هــل قـــاتــل حـــزب الله وايـــران فــــــي الــبـــوســــنــــــــــة ..؟؟

زعم حسن نصر الله في خطابه اليوم أن حزب الله قاتل في البوسنة دفاعا عن أهل السنة . وبصرف النظر عن المحاججة في التقسيم على اساس طائفي ومذهبي , وهذا موضوع يحتاج الكثير من النقاش والجدل , سأقتصر على الرد على زعمه بأن حزبه ارسل مقاتلين للقتال في البوسنة أثناء الحرب الدفاعية للبوشناق المسلمين ضد المعتدين الصرب والكروات 1992 - 1995 . لقد كتبت وغطيت وقائع تلك الحرب على مدى سنوات , وكنت من أوائل الذين تنبأوا بوقوعها في سلسلة مقالات بصحيفة الحياة عام 1990 , ثم كتبت عشرات المقالات والتقارير عن وقائع الحرب وتطوراتها , نشرتها في عدد من الصحف والمجلات العربية : الحياة اللندنية , وبريد الشمال الباريسية , والشراع اللبنانية , ثم ألفت كتابا من 700 صفحة عن ( الاسلام والمسلمون في البلقان) صدر عام 1994 عن مركز دراسات مستقبل العالم الاسلامي , ويتضمن فصلا كبيرا عن حرب البوسنة . ومن واقع هذه الخبرة , ومتابعتي الدقيقة لاحداث البلقان أوكد على ما يلي : لم يشارك في تلك الحرب مقاتلون من حزب الله , أو من الاخوة الشيعة العرب او غير العرب , وهذا لا يشمل احتمال وجود افراد شاركوا بصفة فردية فيها . وكل قول غير هذا عار عن الصحة , ونطالب المدعين بتقديم البراهين على ادعائهم . ولم أطلع على اي مادة مكتوبة تتحدث عن مشاركة لحزب الله أو لإيران دعما للمسلمين . كما لم اسمع من اي أحد ممن شاركوا في الحرب وهم كثر أن مسلمين شيعة شاركوا معهم في الدفاع عن اهل البوسنة المسلمين . وأضيف : لقد سمعت تصريحا لمسؤول ايراني قبل فترة غير بعيدة يزعم فيه أن ايران دعمت مسلمي البوسنة في اثناء حربهم الدفاعية ضد الصرب والكروات , وأؤكد ثانية أن هذا الادعاء تعوزه البيانات والادلة الرسمية , لأن ما هو معروف ومثبت في كثير من التقارير الاعلامية والدبلوماسية في تلك الفترة يوضح شيئا آخر , فعلاقات ايران مع النظام الصربي كانت أكثر من جيدة , وتقوم على قاعدة التعاون ضد التفوذ التركي التاريخي والطبيعي في اوساط الشعوب المسلمة في البلقان بما فيها البوسنة , أي أن الدور الايراني كان مساندا للصرب أكثر منه داعما للمسلمين البوشناق , وهو يشبه الدور الايراني الحالي الداعم للروس في حربهم ضد المسلمين في آسيا الوسطى والشرق الأوسط . واستمر الدور الايراني على هذا النحو الى أن شارفت حرب البوسنة على وضع أوزارها , حيث تناقلت بعض المصادر الاعلامية نبأ مفاده أن الايرانيين ارسلوا بعض الاسلحة للمسلمين , ولكن بلا تأكيد رسمي من جانب المصادر البوسنية , وعلى فرض صحته فقد كان متأخرا , ولم يكن حاسما في تغيير موازين القوى , وكان الفضل في ذلك لآلاف المتطوعين المسلمين وخاصة العرب من شمال افريقيا ومصر وسوريا والاردن وفلسطين والخليج . أنا أطالب قادة البوسنة , وخاصة الرئيس السابق حارث سيلاجيتش الذي كان له الدور الرئيسي في ادارة العلاقات الدولية من موقعه كوزير للخارجية بالإدلاء بشهادتهم في هذا الامر المهم بدون مجاملات . وأخيرا أسأل السيد حسن : هل قتالكم في البوسنة على فرض صحته كان دفاعا عن اهل ( السنة ) وتريد الان ثمنا له ..؟ أم هو دفاع عن الاسلام نفسه ..؟ أم هو انتصار للحق ودفاع عن شعب تعرض للابادة بلا ذنب اقترفه ..؟؟ نريد التحديد لكي نعلم على وجه اليقين ما هي المعايير التي تحكم سياسات الحزب في حروبه الخارجية !