on
تعتمد سياسة «القضم البطيء» للمناطق الواقعة في «سوريا المفيدة»: قوات النظام تخرق الهدنة في جبال الساحل وعينها على جسر الشغور
صدت فصائل الجيش الحر محاولتي تقدم لميليشيات صقور الصحراء وقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني في ريف جبال الساحل السوري في منطقة الكبينة، محيط جب الأحمر شرق جبل الأكراد، وهي المنطقة المطلة على سهل الغاب شرقا.
كذلك، حاولت الميليشيات التسلل في منطقة الحدادة الواقعة إلى الشمال الشرقي من كنسبا، والمشرفة على الطريق الواصل بين اللاذقية وجسر الشغور، في محاولة منها لتعزيز السيطرة النارية على الطريق الواصل بين كنسبا غرباً، والناجية وبداما باتجاه جسر الشغور شرقاً.
وصرح رئيس المكتب الإعلامي في الفرقة الأولى الساحلية، فادي أحمد لـ«لقدس العربي» أن «فصائل الثوار قامت بإحباط عملية التسلل وقتلت عددا من عناصر حزب الله وباقي الميليشيات التي شاركتها عملية التقدم». وأضاف: «لم تتوقف قوات النظام والميليشيات عن خرق وقف إطلاق النار منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في السابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي وحتى اللحظة».
وأكد قائد قطاع الدفاع المدني الغربي في منطقة جسر الشغور، حسام ظليطو، أن الطيران المروحي «قصف منطقة الريف الغربي في جسر الشغور بـ18 برميلا متفجراً في أول ثلاثة أيام من بدء الهدنة».
وقال إن الطيران المروحي قصف قرى وبلدات الناجية والكندة ومرعند بشكل ممنهج ويومي، مشيراً إلى أن ثلاثة صواريخ بالستية سقطت في المنطقة. وأدى سقوط أحدها في بلدة الزعينية إلى استشهاد خمسة مدنيين وجرح نحو خمسة عشر آخرين بينهم أطفال. بينما سقط صاروخ في محيط بلدة بداما. وسقط الصاروخ الباليستي الآخر قرب الطريق الواصل بين بداما والحمبوشية لكنه لم ينفجر».
وقصفت دبابات النظام ومدفعيته المتمركزة في تلة شلف مئات القذائف الصاروخية بإتجاه طريق جسر الشغور ـ اللاذقية. كما قصفت قوات النظام جبل التفاحية بقذائف النابالم الحارقة والمحرمة دولياً.
في السياق، قال رئيس الدفاع المدني في جسر الشغور «إن قوات النظام «قصفت بلدة الغسانية (غرب جسر الشغور 4 كم) بالقنابل العنقودية ظهر يوم الجمعة». من جهته، أشار الدكتور أحمد الخطيب مدير مشفى القنية في ريف جسر الشغور الغربي إلى سقوط عدد كبير من الجرحى في مدينة جسر الشغور بعد استهداف المدينة بالصواريخ من الطيران الحربي. وأكد استشهاد سيدتين إحداهما كانت حامل وقضت مع جنينها.
وقال إن «القصف الجوي الروسي دمر عددا من النقاط الطبية وأخرج مشافي أخرى عن العمل بشكل نهائي وأن ثلاثة مشاف (دركوش ـ القنية ـ عين البيضا) متبقية، هي التي تعمل فقط».
وأستمرار العمليات العسكرية للنظام في منطقة جبل الأكراد والتركمان، يؤكد رغبة النظام في محاولة الوصول إلى مدينة جسر الشغور، التي تعتبر عمقاً حيوياً له. وبهذه المحاولة يسعى النظام إلى تحقيق أهداف عدة، أولها القضاء على فصائل الثوار في كامل المنطقة الجبلية في الساحل السوري وامتداده.
كذلك فإن السيطرة على مدينة جسر الشغور تسهل السيطرة على كامل السهل الواصل بين هذه المدينة وبلدة جورين، التي أصبحت خط تماس بين قوات النظام وفصائل الثوار منذ اندحاره أمام فصائل جيش الفتح ربيع العام الماضي.
ولهذا يلاحَظ الضغط العسكري الكبير ومحاولات التقدم في العمق الشرقي لجبل الأكراد بهدف تحسين مواقع الإحكام الناري التي تتخذها ميليشيات النظام في معارك الساحل، بعد السيطرة على قمم الجبال المرتفعة (كنسبا ـ قلعة شلف ـ سلمى)، ومحاولة السيطرة على جبل التفاحية الذي يفصل جبل التركمان عن ريف ادلب شرقاً.
وتستخدم قوات النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبها سياسة «القضم البطيء» فيكاد لا يمر يوم وآخر إلا وتتقدم تلك القوات لتسيطر على نقاط صغيرة لفصائل الثوار، تعزز بعدها السيطرة على النقاط وتتحول إلى أهداف ونقاط أخرى مستفيدة من تغطية نارية كثيفة.
وربما يحاول البعض إنكار مسألة رغبة النظام في الوصول إلى مدينة جسر الشغور. لكن في الحقيقة وبعد الحديث الروسي القديم عن «سوريا المفيدة» وحديثهم الأخير عن «سوريا إتحادية» أصبح من المنطقي بالنسبة للنظام أن يفكر بالسيطرة على منطقة جسر الشغور، كونها الاختراق الوحيد ـ إضافة إلى جبلي التركمان والأكراد ـ الذي تمكنت فيه فصائل الثوار من التقدم إلى مناطق الخاصرة الرخوة ذات الأغلبية السكانية من أبناء الطائفة العلوية، والتي تعتبر خزاناً بشرياً للنظام وميليشياته.