بعد 20 يومياً من سوقه مرغماً للاحتياط… سائق إسعاف في الهلال الأحمر يعود جثةّ لذويه

6 آذار (مارس)، 2016

3 minutes

محمد الحمصي:

“أنزلوه من سيارة الإسعاف التي كان سائقاً لها، والتي طالما نقل بها جثث وحالات إسعاف، ولم يسمحوا لأهله برؤية جثته، ربما اغتالوه من الخلف لأنه رفض قتل أبناء شعبه”.

بهذه الكلمات وصف الناشط أبو إسلام الحمصي مدير المكتب الإعلامي في حي الإنشاءات جنازة الشاب عبد الحميد جمال القصير ابن حي الإنشاءات الحمصي قبل أيام.

كان القصير متطوعاً وسائق سيارة إسعاف في الهلال الأحمر، وقتل بعد سوقه مجبراً للخدمة الاحتياطية على أحد حواجز قوات النظام في حي وادي الذهب في مدينة حمص، حين عودته من توصيل مريض إلى المستشفى.

وتحدث أبو إسلام عن الشاب كونه يعرفه معرفة شخصية، فقال إنه وبعد 20 يوماً من سوق القصير للاحتياط، تواصل مع أهله عبر الهاتف وذهبت والدته إليه في مكان تجنيده في معسكر “حسن بن الهيثم” في حمص، وفي آخر اتصال لأهله به قال لهم إنه أصبح في الديماس في ريف دمشق، لاتباع دورة تدريبية، وبالأمس جاؤوا به إلى أمه جثة هامدة، وأغلقوا الطرقات المؤدية إلى فندق السفير، وتمت الصلاة عليه في الشارع الرئيسي في حي الإنشاءات بحضور عناصر من الشبيحة والأمن وبعض من مشايخ النظام في حمص.

وعبر (أ.أ) متطوع سابق في الهلال الأحمر في حديث لـ “ ” عن غضبه وألمه الذي عاشه أثناء تطوعه في الهلال الأحمر قائلاً: “لقد اعتقلت لمرتين وأنا متطوع من الهلال الأحمر سابقاً، لأني كنت أنقل الجرحى من أحياء حمص، وقد اتهموني بدعم الإرهاب، يا للسخرية باتت انسانيتي إرهاباً، وكنا نعاني الكثير من الحواجزـ وكان المريض أو الجريح يموت بسبب تأخير الحواجز المتعمد لنا، فهذا النظام خالٍ تماماً من الإنسانية، وسأتابع عملي الإنساني خارج سلطة النظام، ولن أسمح لخبرتي أن تذهب لمآرب سياسية”.

وقالت الصحفية جودي عرش في حديث لـ “ ” إن النظام يعيش في أسوء حالاته، كونه بات يسحب متطوعي الهلال الأحمر والعديد من الموظفين لخدمة الاحتياط بسبب الخسائر البشرية الفادحة التي يتعرض لها جيش النظام في مختلف الجبهات، خصوصاً في المعارك الدائرة ضد تنظيم “داعش”.

ونوهت عرش إلى خطورة الحياة التي يعيشها الأهالي في أحياء النظام من عمر الـ 18 إلى عمر الـ 40 عاماً، بسبب سوق النظام المفاجئ لهم للخدمة العسكرية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا