‘“أصبحنا أرامل في زهرة العمر”.. سوريات من داخل المخيمات يتحدثن عن يوم المرأة العالمي’

7 مارس، 2016

في الوقت الذي تحتفل فيه نساء العالم بيوم المرأة العالمي، تعيش النساء السوريات اللاجئات في تركيا بين أنقاض الماضي وذكريات من رحلوا، يربطهم بالحياة الأمل في مستقبل أفضل لأولادهن، والعودة إلى بلادهن في أقرب فرصة ممكنة.

من هؤلاء النساء جواهر اليوسف (41 عاماً) التي تعيش مع أولادها الـ4 في مخيم “بيداغي” للاجئين بولاية مالاطيا (وسط تركيا)، منذ أن قدمت لتركيا قبل عامين ونصف، بعد فقدانها زوجها في قصف بسوريا.

قالت جواهر في لقاء مع “الأناضول”، إنها اضطرت للقيام بدور الأم والأب معاً لأبنائها الذين يبلغ عمر أكبرهم 15 عاماً وأصغرهم 5 أعوام، وأعربت عن أملها في أن تسنح لهم قريباً فرصة العودة إلى سوريا، مفصحةً عن امتنانها لتركيا التي فتحت أبوابها أمام اللاجئين السوريين.

وبمناسبة يوم المرأة العالمي سألت جواهر الله – عز وجل – أن يساعد النساء السوريات وجميع نساء العالم، وأن يبقي أطفالهن معهن، وأن يلهم النساء اللاتي تركن وفقدن أبناءهن، الصبر.

رجاء مقداد (38 عاماً) فقدت زوجها في قصف على إدلب، عندما كانت حاملاً في الشهر الثاني بطفلهما الرابع، وتوجّهت بعد ذلك إلى تركيا، حيث تقيم الآن مع أطفالها الـ4 في مخيم اللاجئين بولاية قهرمان مرعش (جنوبي تركيا).

في حديثها لـ”الأناضول” أشارت رجاء إلى معاناتها في تربية أطفالها دون سند الزوج، قائلة إن الحزن والألم باتا مرافقين للمرأة السورية، بسبب فقد الأحبة، داعيةً الله أن يلهم المرأة السورية الصبر والسلوان.

وبدورها قالت سحر حمود (28 عاماً)، التي تعيش في ولاية كيليس (جنوبي تركيا) مع أبنائها، إن الشابات السوريات أصبحن أرامل في زهرة عمرهن، متسائلة: “أين الضمير؟”.

وفقدت سحر زوجها واثنين من أطفالها، وأصيبت إحدى بناتها، في قصف على قريتهم، ما اضطرها إلى الهرب وهي حامل، مع بقية أبنائها، واللجوء إلى تركيا.

وتعيش سحر بين الحنين لأيام الراحة التي عاشتها في سوريا، وبين معاناة الحاضر، والأمل في مستقبل أفضل.

بينما تقيم أمينة رمضان صالح، التي تعمل معلِّمة، في مخيم “سليمان شاه” بولاية شانلي أورفا (جنوبي تركيا)، منذ أن لجأت مع أقرباء لها إلى تركيا قبل عام.

ويبدو أن أمينة فقدت الأمل في الحياة بعد فقدانها زوجها، إذ قالت لـ”الأناضول” إنها لم تعد ترغب في أي شيء من الحياة، نتيجة لتغير الأوضاع في سوريا نحو الأسوأ يوماً بعد يوم.

وتركز أمينة اليوم على أبنائها حيث تقول: “أنا لا أرغب في شيء لنفسي، أريد فقط ألا يضيع أبنائي، أريدهم أن يذهبوا إلى المدرسة وأن ينقذوا مستقبلهم”.

هافينغتون بوست عربي