملي أجندتها على عمل الائتلاف عموماً، ولم تمكن الهيئة العامة من الاجتماع بكامل اعضائها ولم تضع على الطاولة الخطوط العملية الناظمة لحركتنا السياسية في المرحلة الصعبة التي تواجهنا ولا حددت بدقة الاحتمالات والتوقعات السياسية التي تنتظرنا ولا توجهات القوى الفاعلة في الملف السوري، ولا رسمت الهيئة العامة خطتها”.  

وقال البيان: “إن حالة التردي المرعبة والبؤس الذي وصلت إليه آليات عملنا في الائتلاف، والتي أقل ما يقال في شأنها أنها بعيدة جداً عن أي شكل من أشكال العمل السياسي الناظم لحركة الثورة والمعارضة، نراه مؤسفاً ولا بد من التصدي له”، وأكد أن “الهيئة العامة والائتلاف عموما هو الجسم السياسي الذي من المفترض به ان يكون ممثلاً لهموم وآمال شعبنا. لكننا نشهد للأسف اصرارا على تهميشه وتغييبه عن صياغة القرار السياسي والعملياتي”.  

وأضاف: “لسنا هواة تخريب لكن علينا ان نعي بدقة إين نضع أقدامنا ونحدد المهام الملقاة على عاتقنا أمام المشاريع الخطيرة التي تطل برأسها، خاصة مع مرحلة الشد والجذب قبل البدء بالمفاوضات من جديد. أين نحن من كل هذا، ما هي خططنا في مواجهة ما يقابلنا. وكما هو معلوم كل منا له موقف ورؤية تحكم حركته لكن ما هي المحددات التي تحكم حركتنا كجسم سياسي يدعي تمثيل مصالح شعبنا وثورته. فنحن علينا مجتمعين لي عنق الواقع، في مقابل هذا العالم الذي لا يعرف غير مصالحه، على أهمية التعامل معه لكن كيف نواجه كل هذا ونحن لا نمتلك رؤية وبرنامج عمل يوحد حركتنا وكيف نقدم الإجابة على مخططاته، والأهم كيف نتوجه لكي نعيد الاعتبار لشعبنا وتطلعاته ومعالجة همومه”.   

وتابع: “نحن نعتبر ان مهمتنا هي التصدي للخطاب والثقافة السائدة، وخلق توافق وطني يغلق كل نوافذ العبث والتدخل الخارجي بقضيتنا، نحن مع خطاب جامع لكل السوريين، يوحدهم على حل لا يفرط بتضحياتهم ويكون قادرا على صد نوافذ وكمائن ما يحاك هنا وهناك، ويضمن لنا ولشعبنا المضي لبناء دولتنا خالية من الطغاة والمجرمين، نحن مع تفعيل المؤسسات الناظمة لحركتنا السياسية وليس مع مبدأ الشلة والجماعة، بل مع عمل مؤسساتي يخدم الهدف من وجوده”.  

وقالت الكتلة: “ما نزال نتحلى بالأمل ولكنا قررنا ألا نصمت عن ما نراه تعدياً ونهجاً لا بد من الوقوف بوجهه، وبناء عليه قررنا نحن في الكتلة الديمقرطية رفض النتائج التي خلصت اليها اللجنة التي عملت على اختصار عملها بترتيب محاصصة بناء على حسابات ومساومات وترصد وادعاء كنتائج للحيثيات الأخيرة التي جرت بناء على تمييع اجتماع الهيئة العامة”.  

وأعلنت الكتلة الديمقراطية عدم مشاركتها بهذه المحاصصة والدخول بنفس العقلية، وتنأى بنفسها عن كل ما نتج. كما وأعلنت أن أي من الاسماء المطروحة لا تمثل الكتلة الديمقراطية بأي حال من الأحوال.  

ووصفت الكتله الديمقراطية نفسها “بأنها ستبقى كتلة معارضة وتعلن موافقها أمام شعبنا ومواطنينا وتدافع عن رؤيتها في تصديها لهذا النهج والعقل والسلوك، الذي غابت عنه السياسة واكتفى بتوزيع حصص لا تبشر إلا بمزيد من التهميش والضعف السياسي لعملنا”.  

