دلالات مظاهرات سوريا واحتمالات استئناف المفاوضات

6 آذار (مارس)، 2016
4 minutes

قال الناشط السوري من ريف إدلب هادي العبد الله إن المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد والتي شهدتها عدة مدن سورية مؤخرا، هي رسالة للنظام بأن ثورة الشعب السوري ستستمر حتى تحقيق أهدافها.

وأضاف العبد الله في حلقة السبت (5/3/2016) من برنامج “حديث الثورة” والتي ناقشت دلالات خروج مظاهرات في عدة مدن سورية تطالب بإسقاط النظام، واحتمالات استئناف مفاوضات السلام بين الأطراف السورية، أن هذه المظاهرات هي كذلك رسالة للنظام وحلفائه بأن الثورة لن تتوقف رغم المجازر ضد الشعب السوري من قبل النظام وروسيا.

وأوضح أن هذه المظاهرات هي رسالة أيضا لروسيا بأن سوريا لن تكون إلا موحدة، وأن ما يجري هو ثورة شعب ضد نظام مجرم وطاغية مستبد، مؤكدا أن المظاهرات حراك شعبي بامتياز وأن القوى المشاركة فيها هي الشعب السوري الذي لا ينتمي إلى تيار بعينه.

من جهته وصف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس الدكتور زياد ماجد هذه المظاهرات بأنها رسالة للمشككين تؤكد أن السوريين ما زالوا معنيين بإسقاط نظام الأسد، وهي رسالة للعالم بأنهم ما زالوا قادرين على الاستمرار في ثورتهم حتى تحقيق أهدافها.

ودعا ماجد إلى استمرار المظاهرات لتأكيد استمرار الرفض الشعبي لعائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ 45 عاما حتى إسقاط النظام، كما دعا المعارضة إلى استثمار هذه المظاهرات في تدعيم قدرتها التفاوضية لتحقيق مطالب المتظاهرين.

في المقابل اعتبر الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان أن العودة إلى المظاهرات بادرة حسنة وعودة إلى الطابع المدني في العملية السياسية، ويجب أن تعني المشاركة لا إلغاء طرف لآخر.

ودعا شومان إلى إعادة الاعتبار للعمل السلمي الذي سيؤدي إلى الحلول السياسية على قاعدة المشاركة، لا على قاعدة الإلغاء أو إسقاط أحد.

ودافع عن النظام السوري الذي قال إنه يعتبر “أحد أكثر الأطراف طلبا للحل السياسي على قاعدة المشاركة للجميع، باعتبار أن سوريا للجميع وليست لطرف واحد”.

المفاوضات

وبشأن المفاوضات المرتقبة بين المعارضة والنظام، قال ماجد إن على المعارضة ألا تذهب إلى المفاوضات بأي ثمن، لكن يجب أن تشترط وقفا شاملا لإطلاق النار والتأكيد على ضرورة أن تشتمل فترة الحكم الانتقالي على خروج من هم في الحكم اليوم، معتبرا أن تشكيل حكومة وحدة وطنية يتيح لبشار الأسد البقاء في الحكم.

كما اعتبر أن الانتخابات التشريعية التي دعا الأسد إلى إجرائها في أبريل/نيسان القادم، هي تهديد للعملية السياسية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

أما شومان فقال إن المسألة السورية خرجت عن أيدي السوريين، مشيرا إلى أن واشنطن وموسكو تسعيان لإعادة التوازن إلى الميدان ومن ثم استدعاء جميع المتصارعين إلى حل سياسي.

من جهته قال ممثل تجمع “ثوار سوريا” عمر إدلبي إن هيئة المفاوضات العليا للمعارضة السورية تتعرض لضغوط دولية مكثفة، معربا عن اعتقاده بأن المفاوضات المرتقبة لن تنتج شيئا، خاصة إذا لم تتم الاستجابة للمطالب المتعلقة بالجوانب الإنسانية وإطلاق المعتقلين لدى النظام وتوفر ضمانات دولية حول هيئة الحكم الانتقالي وصلاحياتها.

واعتبر أن القبول بوجود الأسد خلال المرحلة الانتقالية سيفجرها، مؤكدا أن المظاهرات قدمت دعما مهما للمعارضة لتحقيق أهداف الثورة، وأن المعارضة لن تذهب إلى المفاوضات المرتقبة من موقع ضعف.

تقرير حلقة برنامج حديث الثورة ـ قناة الجزيرة

المركز الصحفي السوري