اعتراض من الصحافيين   واعترض الصحافيون على اقامة الانتخابات في أجواء من السرية حيث جرت الاجتماعات بعيدا عن الاعلام الا ان الائتلاف كان في ازمة حقيقية يمكن القول انه تجاوزها الأن بالانتخابات الجديدة .  

وعلمت “ايلاف” انه تم عقد عدة اجتماعات مع دبلوماسيين من عدة دول داعمة لسوريا خاصة تركيا، وكان الهاجس الاكبر للجميع أعضاء ومعارضين ودبلوماسيين الحفاظ على هذه المؤسسة المعارضة.   وقال الائتلاف في بيان، تلقت ايلاف نسخة منه، توافق “أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال اجتماعها، اليوم السبت، والمستمر من 26 شباط (فبراير) الماضي، على هيئة رئاسية جديدة برئاسة أنس العبدة وكل من موفق نيربية وعبد الحكيم بشار وسميرة مسالمة نواباً له، وعبد الإله فهد أميناً عاماً.  

وأكد البيان “تسلم العبدة رئاسة الائتلاف خلفاً لخالد خوجة المنتهية ولايته، وتستمر الاجتماعات حتى مساء اليوم السبت لاختيار أعضاء الهيئة السياسية والبالغ عددهم 19 عضواً”.   وعدلت الهيئة العامة كل من المادتين 21 و 8 من النظام الأساسي، والتي تتعلق بإدارة الهيئة السياسية للائتلاف بين دورتين للهيئة العامة، وأحقية عضو الائتلاف بالترشح مرة جديدة بعد مضي دورتين على انتهاء ولايته.  

وكان الائتلاف الوطني عقد اجتماعات هيئته العامة في اسطنبول في 26 الشهر الماضي رغم تسلم الأعضاء رسالة من رئيس الائتلاف خالد خوجة بضرورة التأجيل بسبب الأوضاع  السياسية والظروف الأمنية وعدم التحضير الجيد للاجتماع وقال: “بسبب الظروف السياسية والأمنية التي تحيط بقضيتنا وبشعبنا هذه الأيام، والتي ترتدي حساسية وخطورة مميزة، ونظراً لعدم الإعداد الوافي لاجتماع الهيئة العامة وجدول أعماله”.  

وجاء في الرسالة أنه “استجابة لنصائح الأصدقاء المخلصة والصادقة، والتي تلاقت مع إرادة العديد من مكونات الائتلاف وأعضائه. يؤجل اجتماع الهيئة العامة للائتلاف، الذي كان مقرراً أن يعقد في 26 – 27 – 28 – من شباط الجاري إلى موعد آخر، يحدد لاحقاً بعد التشاور مع الهيئة الرئاسية والهيئة السياسية ومكونات الائتلاف، وتوفير الشروط اللازمة لانعقاد دورة ناجحة لاجتماع الهيئة، يمكنها أن تلبي الاحتياجات والمهام اللازمة، وتقوم بالاستحقاقات المطلوبة بشكل توافقي مدروس يضع الائتلاف بدائرة الفعل وعلى سكة السلامة”، وأضاف: “نأسف للمصاعب والاشكالات التي تعرض لها الزملاء الذين قدموا من خارج تركيا. وعلينا جميعاً أن نبدأ حواراً جاداً بين مكونات الائتلاف وهيئاته لتوفير مناخات ومهام لاجتماع ناجح شكراً لتفهمكم وتعاونكم من أجل مصلحة الائتلاف والثورة” .  

وكان مفاجئا في الاجتماع انذاك اكتمال النصاب المطلوب وتصويت الاعضاء على عدة قرارات منها تأجيل الانتخابات لاختيار رئيس جديد وأمين عام جديد وهيئة سياسية حتى 25 الشهر المقبل، وكلف الائتلاف بشكل مؤقت تسييّر أموره  كلا من هيثم المالح و يحيى مكتبي الأمين العام للائتلاف والنواب حتى التحضير للانتخابات الجديدة، الا ان الائتلاف قرر اليوم بعد التوافق اقرار اسم رئيس جديد وهيئة رئاسية جديدة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا